#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 6 يناير 2025
لفت نظر زوار الدورة الأولى من «مهرجان العين للتمور»، الذي تستمر فعالياته حتى الثامن من شهر يناير الحالي، بتنظيم من «هيئة أبوظبي للتراث»، إقامتها في «واحة الهيلي»، حيث تتناسب أجواء المهرجان مع الطابع التراثي للواحة الشهيرة، بما تتضمنه من ورش للحرف التقليدية، ومتاجر التمور والعسل.
وتتميز طريقة عرض التمور، باختلاف أنواعها، في «ممر الصراريد التراثي» بتصميمه الذي يجمع بين التراث الإماراتي الأصيل، والطابع الحضاري الحديث، حيث تم تصميم سقفه باستخدام «الصراريد»، وهي أوعية مصنوعة من الخوص، تمثل إحدى الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية.
ويعرض السقف التراثي، المصمم بدقة، جمال «الصراريد»، التي كانت تُستخدم قديماً لحفظ ونقل التمور، بينما أعيد تقديمها اليوم لتصبح عنصراً فنياً، يُبرز الهوية التراثية بأسلوب معاصر، ما يعكس روح الابتكار، والاعتزاز بالهوية التراثية.
وتعد «الهيلي» إحدى واحات العين الست، التي تم إدراجها في قائمة «اليونسكو» لمواقع التراث العالمي، وتبلغ مساحتها 60 هكتاراً، كما تشكل موطناً لأكثر من 40 ألف شجرة نخيل مثمرة، منتشرة في 252 مزرعة، ويمكن الوصول إلى موقع واحة الهيلي عبر التوجه إلى أقصى شمال مدينة العين، وتضم واحة الهيلي في العين العديد من الأبنية التاريخية، التي يعود تاريخ بنائها إلى أوائل القرن التاسع عشر.
ولا تقتصر واحة الهيلي فقط على أشجار النخيل الوفيرة، فهناك أبراج مراقبة خصصت في قديم الزمان لمراقبة الحركات التجارية، وحركات مرور القوافل، إلى جانب منزل تاريخي محصن، يعرف باسم «منزل بن هادي الدرمكي»، الذي يقع وسط الواحة، وهو منزل محصن، تم بناؤه في القرن التاسع عشر، وكان يخدم الواحة، ويحميها من المخاطر، حيث يطوِّق المنزل سور مستطيل، محصّن بزوايا مربعة كبيرة.
وتتميز واحة الهيلي، في العين، بوجود الأفلاج (أنظمة الري التقليدية في دولة الإمارات)، وهي قنوات تمر عبرها المياه من الجبال القريبة إلى الواحة، لتغذي أشجار النخيل فيها.
كما تعرف مدينة العين بتراثها الغني، الأمر الذي جعل من واحة الهيلي منبعاً للحضارات، ما دفع سكان المنطقة في ذلك الحين إلى بناء برجَيْ مراقبة، بلغ طولهما 56 متراً، ويعملان كبوابة للواحة، تحمي قرية الهيلي، ومورد المياه القادم من الجبال، حيث تم بناء برجَي المراقبة من المواد الموجودة داخل منطقة الهيلي، وهي: الطوب اللبن، وجذوع النخل، وسعفه.
ويعتبر حصن الهيلي أحد أبرز الأماكن التراثية في واحة الهيلي، وقد تم بناؤه أوائل القرن العشرين؛ بهدف حماية واحة الهيلي، بجانب برج المراقبة في منطقة الهيلي، ويشتمل موقع حصن الهيلي على هيكل أرضي مربع، يتمحور حول برج مراقبة دائري، وقد شيدت جدرانه من الآجر والطين، واستُخدمت جذوع النخيل في الأسقف، والجبس في الزخرفة.