#لقاء مع خبير
زهرة الخليج 16 نوفمبر 2023
باتت بصمات اللبنانية، أندريا وازن، واضحةً في عالم تصميم الأحذية، فالمصممة التي ولدت في لندن، ونشأت في بيروت، ثم انتقلت للعيش في باريس؛ درست في معهد الأزياء الإيطالية العريق «مارانجوني»، واكتشفت فيه مهاراتها الكبيرة في تصميم الأحذية.
وفي عام 2010، انتقلت المصممة اللبنانية إلى لندن، للحصول على تدريبات لدى أبرز علامات الأحذية في عالم الأزياء، مثل: «روبرت ساندرسون»، و«كريستيان لوبوتان»، ومكنّها ذلك الوقت الذي قضته في كبرى عواصم الموضة من صياغة إلهامها وإبداعها في تصميم الأحذية النسائية، وتأسيس علامتها التجارية الخاصة، التي تحمل اسمها.
إليكم هذه المقابلة، التي تُمكن جميع القراء من التعرف على أندريا عن قرب:
* أخبرينا عن شغفكِ المبكر برسم وتصميم الأحذية، وكيف جعلك ذلك مصممة أحذية؟
- ولدت لأبوين يعملان بمجال الهندسة المعمارية، الأمر الذي ساهم في تشكيل وجهة نظري أنا وإخوتي بشكل عميق، وجعلنا نشعر بميلٍ قوي نحو الانغماس في أشكال فنية مختلفة. بالنسبة لي، كان للرسم والتصميم سحر خاص، وكنتُ شغوفةً بشكلٍ كبير بالأحذية، وهو الشغف الذي تحول عاماً بعد عام إلى هوس، حتى إنني ذات مرة اشتريت بكل الأموال، التي أعطاها لي والداي لشراء الكتب المدرسية، أحدث زوج من أحذية «MiuMiu»، ولا أزال محتفظةً به، وأنوي إعطاءه لابنتي عندما تكبر قليلاً.
* كيف صقل الوقت، الذي أمضيته بمعهد «مارانجوني»، مهاراتك وأسلوبك في تصميم الأحذية؟
- أعتبر تلك الفترة هي الأساس ونقطة الانطلاق لرحلتي، كمؤسسة لعلامة تجارية ومصممة. ساهمت تلك الفترة في تشكيل مهاراتي بعمق، من خلال ترسيخ الالتزام بالجودة والابتكار في نفسي، وتركت بداخلي الرغبة في التميز والحرفية والاهتمام بالتفاصيل. وهي المبادئ التي تواصل توجيه أسلوبي في تصميم الأحذية حتى هذا اليوم.
* ما أهم الدروس التي تعلمتها خلال فترة التدرب مع «روبرت ساندرسون»، و«كريستيان لوبوتان» في لندن؟
- كانت تجربة لا تقدر بثمن، وتركت أثراً كبيراً في رحلتي، لكن الدرس الأكثر قيمة الذي تعلمته من هذين العملاقين في الصناعة، هو الالتزام بصنع أحذية لا تضفي جماليات مذهلة فحسب، بل توفر أيضاً راحة ومتانة استثنائيتين.
ومنذ ذلك الوقت، أصبح هذا الدرس أساس أسلوبي في تصميم الأحذية، وهو مبدأ أعتز به في مسيرتي المهنية، إذ بت أدرك أن زوج الأحذية الجميل يكون رائعاً حقاً عندما يحتفظ بجماله من دون التضحية بالراحة، وأصبحت أركز على الجودة والراحة؛ لتكونا جزءاً لا يتجزأ من هوية علامتي التجارية.
* حضور دورات تصميم الأحذية في كلية «سنترال سانت مارتينز للفنون» أمر مثير للإعجاب.. كيف طورت هذه التجربة تقنياتك التصميمية؟
- تؤكد «سنترال سانت مارتينز» أهمية المفهوم القوي وسرد القصص في التصميم، ومنها تعلمت أن زوجاً من الأحذية يمكن أن يكون أكثر من مجرد حذاءٍ نرتديه، بل يمكن أن ينقل قصةً أو رسالة، لذا تمكنت - من خلال هذا النهج - من إنشاء مجموعات تلقى صدى لدى العملاء على مستوى أعمق، يتجاوز الجماليات. لذلك، فإنني فخورةٌ جداً بحقيقة أن كل نمط حذاء اليوم يمثل انعكاساً لهوية علامتي التجارية وقيمها الأساسية: (الرقي، والأناقة، والسحر). كما أن تصاميمي تستمد الإلهام من استعارة الزهرة المتفتحة، التي ترمز إلى الرحلة التحويلية، من فتاة صغيرة إلى امرأة ناضجة واثقة بنفسها.
تعاون يعزز نمو علامة أندريا وازن
* التعاون مع «هارفي نيكولز دبي» مهم.. كيف وصلت إلى هذه الشراكة، وهل ترين أنها تساهم في نمو علامتكِ التجارية، وتقديرها؟
- تعاوني مع «هارفي نيكولز دبي» يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لي، إذ تمثل هذه الشراكة حلماً طال انتظاره لعرض إبداعاتي من الأحذية في متجر «Harvey Nichols» المرموق، الذي يعد مركزاً رئيسياً في قطاع المنتجات الفاخرة، وأعتقد أن تعاوننا بداية لرحلة رائعة نحو تنمية اسم علامتي التجارية بشكل أكبر في دبي، والمنطقة.
* ما الجوانب الفريدة لمجموعة أحذيتك، التي ستتاح في «Harvey Nichols»، وما نوع التجربة التي تنتظرها العميلات؟
- نحن نقدم مجموعة متنوعة من الأنماط، بما في ذلك: أحذية بأحزمة الكاحل، وأحزمة الظهر، والحذاء الخفيف، وإحدى القطع المميزة المعروضة حذاء «التول فرانكا» الكلاسيكي ذو الكشكش من «Andrea Wazen»، والمتوفر بشكله الأصلي، إلى جانب نسخةٍ أخرى مرصعة بالكريستال بالكامل، مع حقيبة مطابقة للحصول على مظهرٍ كامل وأنيق. وستقدم الأحذية المعروضة تجربةً غامرة، تعكس القيم الأساسية للعلامة التجارية، المتمثلة في: (الرقي، والأناقة، والسحر)، والتي أشير إليها دائماً في جميع إبداعاتي.
* ما شعورك تجاه إطلاق مجموعتك في متجر راقٍ مثل «هارفي نيكلز دبي»، وماذا يعني ذلك لعلامتك مستقبلاً؟
- قبل ثلاث سنوات انتقلت إلى دبي، ومنذ ذلك الحين أصبحت «هارفي نيكلز دبي» وجهة التسوق المفضلة لديَّ، ولطالما أعجبت باختياراتها، لذا فإن رؤية أحذية أندريا وازن معروضة على أرضية هذا المتجر هي حلم أصبح حقيقة. وإلى جانب ذلك، يمثل هذا التعاون خطوة مهمة للأمام بالنسبة لمستقبل علامتي التجارية، ما يوفر فرصة رائعة لزيادة الرؤية والنمو، والوصول إلى جمهور أوسع، يقدر الحِرَفية والتصميمات المميزة.
* ما الذي يميز العلامة التجارية «أندريا وازن» في عالم الأحذية؟
- أرغب، دائماً، في تقديم أحذية علامتي التجارية على أنها مزيج آسر من الرومانسية والدراما، وتتشابك بسلاسة مع العناصر الناعمة والمسيطرة. كما أن تفضيلي للجمع بين التول والكريستال يؤثر في الطابع الدقيق والقوي لتصميمات الأحذية الخاصة بي، إضافةً إلى أنه في قلب جمالية علامتي التجارية تكمن الزهرة الرمزية، التي تستحضر إحساساً بالأنوثة ورحلة الازدهار نحو القوة. وتمثل الهوية البصرية للعلامة التجارية المرأة العصرية، التي تتنقل برشاقة في تعقيدات الحياة مع الحفاظ على قوتها، لذا فإن روح علامتي التجارية هي دعوة دافئة للجميع، حيث يمكن لكل امرأة أن تحتضن الأمرين بكونها قوية وأنثوية بشكل رائع.
* الأحذية العالية الجودة المصنوعة يدوياً سمة أساسية لعلامتك التجارية.. هل يمكنكِ أن تخبرينا بالمزيد عن التزامك بالجودة والحرفية؟
- تركز علامتي التجارية على تقديم أحذية عالية الجودة مصنوعة يدوياً. ومن أجل الحفاظ على هذا الالتزام، اخترت بارابياغو بإيطاليا، وهي منطقة مشهورة في ميلانو بصناعة الأحذية ذات المستوى العالمي، لتكون مركزاً لإنتاج أحذيتنا، حيث يتم تصنيع كل زوج من الجلود المنتقاة بعناية ومن أجود الأقمشة، ما يضمن جودة وراحة استثنائية. وإضافةً إلى ذلك يبذل الحرفيون المهرة لدينا خبرتهم ورعايتهم واهتمامهم بكل التفاصيل، ما ينتج أحذيةً تمثل شهادة على جماليات العلامة التجارية، وتفانيها في الحرفية العزيزة جداً على قلبي.
* في روتينك الإبداعي عند تصميم حذاء جديد.. هل تستمدين الإلهام من مصادر أو تجارب محددة؟
- إنها رحلة شخصية عميقة، وغالباً تشعلها التأثيرات من حولي، وتبدأ عادةً بفكرة أولية أو مفهوم أو حتى عاطفة، ثم أقوم بعد ذلك بتوضيحها بشكل أكبر من خلال البحث والرسم والتجربة، باستخدام مواد وتصميمات مختلفة، ونظراً لذلك فإن كل حذاء يحمل قصته الفريدة، فهو انعكاس لمزيج من التجارب الشخصية والإلهام الثقافي المرتبط بمدينة بيروت التي نشأت فيها، والرغبة في ابتكار أحذية تجمع بسلاسة بين الأناقة والراحة. ويكون هدفي النهائي هو صناعة أحذية لا تبدو رائعة فحسب، بل تحكي أيضاً قصة تلهم الآخرين.
مواد صديقة للبيئة
* الاستدامة مصدر قلق متزايد في صناعة الأزياء.. كيف تتناول علامتكِ التجارية الاستدامة، والاعتبارات الأخلاقية، في إنتاج أحذيتها؟
- نحاول إعطاء الأولوية للاستدامة، من خلال النظر في المواد الصديقة للبيئة، بما في ذلك: أقمشة الساتان المصنوعة من مزيج القطن، والأصباغ غير السامة. وفي مجموعتنا القادمة، المقرر ظهورها لأول مرة في «Harvey Nichols» قريباً، قمنا أيضاً بدمج مزيج من الكتان والرافيا، ما يعزز التزامنا بالتصميمات المسؤولة والأنيقة.
* ما تطلعاتك لـ«أندريا وازن» كعلامة تجارية، وما الذي تأملين تحقيقه في السنوات المقبلة؟
- أريد الاستمرار في دفع حدود الإبداع والحرفية، وإحياء الأحذية الاستثنائية التي تلقى صدى لدى النساء في جميع أنحاء العالم. في السنوات المقبلة، آمل أن أرى علامتي التجارية معترفاً بها كرمز عالمي للأناقة والجودة. في النهاية، أريد أن تكون «أندريا وازن» مرادفاً للتمكين والاحتفاء بالقوة الأنثوية، حيث تختبر كل امرأة المشاعر الأنثوية الرقيقة إلى جانب القوة أثناء ارتدائها أحذيتنا.
* باعتباركِ رائدة أعمال ناجحة في تصميم الأزياء، ما نصيحتك للشابات الطامحات إلى ترك بصمتهن في هذا المجال؟
- أود أن أقول لجميع الشابات المبدعات اللاتي يطمحن إلى دخول عالم الموضة: يجب عليكن تبني أسلوبكن ورؤيتكن الخاصة، وألا تخجلن من الجرأة واستغلال الفرص واحتضان إبداعكن. كما أنصحهن بالمحافظة على تلك الروح التي لا تتزعزع والمرونة عندما يواجهن التحديات، وعدم نسيان القيمة المذهلة لبناء العلاقات، وطلب التوجيه من ذوي الخبرة، ومن المهم أن يحطن أنفسهن بدائرةٍ داعمة تشاركهن شغفهن، وأن يبقين وفياتٍ لما يحببنه. ففي هذه الصناعة، يعد التنوع ووجهات النظر الجديدة بمثابة نسمة من الهواء النقي، ويعد الأسلوب الفريد أحد الأصول القوية. والأهم من ذلك، أن تثق المصممة بنفسها وموهبتها، وتجعل شغفها القوة التي تدفعها نحو تحقيق أحلامها.
* هل هناك مشاريع مستقبلية لعلامتكِ التجارية؟
- هناك الكثير مما سيحدث في المستقبل القريب، وأنا متحمسة جداً له؛ لذا ترقبوا بعض الإعلانات المثيرة، وسأعطيكم تلميحاً بسيطاً، هو أن هناك شيئاً خاصاً للصغار!