#ثقافة وفنون
غيث التل 25 ابريل 2024
تُحيي مغنية الأوبرا الإماراتية، فاطمة الهاشمي، يوم الرابع من مايو المقبل، أمسية غنائية فنية بعنوان «رحلة اللغة العربية عبر الموسيقى»، ينظمها المجمع الثقافي في أبوظبي، بالتعاون مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
تأتي الأمسية، التي تحييها الفنانة الإماراتية الموهوبة، احتفاءً بالتراث الثقافي العربي المتنوع، حيث تقدم في حفلها مجموعة من الأغاني الكلاسيكية، الطربية والحديثة، من مختلف أنحاء العالم العربي، في رحلة موسيقية من الإلهام والارتقاء تستعرض جمال اللغة العربية، حيث تتواءم فكرة الحفل مع الحضور العربي المتنوع في فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، بنشاطاته المتعددة التي تركز على تعميق العلاقة مع اللغة العربية.
وتجمع فاطمة، التي تعد أول مغنية أوبرا إماراتية في حفلاتها، بين الأنغام الأوبرالية العربية، وعذوبة اللحن الشرقي. تشربت فاطمة أصالة الفن من عائلتها الفنية، فبدأت رحلتها منذ الصغر، حيث تعلمت العزف على آلة البيانو، فصقلت حسها الموسيقي، واكتسبت شغفاً جديداً بالتعرف إلى الأنغام الراقية، والأعمال الفنية التي ترتقي بالذائقة، قبل أن ترى في ذاتها ميلاً نحو الغناء الأوبرالي.
فاطمة، التي تلقت دعماً ومساندة من عائلتها، جعلاها تنمي شغفها الفني، ففازت عام 2020 بالمسابقة الغنائية التي نظمتها «دبي أوبرا»، بعنوان «من البيت إلى المسرح»، وأحيت هناك أول حفل لها، فكانت منصة الانطلاقة الفنية لفاطمة مدهشة وفريدة.
حب فاطمة للغناء الأوبرالي الغربي جعلها تتميز فيه، لكن تميزها الأكبر كان لجمعها الغناءين الأوبرالي الشرقي والغربي معاً، إذ تأسس ذوقها الموسيقي بين أفراد عائلتها، الذين يميلون نحو الموسيقى الشرقية، فامتازت بجمع اللونين الموسيقيين معاً، فأفراد عائلتها يمتازون بالإجادة في العزف على العود، ويغنون أيضاً النمط الطربي، كما أنهم يحرصون على تنمية الإبداع لديهم في مختلف المجالات، خاصة في الخط العربي، الحرفة التي يجيدها والدها.
بدأت فاطمة رحلتها مع النغم، عبر تدربها على آلة الأكورديون الكلاسيكية، التي تعد من أهم الآلات الموسيقية الغربية، وواصلت رحلتها مع الموسيقى بعد تخرجها في المدرسة، إذ تلقت دروساً خصوصية في إتقان العزف على الآلات، ووجدت في البيانو متسعاً لتماهي علاقتها مع الموسيقى؛ فالتحقت منذ عام 2009 بمركز البيانو، التابع لوزارة الثقافة الإماراتية؛ لتحصل لاحقاً على شهادة تعادل البكالوريوس في مجال البيانو، ما خولها لأن تكون، لاحقاً، رئيسة لقسم الموسيقى في وزارة الثقافة.
نقطة التحول في حياة فاطمة الفنية كانت حفل تخرجها في جامعة السوربون، إذ قدمت مشروع تخرجها وحصولها على درجة الماجستير، في العاصمة الفرنسية باريس، من خلال حفل أدائي، حضره أفراد من عائلتها، الذين كانوا يتوقعون أنها ستقدم فقرة في الحفل عبارة عن عزف على البيانو، لكنها فاجأتهم بالغناء الأوبرالي، الذي انتزع إعجابهم وإعجاب كل الحضور، ومن هنا بدأت مسيرتها الاحترافية كمغنية.