#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 31 ديسمبر 2024
بعد أن بات بالإمكان تنفيذ وإنجاز مهام العمل في أي مكان، بفضل خدمات العمل عن بُعد، أصبح الاعتماد في التواصل على هاتف واحد للعمل، وللأمور الشخصية مرهقاً، إذ يمكن أن يكون الشخص مشغولاً بمهام عائلية، وبنفس الوقت متابعة وظائف عمله، فلا يكفيه هاتف واحد. لذا، مع توفر أنواع مختلفة من الهواتف، التي تقدمها الشركات المصنعة، ومع توفر عروض كثيرة تقدمها شركات الاتصالات، صار سهلاً أن يحمل أي شخص هاتفين معاً: الأول شخصي، والآخر لمهام العمل.
لكن، هل يساعد هذا القرار على الفصل التام بين الحياة الشخصية والحياة العملية؟.. أم هذا القرار يجعل الشخص مسجوناً داخل هاتفَيْه، لملاحقة مهام عمله من جهة، وحياته الشخصية من الجهة المقابلة؟
وتهدف فكرة حمل الشخص هاتفين معاً، التخلص من مهام العمل الثقيلة والمتواصلة بعد انتهاء وقت دوامه.. لكن هل هذه الفكرة قابلة للتطبيق؟
في الوقت، الذي قد يحتاج فيه الموظف إلى متابعة أعماله، خاصة إن كان لديه مرؤوسون ينفذون خطة العمل اليومية، ضمن فترات متواصلة، وعليه متابعتهم.
البروفيسور ديفيد شيفيلد، أستاذ علم النفس بجامعة ديربي البريطانية، يبين في تقرير نشرته صحيفة «INFY 100»، البريطانية، أن استخدام هاتفين بنفس الوقت، قد يتسبب بزيادة عصبية وقلق وتوتر الشخص الذي يحملهما معاً، مبيناً صعوبة فصل الحياة الشخصية عن الحياة العملية. ووجود هاتفين في وقت واحد يقلل وقت الفراغ والاسترخاء، ويزيد حالات الانتباه والتركيز، التي تؤثر في صحة الجسم على المدى الطويل.
ويحذر البروفيسور شيفيلد من تأثير استخدام الهاتف ليلاً على جودة النوم، الذي يؤدي - بالتالي - إلى حدوث اضطراب النوم، وبالتالي التأثير سلباً في المزاج والتركيز، وقدرة التحمل والتعامل خلال نهار اليوم التالي، وهذا يؤثر سلباً في مستوى الإنتاج بالعمل والدراسة وتنفيذ المهام بدقة ونجاح وحيوية.
ويرى شيفيلد أن الاستمرار، لفترة طويلة، في استخدام هاتفين معاً، قد يصيب الشخص بما يعرف بظاهرة «فومو»، أي الخوف من تفويت الفرصة، ومعناها أن الشخص يشعر بالقلق من عدم لحاقه بالأحداث والمعلومات، التي قد تكون مهمة من وجهة نظره.
كما يبين البروفيسور شفيليد أن الإفراط في استخدام الهاتفين سيؤدي، تالياً، إلى آثار سلبية على الصحة النفسية، مطالباً بتحقيق توازن أفضل بين حياتنا الرقمية والواقعية، مقترحاً تخفيف استخدام الهاتفين معاً، أو اقتصار استخدام هاتف العمل على وقت الدوام، وإغلاقه بعد انتهاء العمل، واستخدام الهاتف الشخصي للضرورات اليومية فقط.