#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 14 ديسمبر 2023
قد يكون من الصعب فهم القلق، بل وإدارته ومعالجته، ومن أجل ذلك يقول بعض خبراء التدريب الشخصي إنه يجب معالجة جانبين منفصلين من القلق من أجل إدارته بشكل فعال، هما: المشاعر، والأفكار.
المشاعر هي القلق الجسدي، أي أعراض القلق التي تظهر في الجسم، مثل: اضطراب المعدة، وألم الصدر، والدوخة، والأرق، وجفاف الفم، والتعرق.. وما إلى ذلك.
أما الأفكار، فهي العنصر المعرفي للقلق، الذي يقودنا إلى التفكير في السيناريوهات المستقبلية: «وماذا لو؟»، ما يدفعنا مباشرة إلى السلبية، وقد تظهر أحياناً على شكل خوف، وعدم ارتياح، وصعوبة في التركيز، ونوبات هلع.
خدعة إدارة القلق:
بينما يقول الخبراء إنه من الضروري إفساح المجال لمشاعرنا القلقة، من الأهمية بمكان أن نشكك في تلك الأفكار التي يصنعها قلقنا، فعندما يتعلق الأمر بالقلق، يمكن أن تتطور مشاعرنا بطرق مختلفة، مثل: الاكتئاب، والأمراض المزمنة، وصعوبة النوم. لذا يطلبون الاتكاء والجلوس وترك المجال للقلق ليتبلور، لكن مع التشكيك في الأفكار التي يخرجها الدماغ نتيجة تلك المشاعر، أي تطبيع المشاعر الناتجة عن القلق، لأنها يمكن أن تقودنا إلى فهمه دون أن يجعلنا ذلك نستسلم للقلق غير الضروري.
تذكري أن الشعور بالقلق ضروري، إذ إنه في حال عدم شعورنا به، نفقد إشارات مهمة من عقولنا وأجسادنا حول الخطر، أو عدم الراحة، أو عدم اليقين.
كما أن دمج ممارسات اليقظة الذهنية، مثل التأمل الواعي، يسمح لنا بعدم الانجراف إلى الشعور بالقلق، وكذلك يساعد تدوين اليوميات على فهم السبب الجذري لقلقك بشكل أفضل. وفي النهاية، إذا لم تتمكني من فهم المشكلة، فكيف من المفترض أن تتوصلي إلى حل؟
يمكنك، أيضاً، كتابة أسئلة، مثل: «ما الذي جعلني أشعر بالقلق مؤخراً؟»، فقد يقودك ذلك إلى اكتشاف سبب قلقك، وكيفية معالجته.
ويشير الخبراء إلى أن الأفكار الأكثر شيوعاً، التي تحاصرنا تشمل:
1. الكارثية، ما يجعلنا نفكر في أسوأ النتائج الممكنة.
2. القراءة الخاطئة للأفكار، والتي نعتقد فيها أن الآخرين يفكرون بشكل سلبي فينا باستمرار.
3. تخيلنا أن ما يخبئه مستقبلنا سيئ دون أي دليل.
4. التفكير بالأبيض والأسود، الذي يسمح لنا فقط بالنظر في نتيجتين.
5. الإفراط في التعميم، ما يجعلنا نرسم المواقف بنتيجة معممة.
لذا، في حال كنت تعانين أفكار القلق، فربما تتساءلين عما يمكنك فعله لإيقافها، والأمر ببساطة يحتاج إلى الاحتفاظ بسجل للأفكار، وعندما تبدئين التفكير في أفكار سلبية، افحصي الفكرة، واسألي نفسك: «ما مدى احتمالية حدوث هذه النتيجة؟». وبعد ذلك، أعيدي صياغة الفكرة إلى شيء إيجابي، مثل: «أنا مستعدة، وسأبذل قصارى جهدي»، ومن خلال إعادة تقييم ماهية قلقك، وما لا يمثله، يمكنك تطوير طرق أفضل وأكثر كفاءة للتعامل معه.