#مشاهير العالم
زهرة الخليج - الأردن اليوم
في عامها الثاني والستين، تثبت ديمي مور أنها ليست فقط رمزًا للأنوثة والجاذبية، بل أيضًا امرأة تمرّدت على المعايير، وأعادت تعريف الجمال من منظور أكثر عمقًا وإنسانية، فها هي اليوم تزين غلاف مجلة «بيبول»، بعد أن تم اختيارها كأجمل امرأة في العالم لعام 2025.
View this post on Instagram
وبعد سنوات من السعي وراء الكمال الجسدي، وسط ضغوط هوليوود القاسية، تقف اليوم مرفوعة الرأس، شاهدة على قصة نضج أنثوي يبدأ من الداخل. فعلى مرّ عقود، استطاعت مور أن تبقى في طليعة الأيقونات، التي شكلت المشهد السينمائي في العالم، بصفتها ممثلة تمكّنت من لعب أدوار متنوعة ألهمت الأجيال.
وفي عالم الجمال، أظهرت مور كيف يمكن للفن أن يتقاطع مع الحياة، لتكون دائمًا في حالة تجدد، وتحول. وعندما نتحدث عن ديمي مور، فإننا لا نتحدث فقط عن امرأة تتألق على الشاشات الكبرى، بل عن رمز متجدد للجمال، والقوة، والقدرة على التغيير.
فمن المراهِقَة التي أبهرت هوليوود إلى المرأة التي أصبحت أكثر نضجًا وقوة مع مرور الزمن، تمثل ديمي مور التجسد الحي لفكرة أن الجمال ليس مجرد مظهر، بل هو حالة من التصالح مع الذات، مُجسدة روح التجديد. ولم تقتصر ديمي مور على أن تكون أيقونة في الموضة والجمال، بل أصبحت رمزاً للقدرة على تحطيم القيود المفروضة بفعل الزمن والمجتمع. ولم تكن رحلة حياتها مجرد قصة عن نجاحات في الشاشة، بل شهادة حية على قوة التصالح الداخلي، والتغيير الدائم، والاحتفاظ بجاذبية خاصة، في كل مراحل حياتها.
من القسوة على الذات.. إلى التصالح معها:
لم تكن الرحلة سهلة.. تعترف مور بأنها أمضت فصولًا طويلة من حياتها تعاقب جسدها بسلوكيات صارمة، وحميات قاسية، وتمارين متطرفة، وضغط داخلي لا يهدأ. فقالت ذات مرة: «كنت أُعذّب جسدي.. كل ما فعلته كان شكلًا من أشكال العقاب». لكن هذا العذاب كان بداية التحول؛ فقد بدأت تدرك أن الجمال الحقيقي لا يتعلق بما يراه الآخرون، بل بما تشعر به تجاه نفسك. ومع هذا الإدراك، بدأت مسيرتها نحو القبول الذاتي، والرحمة تجاه جسدها وروحها.
وفي فيلمها الأخير «The Substance»، تلعب مور دور ممثلة تسعى لاستعادة شبابها، من خلال مادة غامضة، لكن هذا الدور لم يكن عابراً، بل تجربة شعورية كاملة. فهذا الدور يعكس رحلة مور الحقيقية، حيث تتحول الأسئلة عن الشباب والجمال إلى بحث حقيقي عن الذات، وعن الرضا في المراحل المختلفة من العمر.
وبعيداً عن المثالية السطحية، تبنّت مور أسلوب حياة متوازناً، يركز على تناول الأطعمة النباتية، والعناية الداخلية، والتأمل، والكتابة كطقوس يومية، ولا تخجل من الاعتراف بأنها لا تزال تحتفظ بمتعتها الصغيرة في تناول مشروبها المفضل «ريد بول»، لأن التوازن، كما تقول، هو سر الاستمرار.
جمال لا يُنسى.. محطات مميزة في إطلالات ديمي مور:
-
ديمي مور: لا تقسوا على أجسادكم ولا تعاقبوها
إذا كان هناك ما يميز ديمي مور، فهو ذاك الحضور الطاغي، الذي لم يكن يومًا حكرًا على شبابها. فمنذ بداياتها في الثمانينيات، شكّل شعرها الأسود الطويل، المفروق من المنتصف، علامة فارقة في هويتها، لكنها لم تكن تخشى التغيير:
- 1986: أضافت غرة مستقيمة، أعطتها مظهرًا عصريًا.
- 1989: تسريحة «البيكسي» القصيرة فتحت لها أبواب الجرأة.
-
ديمي مور: لا تقسوا على أجسادكم ولا تعاقبوها
- 1990: قصة شعر «Ghost» أصبحت رمزًا كلاسيكيًا في تاريخ السينما.
- 1996: حلقت شعرها بالكامل في «G.I. Jane»، في خطوة جريئة أثارت الإعجاب.
- 2025: عادت إلى الساحة بتسريحة «بوب» جانبية جديدة، تعكس حيويتها المستمرة.
-
ديمي مور: لا تقسوا على أجسادكم ولا تعاقبوها
حضور دائم.. وإلهام مستمر:
بعيدًا عن الشعر والمظهر، لا تزال ديمي مور تدهش جمهورها بتفانيها في الفن، وتفردها في الاختيارات، فمن أدوار درامية قوية، إلى أفلام خيال علمي كوميدية، ومن آخر مشاركاتها كان مسلسل «Landman» بدور «كامي ميلر»؛ لتؤكد أنها لم تفقد شغفها، أو قدرتها على المفاجأة. ورحلة ديمي مور تلخص ما تحاول كثيرات من النساء التعبير عنه: «الجمال لا يُقاس بالسنوات، بل بالسلام الداخلي، وبالشجاعة، وبالاستعداد للتغيير». وإن كانت إطلالتها تتغير، فإن وهجها الداخلي يزداد ثباتًا، وصدقًا، كل عام.