#أخبار الموضة
غانيا عزام 15 يوليو 2023
بدأت رحلة المصمم اللبناني العالمي، جورج حبيقة، من مشغلٍ صغيرٍ في منزل والدته وملهمته، التي لطالما آمنت بموهبته. تخرّج مهندساً معمارياً، لكنه أصغى إلى شغفه، وصوتٍ داخلي حثّه على الانطلاق في عالم التصميم، وتشييد اسمه البارز. نجح جورج في الوصول إلى هدفه بالتصميم والمثابرة، وقدم عروض أزيائه الرومانسية الراقية في باريس، وتصاعدت النجاحات طوال 28 عاماً. أعاد التاريخ نفسه مع نجله جاد، الذي أمضى طفولته في مشغل والده، فتأثر به، وبكل ما يتعلق بالعمل الحرفي، فأبدع الشاب الموهوب، واستحق بجدارة ثقة والده على مرّ السنين، ليشاركه الإدارة الإبداعية للدار، تاركاً بصمته الخاصة.. في هذا الحوار مع جورج وجاد حبيقة، نلقي بالضوء على ماضي وحاضر ومستقبل الدار المستمرة في التألق:
• بعد 28 عاماً على تأسيس الدار.. كيف تقيّم مسيرتك الإبداعية، وما العنوان الذي تضعه لها؟
- العنوان هو: «الهدف»!.. فشغفي بالتصميم والمثابرة على التقدّم، كانا سبيلين أساسيتين لشقّ طريق النجاح على مدار السنوات الماضية. أعمل، دائماً، على تبنّي تقنيات جديدة عند التحضير لأي مجموعة، ما يترك بصمة عصريّة، وهذا ما مكنني من توسيع العلامة التجارية بشكل تصاعدي، وترسيخ بصمتي الإبداعية وطنياً وعالمياً.
محطات مضيئة
• ما المحطات المضيئة، التي شكّلت نقلات نوعية، وخطوات متقدمة، نحو ازدهار الدار؟
- هناك أربع محطّات، كان لها تأثير كبير في الدار، هي: أول عرض أزياء لي في باريس عام 2010، وانضمامي إلى نقابة المصممين كضيف شرف في 2017، ونقل صالة العرض في باريس إلى أهم شوارع الموضة هناك، وانضمام جاد كمدير إبداعي مشارك إلى الدار.
• تشهد الدار نجاحاً وتوسعاً عالميين.. ما الاستراتيجيات المعتمدة لمواجهة التحديات الجديدة كافة؟
- كخطوة أساسية، أحرص دائماً، بالتعاون مع جاد، على تقديم تصاميم مبتكرة بقصات عصرية تواكب الأجيال المختلفة، تصاميم ترتكز على الستايل والقِصّة التي ترويها وليس على الصيحات الرائجة. فكل قطعة نقدمها يمكن تعديلها وتخصيصها؛ لتعكس شخصية السيدة التي تعتمدها، وتُشعرها بأنها مميزة. كذلك، أعمل على إدخال تقنيات تطريز بعيدة عن المعتاد، في كل عروض الخياطة الراقية؛ ما يبعدنا عن الوقوع في فخّ التكرار.
• أبهرتنا تصاميم الدار على سجادة «مهرجان كان».. هل من لمحة عما ستقدمونه في أسبوع هوت كوتور باريس المقبل؟
- سنقدم هذا الشهر مجموعة مستوحاة من عالم الألوان الشاسع، فهو حلم من التدرجات الهادئة والقوية، التي تعكس بصمة الدار الرومانسية - العصرية في آنٍ.
• هل حققت نسبة كبيرة من أحلامك، وما الذي تضعه نُصب عينيك.. حاضراً ومستقبلاً؟
- صحيح أن مسيرة العمل اتجهت نحو العالمية، إلا أن الأحلام لا تتوقف. أحب كل ما يتعلق بالفن، والحلم لا يقتصر على تصميم الأزياء؛ فنحن نسعى إلى التوسع خارج هذا النطاق.
شريك إبداعي
• مؤخراً، أعلنتَ نجلك جاد شريكاً إبداعياً.. ما الركائز التي اتخذت على أساسها هذا القرار؟
- انضم جاد إلى الدار عام 2016، وقد أصبح مديراً إبداعياً مشاركاً بشكل رسمي في 2022. لقد برهن - على مرّ السنوات الماضية، ومن خلال مشاركته في جميع تحضيرات المجموعات - على قدراته الإبداعية، وجدارته بتسلم هذا المركز.
• شراكتكما العملية أثبتت نجاحها، فهل ترى أن علاقتكما اتخذت معاني الصداقة، وتعدّت إطار الأبوّة والبنوّة؟
- نفصل بين العلاقة المهنية والأبوية. في العمل، تجمعنا الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها في الدار. أما في الحياة الخاصة، فأشارك أولادي بعض نشاطاتهم، وهم يفعلون المثل، فنحن تجمعنا حياة عائلية مترابطة.
• بالإضافة إلى موهبة التصميم.. ماذا ورث جاد عنك، وبماذا تتمايزان؟
- استمد جاد مني المثابرة، والشغف والإبداع. نختلف في وجهات النظر من حين إلى آخر، لكن نحرص دائماً على أخذ القرار الذي به مصلحة الشركة.
• كيف تصف ما يقدمه جاد.. من منظور عملي، ومن منظور الوالد؟
- هو جريء، ومبدع، وعصريّ على الصعيد المهني. وعاطفي، ومبدع، وعصري خارج إطار العمل.
• بماذا تغلّف نصائحك وإرشاداتك، التي توجهها إلى جاد؟
- نصائحي صريحة ومبنيّة على ركائز مهنيّة، تحثه دائماً على الاستمرار، وأنه لا يوجد شيء يوقف مسيرته الإبداعية.
• ما الذي تتوقعه لجاد؟
- أتوقع له نجاحاً عالمياً مبهراً.
• كلمة أخيرة..
- كل فرد لديه فرصة لتحقيق أهدافه؛ عليه فقط أن يثق بقدراته، وأن يبدأ بما يطمح إليه، حتى لو من الصفر.
جاد حبيقة
• بالإضافة إلى الجانب الوراثي.. كيف نشأ شغفك بالتصميم؟
- لقد قضيت طفولتي في مشغل والدي، بين حرفيين مختصّين بمجال الموضة، وكان ذلك مصدر إلهام ووحي لي.
• ما المشترك بين بصمتك، وبصمة والدك، الإبداعيتين؟
- الجرأة، إذ نحاول دائماً أن نقدّم كل ما هو جديد وبعيد عن المعتاد.
• بجانب البراعة والحرفة والمهارة.. ما الذي تعلّمته من والدك، وكيف يلهمك؟
- والدي - في الأساس - مهندس معماري، لكنّه اختار أن يوصل بصمة والدته إلى العالمية؛ ليحوّل مشغل خياطتها الصغير إلى «أتيلييه»، يضم أكثر من 150 يد عاملة محترفة. ومنه تعلمت المثابرة، وأن الإبداع لا حدود له.
• اكتسبت ثقة وتقدير والدك.. ما الشعور الذي يُحدثه ذلك في نفسك؟
- أشعر بالامتنان، فقد منحتني ثقته حرّية أكبر في التعبير عن ذاتي، وتحويل أفكاري إلى واقع ملموس.
• البعض يتخوفون من الشراكة العائلية.. كيف تصف علاقتك مع والدك؟
- تجمعنا علاقة مهنية ممزوجة بروح الصداقة، فنحن نتشارك جميع القرارات، رغم اختلاف الرأي في بعض الأحيان. إجمالاً، نعمل على تنفيذ قصّات مبتكرة، وإدخال تقنيّات تطريز جديدة، وهذا ما يسهّل عملنا معاً.
بين «الأب» و«المصمم»
• «جورج الأب» أين يلتقي مع «جورج المصمم»، ومتى يختلفان؟
- «المصمم» لا يختلف أبداً عن «الأب»، فكلاهما يتمتع بحس إنساني كبير، ويتعاطف مع من حوله، ويقدّم النصائح بشكل محدد ومفيد.
• ما الذي تود التعبير عنه من خلال التصاميم، وما التجديد الذي أحدثته، وتسعى إليه؟
- التصميم هو حرية تعبير، وأنا أحرص، دائماً، على تبني قضية إنسانية أو اجتماعية؛ لأناقشها في المجموعات بأسلوبي الخاص. كذلك، أحاول - قدر الإمكان - أن أنقل إلى الجيل الصاعد الحرفية العالية، التي تتطلّبها تصاميم الخياطة الراقية. صحيح هناك آلاف العلامات التجارية، لكن ما نقدّمه - كدار - فريد من نوعه، بتقنيات التطريز التي نستخدمها. لقد تمكنت من إدخال عنصر شبابي إلى المجموعات؛ لنتمكّن من التواصل مع مختلف الفئات العمرية. كذلك، أعمل على تطوير قسم الأزياء الجاهزة، ودفعه إلى الأمام؛ لنتمكّن أيضاً من إيصال رؤيتنا إلى محبّي البساطة والملابس اليومية.
• كيف تحلّق بإبداعاتك، وتحافظ - في الوقت عينه - على الأسلوب الخاص بدار جورج حبيقة؟
- الأسلوب الخاص بدار جورج حبيقة هو مصدر إلهام لي، وأحاول أن أعيد ابتكاره بأسلوب أكثر عصريّة وستايل شبابي.
• ما طموحاتك الشخصية والعملية؟
- طموحاتي تتخطى عالم تصميم الأزياء؛ فأنا أحب الفن بجميع أشكاله، وأعمل على أكثر من مشروع قيد التطوير.
• بين الماضي والحاضر والمستقبل.. كيف ترى دار جورج حبيقة؟
- لطالما كانت دار جورج حبيقة مختلفة عن بقية الدور، بتقنيات الخياطة والتطريز التي تقدّمها، ولاتزال - حتى اليوم - تعمل على تطوير هذا الشق جنباً إلى جنب مع القسم الإبداعي. «العلامة»، اليوم، أكثر شباباً من قَبْلُ، فهي مليئة بالألوان الصاخبة، التي كانت محدودة قبل ذلك.
• هل هناك فكرة تود تسليط الضوء عليها؟
- التفكير الإيجابي، والتفاؤل، يساهمان - بشكل كبير - في تحويل الأحلام إلى حقيقة.