#منوعات
إشراقة النور 8 مارس 2022
على مرّ السنين، عُرِفَتْ المتاحف بأنها مؤسسات قوية، وأدوات صامدة لرواية التاريخ، وبناء الذكريات، ومساحة حرة لابتكار وخلق الهويات. وتعد استضافة دولة الإمارات لأكبر مؤتمر للمتاحف في العالم «آيكوم 2025»، تأكيداً لدورها البارز في حفظ التراث، إذ تتمتع بقدرات متطورة، مكنتها من تصميم وإدارة المتاحف الكبرى.. في هذه المساحة نصحبكم في رحلة شهرية، نجوب بها الكوكب؛ للتعرف إلى أعرق وأجمل متاحفه.
مع ثروة من المعلومات، وسفر للذاكرة الوطنية، تحتفي مجموعة من المتاحف حول العالم بالنساء، توثق ماضيهن، وتستشرف حاضرهن. ومن خلال نوافذ وأدوات سرد، تحكي الأثر الثقافي والتاريخي اليومي للمرأة - منذ مئات السنين، وحتى يومنا هذا - تظهر دورها المهم في تطور الحضارة الإنسانية في مجرى الزمن والتغير الاجتماعي، في هذا التقرير جولة للتعرف إلى بعض من هذه المجموعة:
متحف المرأة الفيتنامية
واحد من أفضل 25 متحفاً في جميع أنحاء آسيا، يقع في هانوي، ويتكون من ثلاثة أقسام موزعة على خمسة طوابق، هي: «النساء في الأسرة، والنساء في التاريخ، والأزياء النسائية»، وهو شامل بشكل مذهل. وتتجاوز مجموعة الأشياء والتحف الخاصة فيه 28000 قطعة، وكلها مكرسة لتاريخ المرأة الفيتنامية، البطلات منهن، والنساء المعاصرات، ويوجد داخله الكثير من الروايات، حيث يعكس صور النساء في حقول الأرز، والعاملات، وقائدات الأعمال الإناث، والأكاديميات، والأمهات. بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من المعلومات حول الحياة اليومية، بما في ذلك الزواج، والحياة الأسرية، والأزياء، والطقوس، والأدوار المتعددة للمرأة.
متحف فنون المرأة
يتمتع المتحف القومي لفنون المرأة في العاصمة الأميركية واشنطن بحضور قوي وشهرة ذائعة، إذ إنه الوحيد من نوعه في العالم، الذي يركز حصرياً على الفن الذي تنتجه النساء، عبر جميع الوسائط. ويحتوي على مجموعات متنوعة، من رسامة القرن السابع عشر ماري بيل، إلى ألوان الباستيل الرقيقة للانطباعية الأميركية ماري كاسات، وصولاً إلى أعمال المصورات المعاصرات. كما أنه يحتوي على مكتبة بحثية، ويستضيف عدداً كبيراً من الأحداث بناء على إبراز مكانة الفنانات وأهميتهن.
المتحف النسائي للطيران
يعكس «المتحف النسائي الدولي للطيران والفضاء» مساهمات النساء في محاولات البشرية للوصول إلى الفضاء. وتم افتتاح المتحف في أوهايو عام 1998، ورغم صغر حجمه مقارنة بالمتاحف النسائية الأخرى المترامية الأطراف، فإنه يحتوي على تذكارات من شخصيات، مثل: أميليا إيرهارت، وبيسي كولمان، والأخيرة أول امرأة أميركية من أصل أفريقي تحصل على «رخصة طيار»، إضافة إلى صور ومتعلقات لمارغريت هاميلتون، هي وفريقها الذين كتبوا الشفرة الكاملة لمهمات رحلة «أبولو» يدوياً.
متحف آنا أخماتوفا
تعد آنا أخماتوفا واحدة من أشهر النساء الروسيات في التاريخ، وهي شاعرة من العصر الفضي لروسيا، نجت من الإرهاب الستاليني، وعاشت مأساة فقدان زوجها وابنها، وكتبت بشكل معبر عما شاهدته. أصبحت شقتها القديمة في سانت بطرسبرغ، الآن، متحفاً على شرفها، حيث تجمع المعارض المقامة دورياً في المتحف بين أحداث حول حياتها، ومجموعة من كتب الشعر وتاريخ الأدب.
فلورنس نايتنجيل
هذا المتحف مخصص، حصرياً، لرائدة التمريض الحديث فلورنس نايتنجيل، التي كسرت حواجز ضخمة في القرن التاسع عشر للنساء في الطب، وخفضت - بشكل كبير - معدل الوفيات في مستشفيات الجيش، وكانت مناصرة قوية لحقوق المرأة داخل القوى العاملة. يقع المتحف في لندن، ويضم أشياء خاصة بفلورنس، منها: الزي الرسمي، وأدوات العمل، بالإضافة إلى الرسائل، والأدوية، وفانوسها الشهير، ويقوم بالعديد من الأنشطة التعليمية المخصصة للتعلم ليس فقط عن حياتها، ولكن أيضاً لإلهامها.
متحف فراوين
يتميز متحف فراوين في مدينة بون الألمانية بتصميم غير عادي. ويضم في الواقع خمسة استوديوهات، تمارس فيها الفنانات المعاصرات إبداعهن في الرسم والتشكيل والفنون كافة. ويتمثل أبرز أهداف المتحف في زيادة الوعي بفن المرأة، والأهمية التاريخية لمنجزاتها في هذا المجال. وتحتوي مجموعة فراوين الدائمة الخاصة على أعمال لأشخاص، مثل: يوكو أونو، وغيره.
قصة 300 امرأة في دبي
في الحياة الإماراتية، تشمخ النساء بعطائهن، ومن ذلك تفتق إبداع الدكتورة رفيعة عبيد غباش، ليخلق أرشيفاً قومياً للمرأة الإماراتية، يوثق - عبر مختلف الوسائل المتحفية - مسيرتها وسيرتها العطرة، الأمر الذي أهله لاكتساب الريادة كأول متحف للمرأة في المنطقة العربية، بل هو الثالث عالمياً في نمطه. بني المتحف على أطلال بيت قديم، كان يسمى «بيت البنات». ويقع المتحف في سوق الذهب بديرة في إمارة دبي، وتم افتتاحه عام 2012، ويشتمل على العديد من المعروضات التي تسري بالزائر عبر الزمن؛ ليتتبع تاريخ المرأة من خلال أنشطتها المختلفة؛ فتجد في أحد الجوانب مقتنيات المرأة من حلي وأدوات زينة ومصوغات، ثم تعثر على عرض لأدوات المطبخ التي استخدمتها المرأة الإماراتية منذ القدم، وفي زاوية أخرى تجعلك تطل على ما كانت تستعمله المرأة من أعشاب طبية على سبيل التداوي الشعبي، مع إفراد حيز للأعشاب التي تدخل في صنع مساحيق التجميل، وآلاته، والعطور، ومواد الزينة.
ولم يفت المتحف أن يرصد الحركة الإبداعية للمرأة الإماراتية، حيث يطالع الزائر قاعة «ديوان عوشة بنت خليفة السويدي» الموسوم بفتاة العرب، وزخرفة القاعة بأبيات من شعرها، كما حوت القاعة بعض مقتنيات الشاعرة، وقصائد كتبت بخط يدها، وتسجيلات لإلقائها الشعري.
ثم توزعت زوايا المتحف لرصد منجزات الإماراتيات اللائي كان لهن تأثير في الحياة العامة بالدولة؛ فضم المتحف بين أركانه قصة أكثر من 300 امرأة إماراتية، ليعرض نشاطهن في مختلف المجالات.