#تنمية ذاتية
سارة سمير اليوم
في بداية كل عام، تكون لدينا أهداف جديدة، نسعى للوصول إليها، وعادة تأتي مع تحديات وعقوبات، قد تقلل فرص وصولنا لهذه الأهداف، لكن مع استخدام أدواتنا وتعزيزها عن طريق الاستثمار فيها، يصبح التنفيذ أكثر سهولة.
إذا كنتِ تحلمين بأن تقفي في صف رواد الأعمال خلال عام 2025، فعليكِ بدء الاستثمار في نفسكِ؛ لضمان بقائكِ وازدهاركِ في هذا العالم، الذي أصبح يسير بسرعة البرق.
إليكِ الأسرار، التي يجب اتباعها لإطلاق العنان لإمكاناتكِ الكاملة، ورفع مستوى عملكِ، وتشكيل مستقبلكِ المُزدهر.
1. احتضان الإتقان الرقمي:
في عام 2025، لم تعد الثقافة الرقمية مجرد ميزة، إنها أصبحت ضرورة غير قابلة للتفاوض، فالتكنولوجيا أكثر من مجرد أداة؛ إنها الأساس الذي تُبنى عليه الأعمال الحديثة. ورواد الأعمال، الذين يفهمون الطيف الكامل للأدوات والمنصات الرقمية، هم الذين سينجحون في السنوات القادمة.
وللاستثمار في نفسكِ، يجب أن تصبحي خبيرة رقمية لتعزيز مشروعكِ الصغير، أو حتى أهدافكِ للوصول لحلمكِ، وهذا يعني تجاوز مجرد معرفة كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو إنشاء موقع ويب، فعليكِ الانغماس بعمق في اتجاهات التكنولوجيا الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، و«البلوك تشين»، والواقع المعزز (AR)، وتحليل البيانات. وسواء تعلق الأمر بأتمتة العمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي، أو استخدام رؤى مدفوعة بالبيانات للتنبؤ باتجاهات السوق، أو استكشاف نماذج إيرادات جديدة من خلال «البلوك تشين»، فإن الإتقان الرقمي سيمنحك ميزة تنافسية.
2. التكيف والتركيز على المستقبل:
يتغير العالم بشكل أسرع من أي وقت مضى، والقدرة على التكيف هي السمة المميزة لرواد الأعمال الناجحين، وذلك يعني تنمية عقلية لا تخشى التغيير والتجريب والتعلم من الأخطاء.
ورواد الأعمال الأكثر نجاحاً في السنوات القادمة، هم الذين يمكنهم التنقل في حالة عدم اليقين والغموض بالأسواق الجديدة والتقنيات والتحولات العالمية، وهذا يتطلب تطوير المرونة والرغبة في تبني التغيير بدلاً من مقاومته، وتعني العقلية التي تركز على المستقبل أن تسألي نفسكِ باستمرار: كيف سيؤثر هذا الاتجاه في عملي خلال السنوات القليلة القادمة؟.. وكيف يمكنني استخدام هذا لصالحي؟
3. الاهتمام بذكائكِ العاطفي وقيادتك:
في حين أن الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، قد يُحدثان ثورة في الصناعات، فإن هناك شيئاً واحداً لن يتم استبداله أبداً هو «العنصر البشري» لأنه أساس التعاطف والقيادة والذكاء العاطفي. لهذا، سيحتاج رواد الأعمال إلى أن يكونوا أكثر انسجاماً عاطفياً من أي وقت مضى؛ للتواصل مع الموظفين والعملاء والشركاء بطرق ذات مغزى.
والاستثمار في نفسكِ يعني تطوير ذكائك العاطفي بشكل نشط، ويتضمن هذا تحسين وعيكِ الذاتي، وتحسين التواصل، وتعلم كيفية إدارة المشاعر، سواء مشاعركِ أو مشاعر الآخرين. بصفتك قائدة، فإن تعزيز الثقة والاتصال العاطفي أمر حيوي لمشاركة الموظفين وولاء العملاء. ووفقاً لدراسة، أجرتها «TalentSmart»، الشركة المتخصصة في إيجاد حلول للذكاء العاطفي، وُجد أن 90% من أفضل الموظفين يتمتعون بذكاء عاطفي مرتفع، ما يدل على أن الذكاء العاطفي مؤشر مهم للنجاح. علاوة على ذلك، فإن جزءاً كبيراً من الذكاء العاطفي هو التنظيم الذاتي، والقدرة على إدارة التوتر، والحفاظ على الهدوء تحت الضغط، والبقاء مركزاً على الصورة الأكبر.
4. إعطاء الأولوية للرفاهية الشاملة:
في عام 2025، سيصبح الخط الفاصل بين الرفاهية الشخصية ونجاح الأعمال غير واضح بشكل متزايد، ورواد الأعمال الذين يهملون صحتهم الجسدية والعقلية والعاطفية يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الخاصة، ومع أن ثقافة العمل الجاد ربما تم تمجيدها في الماضي، فإن الواقع هو أن النجاح المستدام يتطلب التوازن والرفاهية.
وللاستثمار في نفسكِ، اتبعي نهجاً شاملاً للصحة، وهذا لا يعني فقط الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو تناول الطعام الجيد، بل أيضاً الانخراط في ممارسات تعزز الوضوح العقلي والمرونة العاطفية، حيث أصبحت اليقظة والتأمل وإزالة السموم الرقمية المنتظمة أدوات أساسية لرواد الأعمال، الذين يحتاجون إلى الحفاظ على التركيز والإبداع في عصر من المشتتات المستمرة، ويمكن لممارسات، مثل: اليوغا واليقظة، أن تقلل التوتر، وتحسن عملية اتخاذ القرار، وتساعدكِ على البقاء حاضرة.
والاهتمام بالنوم، أيضاً، من أهم خطوات الاستثمار في نفسكِ، فقد أظهر العديد من الدراسات أن النوم الجيد يعزز الوظائف الإدراكية والذاكرة والاستقرار العاطفي، وكلها أمور ذات أهمية لاتخاذ القرارات الريادية.
5. الانخراط في بناء شبكات علاقات عميقة:
لن يقتصر بناء العلاقات ذات المغزى على تبادل بطاقات العمل، أو حضور فعاليات التواصل، بل يتعلق الأمر بتكوين روابط حقيقية، يمكنها دعم نموكِ الشخصي، ونمو عملكِ، وقدرتكِ على الصمود.
كذلك، عليكِ تخصيص وقت لتعميق علاقاتكِ الحالية، والبحث عن علاقات جديدة، وكوني متعمدة بشأن إحاطة نفسكِ بأشخاص يتحدونكِ ويلهمونكِ، ويقدمون وجهات نظر متنوعة. كما يمكن القيام بذلكِ من خلال مجموعات العقول المدبرة، أو المشاريع التعاونية، أو من خلال البحث عن مرشدين، تمكنوا من التغلب على التحديات التي تواجهك.
ومن الضروري، أيضاً، الاستفادة من المنصات الرقمية للتواصل، حيث تقدم منصات، مثل: «LinkedIn»، و«Twitter»، وحتى المنصات الاجتماعية الأحدث، فرصاً للتواصل مع قادة الصناعة والمؤثرين الفكريين والشركاء المحتملين على نطاق عالمي، لكن لا تنسَي تحقيق التوازن بين العلاقات عبر الإنترنت والاتصالات الشخصية.
6. المهارات المالية:
مع تطور المجتمع وزيادة المشاريع الصغيرة، لم تعد الثقافة المالية مقتصرة على المحاسبين أو المديرين الماليين؛ بل أصبحت لكل رائد أعمال، بغض النظر عن حجم أعماله, ففي عصر الأسواق المتقلبة، ومعدلات التضخم غير المتوقعة، وأدوات الاستثمار الناشئة مثل العملات المشفرة، لم يكن فهم المشهد المالي الخاص بك أكثر أهمية من أي وقت مضى.
استثمري في تعليمكِ المالي، من خلال تعلم خبايا الإدارة المالية الحديثة، والتدفق النقدي، واستراتيجيات الاستثمار، وتنويع الأصول، وحتى التمويل اللامركزي. وستمنحكِ القدرة على اتخاذ قرارات مالية مستنيرة، وإدارة المخاطر، وفهم الأسواق المالية العالمية، ميزة قوية لتوسيع نطاق عملك، والتغلب على العواصف الاقتصادية.
7. الاستفادة من البيانات لاتخاذ قرارات أكثر ذكاء:
لا يمكن إنكار قوة البيانات في مجال الأعمال. وبحلول عام 2025، سيكون تسخير قوة البيانات الضخمة والتحليلات سمة مميزة لرواد الأعمال الناجحين، وتتيح هذه البيانات اتخاذ قرارات مستنيرة، قائمة على الأدلة، والتنبؤ بالاتجاهات قبل حدوثها.