#أخبار الموضة
سارة سمير 12 أكتوبر 2024
الموضة عالم آسر، لا يعرف حدوداً للإبداعات والابتكارات. وخلف هذا المشهد المُبهر، هناك الكثير من الحكايات المُلهمة، المنسوجة بخيوط من المثابرة والشغف والتفاني والموهبة، ولأن لكل مصمم أزياء قصة مختلفة، وتاريخاً مليئاً بالمغامرة، نكتشف في هذه الرحلة أبرز الأسرار والخفايا وراء نجاح مصممي الأزياء الساحق.
كوكو شانيل.. إعادة تعريف الأنوثة:
غيّرت مصممة الأزياء الأشهر حول العالم، كوكو شانيل، عالم الموضة والأزياء؛ تماشىاً مع رؤيتها ونظرتها. فعلى الرغم من حياتها التي كانت مليئة بالصعاب منذ نعومة أظافرها، إلا أنها اتخذت طريق النجاح خطوة تلو أخرى، حتى أصبحت أيقونة الموضة في العصر الحديث.
قدرة «شانيل» على تحدي الأعراف المجتمعية حققت لها نجاحاً كبيراً، فقد حررت النساء من الكورسيهات المقيدة، وقدمت ملابس مريحة وعملية، سمحت بحرية أكبر في الحركة. ويُعزى نجاح «شانيل» الساحق إلى أصالتها التي لا تتزعزع، وقدرتها على توقع وتشكيل التغيرات المجتمعية، فقد قالت ذات مرة: «لكي لا يُستغنى عنك، يجب أن تكون دائماً مختلفاً».
جورجيو أرماني.. ترك الطب من أجل عيون الأناقة الدقيقة:
رحلة جورجيو أرماني، من مصمم واجهات العرض إلى قوة عالمية في عالم الموضة، قصة من الدقة والتفاني والأسلوب الخالد. وعلى الرغم من أن أرماني درس الطب في البداية، قبل أن يجد روحه الحقيقية في الموضة، فقد أثرت خلفيته بعلم التشريح على نهجه في تصميم الملابس التي تناسب شكل الإنسان.
بدأ أرماني من متجر ميلانو «La Rinascente»، كما تدرب في مشغل يعرف باسم «نينو شيروتي» (Nino Cerruti). وفي عام 1975، قرر أن يؤسس شركته الخاصة، بمساعدة صديقه وشريكه التجاري سيرجيو جاليوتي، وأطلق علامته التجارية الخاصة للملابس الجاهزة للرجال والنساء، ليصبح بعد ذلك من أكبر مصممي الأزياء في العالم.
توم فورد.. سيد إعادة الاختراع من «غوتشي» إلى علامته الخاصة:
تكمن رحلة توم فورد في عالم الأزياء والموضة، حول إعادة الاختراع، وتحدي الإمكانيات المتاحة، والقدرة على التكيف. وقد بدأت رحلته من «غوتشي»، الشركة المُفلسة التي تمكن من تحويلها إلى أكبر قوة في مجال الأزياء، ولقد بثت تصاميمه الاستفزازية واستراتيجياته التسويقية حياة جديدة في العلامة التجارية.
وبعد مغادرة «غوتشي»، أطلق فورد بنجاح علامته التجارية الخاصة، وتوسع في ملابس الرجال والنساء والإكسسوارات ومنتجات التجميل، وبفضل إيمان فورد بقوة الرؤية، غيّر الطريقة التي يعيش بها العالم مع الأزياء والموضة.
ميوتشيا برادا.. الموضة الفكرية:
تحول ميوتشيا برادا من شركة حقائب السفر، التي تملكها عائلتها، إلى علامة تجارية عالمية للأزياء، قصة فضول فكري يلتقي بالتعبير الإبداعي. حصلت ميوتشيا برادا على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، لكنها قررت أن تجلب وجهات نظر جديدة إلى عالم الأزياء، وتقدم نظرية خاصة وفريدة بعلامة عائلتها التجارية، لذلك قررت برادا أن تعيد تعريف الفخامة عن طريق التصاميم الفكرية والمفاهيمية، واستخدام المواد والتقنيات المبتكرة، فضلاً عن قدرتها على ابتكار أساليب غير رائجة على الساحة، لتؤكد أن الأفكار الجديدة، والمختلفة، مصدر للتفرد والنجاح أيضاً.
جدير بالذكر أن برادا تعتقد أن «الموضة هي الخطوة الأولى للخروج من الفقر، فأنت لا تملك أي شيء فترتدي شيئاً، ليكون أول الأمور التي تساعدك في رفع مستواك».
ألكسندر ماكوين.. بدايات متواضعة ونجاح لا مثيل له:
يمثل اسم ألكسندر ماكوين منارة للإبداع والجرأة في عالم الموضة. ولد ماكوين في لندن عام 1969، وكان أسلوبه المميز مزيجاً ساحراً من الفن والأزياء التي دفعت حدود الأناقة. وصعود ألكسندر ماكوين من بداياته المتواضعة بمنطقة إيست إند في لندن؛ ليصبح أحد أكثر مصممي الأزياء تأثيراً، يعد شهادة على موهبته غير العادية وعزيمته التي لا تتزعزع، فرحلته التي تميزت بالانتصارات والمحن، تجسد القوة التحويلية للإبداع والمثابرة في صناعة الأزياء.
وكان الجمع ببراعة بين الخياطة البريطانية التقليدية، والتصميمات المسرحية التي تحدت المفاهيم التقليدية للأزياء ودفعت حدود الموضة كشكل فني، من أهم الأمور التي ميزت ألكسندر ماكوين عن العلامات التجارية الأخرى.
لويس فويتون.. كفاح مستمر للتخلص من الفقر:
بدأ لويس فويتون، الذي ولد عام 1821، في أنشاي بفرنسا، رحلته في عالم الموضة كمتدرب شاب، حيث انقلبت حياته رأساً على عقب؛ عندما فقد والدته في سن مبكرة، وترك المنزل بحثاً عن فرص جديدة في باريس، وواجه فويتون صعوبات مالية، فعمل بلا كلل لتأسيس نفسه في عالم السلع الفاخرة التنافسي.
وعلى الرغم من التحديات المبكرة، أدى إصرار لويس فويتون، وحرفيته الاستثنائية، إلى تحقيق اختراق. وفي عام 1854، أسس علامته التجارية، المتخصصة في الصناديق والأمتعة العالية الجودة. وأحدث فويتون ثورة في السفر من خلال ميزات التصميم المبتكرة، مثل: الصناديق ذات القاع المسطح، والقماش المتين.
وسرعان ما اكتسبت علامته التجارية استحساناً بين المسافرين النخبة. وبمرور الوقت أصبح لويس فويتون مرادفاً للفخامة والأناقة. واليوم أصبحت دار الأزياء هذه رمزاً عالمياً للرقي، وشهادة على الإرث الدائم للمصمم صاحب الرؤية.