#مشاهير العرب
تامر عبدالحميد 17 سبتمبر 2023
انفراجة فنية يعيشها الفنان الإماراتي، هزاع الرئيسي، بعدما أصدر في الفترة الأخيرة باقة متنوعة من الأغنيات المنفردة، التي حصدت نسب مشاهدات عالية على مواقع التواصل، و«يوتيوب». ورغم أنه ينفق على فنه من ماله الخاص، فإن صوته المميز، الذي يحمل بين طياته الأداء الصحيح واختياراته الدقيقة، وتعاونه مع أسماء مهمة في عالم صناعة الأغنية من شعراء وملحنين، وتوجهه نحو أداء الأغاني الوطنية والشعبية الإماراتية الأصيلة، كلها عناصر جعلته يحفر اسمه من ذهب في المشهد الغنائي المحلي.. «زهرة الخليج» التقت هزاع الرئيسي؛ ليحدثنا عن أسباب ابتعاده عن إصدار الألبومات، وتوجهه نحو تنفيذ الأغنيات المنفردة، ومشاريعه الغنائية المقبلة، وأشياء أخرى تفاصيلها في السطور التالية:
• في الفترة الأخيرة توجهت نحو إصدار الأغنيات المنفردة وتصويرها فيديو كليب بطريقة المونتاج والغرافيك.. ما سبب ذلك؟
- مع التطور التكنولوجي الذي نعيشه، وظهور «السوشيال ميديا»، تدهورت حال سوق الكاسيت، خاصة مع معاناة صناع الأغنية عملية «القرصنة» من «الشبكة العنكبوتية». لذا، بات المنتجون يعيشون حالة من القلق من إنتاج ألبوم غنائي خوفاً من الخسارة، بعدما كان الألبوم هو الأرشيف الحقيقي للفنان، وكانت له أهمية كبيرة بالنسبة للجمهور، الذي كان ينتظر صدور أحد ألبومات مطربه المفضل كل عام. لكن، مع تطور التقنيات، وظهور التطبيقات الحديثة في عالم الموسيقى والأغاني، أصبح إصدار الأغنيات المنفردة أسهل في التنفيذ، وأسرع في الانتشار، بالإضافة إلى أنها حماية للفنان من تعرضه للقرصنة. لذلك، منحت مواقع التواصل الاجتماعي، و«يوتيوب»، والتطبيقات الموسيقية الأخرى، الأغنيات المنفردة الانتشار الأوسع في جميع أنحاء العالم العربي، بل وأصبحت منصة فنية لدعم المواهب الجديدة، ما دفع العديد من الفنانين إلى التوجه نحو هذه النوعية من الأغنيات، لاسيما أن نجاح أغنية واحدة، عبر «يوتيوب» ومواقع التواصل، يعادل تقريباً النجاح الذي يحققه ألبوم كامل.
• تنتهج طريقة مختلفة، إذ تقدم من عمل إلى ثلاثة أعمال في العام.. ألا ترى أنك مقلٌّ غنائياً؟
- لا أبحث عن الشهرة والنجومية الزائفتين، ولا أسعى إلى «الحضور الوهمي»، فأنا أحب التميز والاختلاف، وأهتم بالكيف وليس بالكم. لذا، تقديم عمل غنائي واحد بمستوى فني عالٍ يحقق لي النجاح والانتشار، أفضل من إصدار 10 أغنيات تمر مرور الكرام، ولا تلقي الرواج والاستحسان المطلوبين، فمنذ أن دخلت مجال الغناء، وأنا أنتهج هذه الاستراتيجية، وكونت قاعدة جماهيرية كبيرة محلياً وعربياً، لاسيما أنني أهتم بشكل كبير باختيار الكلمة المميزة، واللحن الجديد، والتوزيع المختلف، لكي أكسب احترام الجمهور أولاً، ثم أحقق الاختلاف الفني الذي أبحث عنه.
حنجرة ذهبية
• في بدايتك الفنية، أصدرت ألبوم «أول عشق» عام 2014، وبعدها بدأت تنتج أعمالك الغنائية من مالك الخاص.. ألم يرهقك اتخاذ هذا القرار؟
- إطلاقاً، فأنا أفضل الاعتماد على نفسي في إنتاج أغنياتي، وقد أتت «السوشيال ميديا» لتخدم العديد من الفنانين في ترويج أعمالهم الغنائية من دون الحاجة إلى شركات إنتاج تقدم عقود احتكار، وشروطاً جزائية، وقيوداً فنية. كما أنني، مؤخراً، أسست استوديو فنياً خاصاً بي في دبي، لتسجيل وتنفيذ أغنياتي، وليكون بمثابة «ملتقى فني» لكل زملائي الفنانين والموسيقيين، لذلك أنا راضٍ تماماً عما حققته في السنوات الأخيرة، فحب الجمهور سر نجاحي، الذي أستمد منه قوتي من أجل الاستمرارية.
• لقبك الجمهور بـ«حنجرة الإمارات الذهبية»، كما شبه البعض صوتك ببعض فناني الزمن الجميل مثل الفنان ميحد حمد.. هل تؤيد الألقاب الفنية؟
- اللقب عندما يأتي من الجمهور يكون فخراً ووساماً على الصدر، خاصة أن الفنان حينها يتأكد أنه يسير على الطريق الصحيح، وأن ما يقدمه من فن قد دخل قلوب الجماهير، لكنني في الوقت نفسه أرى أن الحضور القوي للفنان، وتقديمه أعمالاً ترقى بالمستوى، وعدم انجرافه نحو الظواهر الغنائية الغريبة التي تظهر بين فترة وأخرى، أهم بكثير من أي لقب، حيث يكفيه حينها لقب «الفنان».
• كيف ترى التطور الذي وصلت إليه الأغنية الإماراتية؟
- الأغنية الإماراتية، في السنوات الأخيرة، تربعت على عرش الساحة الفنية الخليجية والعربية، وبات هذا واضحاً من الإقبال الكبير من الفنانين العرب، الذين تعاونوا مع عدد من صناع الأغنية الإماراتية والخليجية، وقدموا أغنيات بكلمات وألحان ولهجة إماراتية، حققوا من خلالها انتشاراً أكبر، وكونوا قاعدة جماهيرية في دول الخليج، إلى جانب نجاح الأغنية ذات الإيقاع المحلي والكلمات الإماراتية في الدول العربية، وتحقيق أكثرها صدى كبيراً في الدول العربية، مثل أغنيتي «أحبك موت»، التي قدمتها منذ 10 سنوات تقريباً، وحققت نجاحاً كبيراً، ووصل صداها إلى الخارج، ورددها الكثيرون في المغرب العربي.
ولاء.. وانتماء
• بعض المطربين الإماراتيين قدموا أغنيات بلهجات أخرى.. ألا تفكر في خوض هذه التجربة؟
- إمكانيات صوتي تؤهلني لغناء كل اللهجات، ورغم أن هناك العديد من المطربين الذين خاضوا التجربة ونجحوا فيها، مثل الفنان حسين الجسمي، الذي أصبح سفيراً للإمارات في الدول العربية، من خلاله أغنياته الناجحة، وأدائه اللهجات المختلفة، فإنني أحب أن أغرد بعيداً خارج السرب، وأركز على أداء الأغنيتين المحلية والخليجية، لكنني في الوقت نفسه إذا وجدت العمل المناسب، الذي يترك بصمة عند الجمهور، فسأفكر بجدية في خوض هذه التجربة.
• في الآونة الأخيرة، ظهرت موهبتك في عالم التلحين، وقدمت أكثر أغنياتك بتوقيعك كملحن، فهل أنت من نوعية الفنانين الذين يغارون على أغنياتهم من أن يتولى تلحينها آخرون؟
- المطرب الذي لديه موهبة التلحين، هو أفضل من يلحن لنفسه؛ لأنه يشعر بكلمات الأغنية بشكل أكبر، ويضع إحساسه فيها بالعزف على آلات مختلفة، ورغم أن هناك العديد من الأغنيات التي حققت رواجاً من غنائي وألحاني، فإنني لا أفكر أبداً من منطلق الغيرة، لاسيما أنني أعتبر التلحين موهبة أحب أن أظهرها من وقت إلى آخر، لكن يبقى الغناء هو المجال الرئيسي بالنسبة لي.
• «تغرودة القدس»، «عزم القيادة»، «عيمان فيها ارتحنا»، و«نحب الإمارات»، عدد من الأغنيات المتميزة التي تتغنى فيها بحب الوطن.. إلى مدى تعشق الأغنيات الوطنية؟
ـ أطوع إبداعاتي في خدمة الوطن، فمثل هذه الأغنيات التي أقدمها بالمناسبات الوطنية تعبر عن مدى حبي للإمارات، والولاء والانتماء إلى القيادة الرشيدة. لذا، أحرص دائماً على المشاركة في الاحتفالات التي تقام في المناسبات الوطنية، التي تخص دولتي الحبيبة الإمارات.
• أخيراً.. ماذا عن مشاريعك الفنية المقبلة؟
ـ أستعد لطرح «ميني ألبوم» إلكترونياً هذا العام، خاصة أنني أصدرت في العامين السابقين مجموعة من الأغاني المنفردة، التي نالت رواجاً كبيراً، وحققت نسب مشاهدات عالية على «يوتيوب»، منها: «تفضل شوف» من أشعار الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي، و«طرف العين» من أشعار الشيخ سعيد بن ثاني آل مكتوم، و«راس المعالي» للشاعرة جموح، وإشراف علي الخوار، و«محلا الدلال» من أشعار علي بن سالم الكعبي، و«الخيالي» من أشعار الدكتور مانع سعيد العتيبة، و«10 مرات» من كلمات حمدان السماحي، إلى جانب عمل جديد بعنوان «وش هالزين» من كلمات الشاعر السعودي أحمد علوي، وألحان عبدالله الجاسم، وقد تنوعت هذه الأعمال بين الشعبية الإماراتية والخليجية ذات الإيقاع الشبابي السريع، لكي أرضي جميع الأذواق. وقد قررت أن أجمع هذه الأغنيات في ألبوم واحد، سأطرحه على حسابي الرسمي في «يوتيوب»، حتى يتمكن جمهوري من سماع هذه الأغنيات في أي زمان ومكان.