#منوعات
د. نرمين نحمدالله 2 فبراير 2024
يقولون إن فبراير شهر الحب، وأقول إنك أنت الحب الذي يليق بكل الشهور!
الحب!.. هذه الكلمة المبهمة، التي يدور في فلكها كثير من الغافلين متخبطين، أنا صرت أعرف بفضلك أي مدار صحيح يحتوي بها نجماتي!
كيف عرفت أنه الحب؟!.. عندما أجدني أفتح عيني كل صباح، وأنا أعرف السبب الذي يدفعني للاستيقاظ.. لم أعد أناشد منبه هاتفي غفوة قصيرة متكررة، منذ جعلت نغمة رنينه بصوتك يناديني.. صار الصباح هديتك المتكررة مغلفة بشرائط فضية، تزيد لمعتها الاشتياق.. لم تعد زقزقة العصافير شكوى صباحية متكررة، بل عادت تجيد «الدندنة».. لم يعد ضوء الشمس غازياً وقحاً، يقتحم نافذة غرفتي، بل لصاً مرحاً يسرق مني ضحكة هاتفاً: «هيا أشرقي!».
كيف عرفت أنه الحب؟!.. عندما أصطدم بملامحي المرهقة في مرآتي، وتعيّرني هالاتي السوداء بأرق طويل، لكنَّ طيفاً منك يعانق ظهري؛ فأبتسم للنور الساطع على جبيني.. حمرة عينيّ المرهقتين غيرت مكانها إلى وجنتيَّ.. وكما تصنع عصا ساحر تحولت تشققات شفتيّ إلى وديان ناعمة، تحتضن قوافل حب من قلبك إلى قلبي، لا يمكن أبداً أن تضل الطريق.
كيف عرفت أنه الحب؟!.. يسألني الجميع عما بي؛ فأقول: «لا شيء!».. فيجذبني كفك الرفيق خلف حدود العالم، يسندني إلى جذع شجرة الأمنيات.. يسكب حنانه في حدقتيَّ.. يغرس قدميَّ في منطقة آمنة للبوح.. فأعترف بـ«كل شيء!».
كيف عرفت أنه الحب؟!.. عندما تعجب الآخرون من تغيّر ذوقي في اختيار ثيابي.. كيف صار يميل للغوامق؟! لكنك وحدك قرأتها في خيبات عينيَّ.. أزلت الستار عن «كراكيب» الخذلان.. أزحتها واحدةً واحدةً.. ليبدو خلفها شعاع من قوس قزح، أعاد لي شغف الألوان.
كيف عرفت أنه الحب؟!.. عندما كنت أشكو وحدتي، رغم ازدحام الناس حولي.. ضاع صوتي وسط أكوام الضجيج.. لكن عندما توقفت خطواتي أمامك.. وجدتك تخلع سماعة أذنيك.. تضع هاتفك جانباً، بعد أن تغلقه.. تحتضن كفي على برودته، ودون كلام تهتف: «أنا لكِ أنصت!».. ينضغط الزر السحري، ويظهر صوتي من العدم!
كيف عرفت أنه الحب؟!.. عندما كنت أشكو فساد طبخاتي دوماً، رغم جهودي في الطهو.. لا ميزان يضبط مقادير عاطفتي؛ فتفيض لتُغرِق، أو تجف لتحرق.. لكنك أتيت ومعك الخلطة السحرية! بضع ذرات منها فقط كافية؛ لينضبط المذاق والقوام! فقط بضع ذرات قلب ينصت.. يحتوي.. يقدّر.. يحترم.. ويعشق!