#ريادة أعمال
زهرة الخليج اليوم
رغم كل مساوئ جائحة «كورونا» وتداعياتها، إلا أن الفائدة اللافتة منها، كانت تمكين طرق وأساليب العمل عن بُعْد، التي تطورت كثيراً بعد انتشار تطبيقات، ومنصات التواصل التقني والعلمي والاجتماعي، بالتزامن مع شيوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يجعل العمل ممكناً في أي مكان بالعالم، دون ضرورة الحضور إلى مكتب الشركة بشكل تقليدي، كما كان سابقاً.
ومع بدايات العام الجديد، أعلنت شركة الأبحاث الأميركية «Bospar» نتائج صادمة لرغبات شريحة واسعة من الموظفين في الولايات المتحدة الأميركية، الذين خضعوا لدراسة بحثية استقصائية قامت بها الشركة على مدار شهر كامل، استطلعت فيها آراء شرائح واسعة من الموظفين، حيث وجدت أن ستة من بين كل 10 عاملين (حوالي 60%) لديهم قناعة أكبر بفوائد وضرورات وإيجابيات العمل عن بُعْد، وأنهم مستعدون للانتقال فوراً إلى وظائف تدعم هذه الميزة.
ويعتقد هؤلاء الموظفون أن الشركات، التي تتيح لموظفيها إمكانية العمل عن بُعْد، هي التي تمتلك بيئة عمل أفضل، ويرون أن تنفيذ مهمات ومتطلبات العمل من المنزل مثلاً، يعزز من راحة البال، والإنتاجية، والثقة، والتعاون، حيث يقدر الموظفون السماح لهم بتقليل مصاريف انتقالهم المالية، لمباشرة أعمالهم من مكاتب الشركات.
وتتنوع الوظائف المكتبية، التي يمكن ممارستها عن بُعْد. وتأتي وظيفة المحاسب المالي بالمركز الأول، تليها وظائف مديري الحسابات، ثم مديري المشاريع، ثم ممثلي المبيعات، وتطوير الأعمال، وهذه الوظائف كانت تُصنف باستمرار كأفضل أعمال تدار عن بُعد عام 2024، ونمت بشكل كافٍ؛ لتظهر ضمن أفضل 10 وظائف هذا العام.
ويشير تقرير شركة الأبحاث الأميركية «Bospar» إلى أن الموظف، الذي يفضل القيام بالعمل عن بُعْد، عليه إتقان المهارات الضرورية واللازمة؛ لتأدية مهامه على أكمل وجه، عليه أن يكون مستعداً لتكريس الجهد والالتزام؛ لتطوير مهارات بناء العلاقات لديك، خاصة على المستوى الافتراضي، وأيضًا بالمهارات التقنية ذات الصلة بمجاله، والوظيفة التي يطمح إليها.
ومن المهم، كذلك، أن يكون الموظف دائم السباق لتطوير مهاراته الفردية، ليس في مجال اختصاصه فقط، بل وتحسين معرفته التقنية، وفهم الذكاء الاصطناعي.
وتحذر شركة الأبحاث الأميركية من التراخي في تقديم مهمات العمل، أثناء القيام به عن بُعْد، وخارج مكاتب الشركة، حيث تنصح الموظف بألا يبقى أسيراً لجدران منزله، وأن يسعى للقيام بمهمات عمل ميدانية مرة أسبوعياً على الأقل، أو من خلال زيارة مكاتب الشركة في موعد أسبوعي.