#ثقافة وفنون
زهرة الخليج - الأردن 20 فبراير 2024
تحتضن دار سوذبيز دبي، خلال الفترة ما بين السادس والعشرين من شهر فبراير الحالي، وحتى الأول من شهر مارس المقبل، معرضاً مخصّصاً لفنانين من بيروت، ولفنانين تأثرت أعمالهم بالبلد الساحلي الجميل، منذ حقبة الستينيات حتى اليوم، تحت عنوان «رسالة حب إلى بيروت»، منهم: إيتيل عدنان، ومحمود سعيد، وعارف الريّس، ونبيل نحّاس، وصليبا الدويهي، وبول غيراغوسيان، وأوغيت كالان، وهيلين الخال، وسيسي سرسق، ومنى السعودي، وسلوى روضة شقير.
ويضم المعرض الفني اللافت، الذي يقام في «قرية البوابة»، بمركز دبي المالي العالمي، أيضاً بعض القطع المميّزة من مزاد سوذبيز لفنون العالم الإسلامي والهند.
وقالت رئيسة دار سوذبيز في الإمارات، كاتيا نونو بويز، عن معرض «رسالة حب إلى بيروت»، إن إحدى أعظم سمات إمارة دبي، هي أنها بوتقة الانصهار، حيث يجتمع عشاق الفن من جميع أنحاء العالم، ويتناقشون، ويشقون مسارات جديدة. ومن المناسب بالتالي، نظراً لهذه الروابط الثقافية الوثيقة، أن نحتفي بمجال فني آخر في المنطقة يعدّ في حد ذاته نقطة جذب للإبداع.
ولطالما كان لبنان موطناً لمجتمع فني، له مساهمات قيّمة في المشهد الثقافي، سواءً من الفنانين اللبنانيين الذين رسموا مناظره الطبيعية الجميلة، وهندسته المعمارية العريقة، أو الذين درسوا وعملوا في بيروت. ولهذا السبب، تخصص دار سوذبيز منبراً، لاختبار ثراء هذه الثقافة وهذا التاريخ، وتسليط الضوء على لبنان كمكان للسحر والإلهام. ومن خلال القيام بذلك، عن طريق إثارة حوارات جديدة بين الثقافات، وسط الطلب العالمي المتزايد على أعمال هؤلاء الفنانين.
ويقدم المعرض نظرة إلى أعمال ما يقارب الخمسين فناناً، بينهم حوالي ثلاثين فناناً لبنانياً، إضافة إلى آخرين من العراق ومصر وسوريا وفلسطين، تشكلت إبداعاتهم من خلال تفاعلهم مع البلد، سواء كان ذلك من خلال الإقامة أو الصداقة أو الدراسة أو السفر أو المعارض. ويشمل أبرز اللوحات والألوان المائية والوسائط المختلطة والمنحوتات، لأمثال: إيتيل عدنان وأوغيت كالان وأيمن بعلبكي ومنى السعودي وعارف الريس وسلوى روضة شقير، على سبيل المثال لا الحصر. وتطرح الأعمال مجتمعةً تأثير لبنان منذ بدايات الحداثة في منتصف القرن، وحتى يومنا هذا على الفن في المنطقة، والعالم.
وتحتضن دار سوذبيز، خلال ذات الفترة معرض «فنون العالم الإسلامي والهند»، الذي سيستمر حتى يوم 24 أبريل المقبل، ويعرض التراث الذي تركه الفنانون الناشطون في ظل الحكم الإسلامي منذ القرن الثامن، من إسبانيا وشمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط، ومن آسيا الوسطى إلى الهند، وما وراءها.
وتشمل الأعمال البارزة التي ستزور دبي عدداً من المصاحف وأوراق القرآن النادرة والمزخرفة بشكل جميل، التي تعود إلى ما بين القرنين التاسع والسادس عشر، كما يضم المعرض أيضاً مخطوطتين مع صورتين مثيرتين للإعجاب تحملان أصولاً عريقة: الأولى من العصر الصفوي، وهي ورقة مضاءة من مخطوطة «الشاهنامه» للفردوسي، وتصور أحد أشهر المشاهد من «كتاب الملوك» الفارسي، إلى جانب الصحيفة المغولية ذات الوجهين من الألبوم، التي كانت موجودة سابقاً في مجموعة «دوق لوينز العائلية»، وتصور أنشطة البلاط بمن في ذلك الأمير هوكينغ. ومن القطع المعروضة، وعاء فضي عثماني نادر، عليه طغراء سليمان القانوني (التوقيع الرسمي)، وقد تمت صناعته بشكل جميل في منتصف القرن السادس عشر.