#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 14 أكتوبر 2024
تعرف مدينة البتراء، الواقعة جنوب الأردن، بأنها إحدى المدن التاريخية الضاربة في القِدَم، نسبة إلى تكوينها الصخري، ونقشها بالحجر الوردي، حيث بناها الأنباط عام 312 قبل الميلاد.
وتشتهر المدينة بعمارتها المنحوتة بالصخور، ونظام قنوات جر المياه القديمة، وأطلق عليها قديماً اسم «السلع»، كما سُميت بـ«المدينة الوردية»؛ نسبةً لألوان صخورها الملتوية. وحازت المدينة شهرة إضافية عالمية جديدة، عندما تم اختيارها، عام 2007، ضمن عجائب الدنيا الجديدة، وكانت المدينة عاصمة لمملكة الأنباط، لموقعها على طريق الحرير، والمتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر، ما أهّل سكان مملكة الأنباط للسيطرة على طريق التجارة بين حضارات هذه المناطق، وسكانها.
لكن الجديد في موضوع هذه المدينة الأثرية، ما أعلنت عنه هيئة تنشيط السياحة الأردنية، وهو اكتشاف مقبرة قديمة، تعود إلى أكثر من 2000 عام، وتضم 12 هيكلاً عظمياً بشرياً، وتحفاً، في قلب المدينة القديمة بالموقع الأثري.
وتم الاكتشاف بواسطة حملة بحث أثرية، ضمت علماء آثار أردنيين وأجانب، وجدوا المقبرة أسفل النصب التذكاري المُتقن، المعروف باسم «الخزنة»، أو «الخزانة»، الموجود في قلب مدينة البتراء القديمة بالأردن، والمنحوت في منحدرات الحجر الرملي الوردي.
وقام الفريق الأثري البحثي، بقيادة عالم الآثار الأميركي بيبرس بول كريسمان، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للمركز الأميركي للأبحاث، باكتشاف المقبرة القديمة، والوصول إلى تفاصيلها، حيث كانت البعثة تدرس موقع «الخزنة» الأثري، بعد سنوات من التكهنات حول وجود مقابر إضافية تحت الجانب الأيسر من النصب التذكاري، حيث عثر على دلائل تفيد بوجود مقبرة عام 2003. ومنذ ذلك الحين، نشطت البعثات الأثرية في البحث والتنقيب.
وعُثر على هذه المقابر عام 2003، لكن لم يتم تأكيد نظرية وجود غرف سرية أخرى تحت الأرض، حتى الآن.
وبدأ الفريق بحفر القبر المكتشف حديثًا في شهر أغسطس الماضي، بالتعاون مع طاقم تصوير، لكن المفاجأة الحقيقية كانت ما وُجد داخل المقبرة، حيث كانت مليئة ببقايا هياكل عظمية كاملة، وممتلكات جنائزية مصنوعة من البرونز والحديد والسيراميك، على عكس العديد من المقابر الأخرى المكتشفة في البتراء، التي كانت فارغة.
وأوضح كريسمان أن الدفن المنظم، الذي عُثر عليه أسفل «الخزانة» يقدم نظرة نادرة على حياة الأنباط، وهم البدو العرب القدماء، الذين ازدهرت مملكتهم الصحراوية، من القرن الرابع قبل الميلاد، حتى عام 106 بعد الميلاد.
يشار إلى أن مدينة البتراء تقع على منحدرات جبل المذبح، بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة، التي تُشكل الخاصرة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية، وتحديداً وادي عربة، الممتد من البحر الميت، وحتى خليج العقبة.
وبقي موقع البتراء غير مكتشف للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812. وقد أدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي، التابعة لليونسكو عام 1985.
وتُعد البتراء، اليوم، رمزاً للأردن، وأكثر الأماكن جذباً للسياح على مستوى المملكة، كما أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية لزعماء العالم، وقد احتفلت المدينة بالزائر رقم مليون، للمرة الأولى، في تاريخ السياحة الأردنيّة، خلال نوفمبر 2019.