#مشاهير العرب
غيث التل 16 يناير 2024
لم يكن يوم 23 أبريل، عام 1991، عادياً أبداً بالنسبة للعائلة المغربية الفنية الشهيرة «بطمة»، فقد ولدت في هذا اليوم طفلتهم «دنيا»، التي فاقت شهرتها كل أفراد أسرتها، بمن فيهم والدها الفنان حميد بطمة، وعمها العربي بطمة، مؤسس فرقة «ناس الغيوان»، التي تعد واحدةً من أشهر الفرق الموسيقية المغربية عبر التاريخ.
وليس والد دنيا وعمها وحدهما من اتخذا الفن أسلوب حياةٍ في الأسرة، فهي ابنة عائلة متجذرة في الموسيقى والغناء، فأولاد عمها هم الفنانون: حسناء، وطارق، ومحمد بطمة.
أميرة «أراب آيدول»:
وسط عددٍ كبير من المشاركين في واحدٍ من أشهر برامج اكتشاف المواهب في العالم، وبعمر العشرين عاماً استطاعت الموهبة المغربية أن تشق طريقها للتصفيات النهائية، وأن تبقى بين آخر متنافستين في لقب «أراب آيدول» بنسخته العربية الأولى.
ورغم خسارتها اللقب أمام المصرية كارمن سليمان، فإن وجود دنيا في المنافسة النهائية للقب فتح لها أبواب الشهرة والمجد على مصاريعها، وتغيرت حياتها منذ تلك اللحظة، فلم تغب أخبارها يوماً عن وسائل الإعلام العربية، وشكلت كل تحركاتها وأغنياتها وتصرفاتها مادة دسمة للصحافة، خاصةً بعدما أطلق عليها الفنان اللبناني راغب علامة، أحد أعضاء لجنة التحكيم لقب «أميرة أراب آيدول»، ودعمها بقوة طيلة المنافسة، ولم يخفِ يوماً واحداً إعجابه الشديد بصوتها، وظهورها على المسرح.
وقد لا يعرف البعض أن مشاركة دنيا في «أراب آيدول» ليست الأولى لها على صعيد برامج المسابقات، إذ نافست سابقاً في البرنامج المغربي الشهير «Studio 2M»، واحتلت مركزاً متقدماً به.
شهرة.. وجدل:
من المفارقات التي عاشتها الفنانة المغربية أن جل شهرتها لم تكن بسبب أعمالها وإنتاجها الفني، وإنما بسبب حياتها الخاصة، والجدل الذي أثارته حولها، فمعظم الأخبار التي تحدثت عنها كانت بعيدةً عن المحتوى الغنائي الذي تقدمه، وطافت في فلك تصرفاتها المثيرة للجدل، وقصة زواجها وطلاقها وخلافاتها، وصولاً لصدور حكم بالحبس بحقها.
وسبق لدنيا أن استمرت بمهاجمة الفنان الفلسطيني محمد عساف، حامل لقب الموسم الثاني من «أراب آيدول»، وكررت وصفها له بأنه ليس من فناني الصف الأول، كما صنفت نفسها بأنها أكثر نجاحاً من منافستها كارمن سليمان، ومن ثم اعتبرت نفسها ضحيةً لبرامج اكتشاف المواهب، كما شنت هجوماً على هذه النوعية من المسابقات، رغم أنها كانت السبب الرئيسي في شهرتها، عقب خسارة مواطنها علي المديدي، وخروجه من المنافسة في لقب برنامج «الزمن الجميل».
زواج.. وانفصال:
منذ اللحظة الأولى لإعلان ارتباط دنيا بطمة بمدير أعمالها البحريني محمد الترك عام 2013، والشائعات والأخبار تطارد الزوجين السابقين، وليست خفية على أحد تلك العلاقة السيئة، التي ربطت دنيا بابنة زوجها الفنانة حلا الترك، التي اكتسبت شهرة كبيرة خلال مشاركتها ببرنامج «أرابز غوت تالنت».
وبين أخذ ورد ونفي وتأكيد، لم يكن بالإمكان إخفاء مشاكل الزوجين، التي تفاقمت وبلغت حد الانفصال الذي وقع بشكل رسمي عام 2022، بعد صدور حكم قضائي من إحدى المحاكم المغربية، مُنحت خلاله دنيا حضانة أطفالها، وتم إعلان طلاقها بشكل رسمي من الترك.
وكما هي معظم تفاصيل حياة دنيا، فطلاقها لم يكن سليماً ولا صحياً أبداً، فقد تبعه تهديد ووعيد وأخذ ورد واتهامات متبادلة بينها وبين طليقها، وكان كل منهما يتعمد بث رسائله الصريحة والمبطنة للآخر، وهو الأمر الذي لايزال مستمراً حتى يومنا هذا، على مرأى من الناس على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
نفق مظلم:
دخلت دنيا في عام 2019 نفقاً مظلماً، بعد أن وجهت لها اتهامات مع شقيقتها بإدارة حساب عبر تطبيق «سناب شات»، يحمل اسم «حمزة مون بيبي»، يتخصص في نشر فضائح المشاهير وابتزازهم.
وبعد محاكمات طويلة استمرت لسنوات عدة، أصدرت إحدى المحاكم المغربية حكماً نافذاً بسجن دنيا سنة كاملة، ولاحقاً تم رفض طلب النقض الذي تقدمت به لوقف ملاحقتها وسجنها، ما تسبب في توتر حياتها، وتعقيد كل تفاصيلها، ما اضطرها لإلغاء حفل رأس السنة 2024، الذي كان مقرراً أن تحييه في مدينة طنجة المغربية، خاصة بعد إلقاء القبض على شقيقتها ابتسام المتورطة بذات القضية.
فترة الترقب لمعرفة إلى أي مصير ستؤول دنيا، قطعته الأخيرة، عندما ظهرت باكية بحرقة في فيديو نشرته على حساباتها بمنصات «السوشيال ميديا»، وقد بدا عليها الانهيار التام، محاولةً أن توضح موقفها، ومناشدةً ملك المغرب والسلطات في بلادها إيقاف ملاحقتها، والحصول على عفو خاص.
وأكدت النجمة المغربية، خلال هذا الفيديو، أنه تمت تبرئتها من قبل المحكمتين الابتدائية والاستئنافية من هذه التهم، بعد أن التأكد من عدم وجود صلة بينها وبين الحساب المزعوم، موجهةً التهم إلى طليقها محمد الترك بحياكة مؤامرة ضدها، وأنه السبب في ما وصلت إليه.
وتضامن عدد كبير من النجوم المغاربة مع دنيا في محنتها، معلنين تقديم الدعم لها وثقتهم ببراءتها، وكان على رأسهم: سعد لمجرد، وعمر لطفي، وفرح الفاسي، وصفاء حبيركو، وعصام وشمة، وليلى الحديوي، وبسمة بوسيل، ورقية ماغا، ومريم حسين، وحنان الإبراهيمي، وهدى الحياني، وسعاد النجار، وعادل الميلودي، وفهد مفتخر، وسعاد حسن.
العودة:
رغم عدم انتهاء مشاكل دنيا القانونية، فقد أشعرت «أميرة أراب آيدول» محبيها في العالم العربي بتجاوزها تلك المحن، بعد أن أعلنت بشكل رسمي إقامتها حفلاً فنياً في مدينة كازبلانكا خلال شهر فبراير المقبل، الأمر الذي بعث الأمل في نفوس عشاقها، بأن تتجاوز نجمتهم مشاكلها، وأن تولي الاهتمام لفنها.
فهل يشهد العام الحالي خلاص دنيا من كل مشاكلها، وعودتها إلى واجهة الساحة الفنية العربية، ويحمل لها بين أيامه نجاحات استحقها صوت عشقه الملايين من العرب؟.. هذا التساؤل يردده كل محب ومقدر للفن الجميل في هذا الزمن.