#تحقيقات وحوارات
رحاب الشيخ 23 سبتمبر 2020
جمعت الشابة السعودية وصايف الحناكي (26 عاماً) بين مهنة الطب، حيث تعمل أخصائية علاج طبيعي، وتدريب اليوجا لتنشئ مشروعها الخاص في هذا المجال مع إحدى صديقاتها. لكن شغفها الكبير في مجال السفر والاستكشاف، قادها لأن تعمل مديرة برامج ورحلات سياحية داخلية مع إحدى شركات السفر والسياحة السعودية، فاستطاعت بذلك أن تحلق في عالم الترحال لتستكشف الأماكن السياحية في بلدها، وتنجز حلمها الذي ظل يراودها منذ نعومة أظافرها متخطية العقبات والتحديات. توضح وصايف في حوارها مع «زهرة الخليج» رحلتها مع الاستكشاف والسياحة وأبرز جولاتها داخل المملكة، وطموحها وما تصبو إلى تحقيقه في المستقبل، ونسألها:
• لماذا اخترت مجال السفر والترحال وأنت أخصائية علاج طبيعي وسيدة أعمال ومدربة يوجا؟ وما الرابط بين هذه المهن؟
- لدي شغف منذ الصغر بالسفر والترحال واكتشاف المناطق الجديدة. وعندما كان عمري 15 عاماً كنت أجلس أمام شاشة الكمبيوتر أتابع منتديات السفر والسياحة من أجل التخطيط المسبق للرحلات الصيفية، إذا كانت عائلتي ستقرر الذهاب إلى أحد الأماكن لقضاء فترة العطلة، وكنت أجد متعتي في البحث عن تلك الأماكن والقراءة عنها قبل الذهاب إليها. وكان شغفي نحو السفر يزداد مع الأيام والسنوات يوما تلو الآخر. أيضا أمارس رياضة اليوجا وأقوم بتدريب المجموعة خلال الرحلات الاستكشافية، ما يضفي عليها مزيداً من الاستمتاع بأوقات هادئة والشعور بالاسترخاء والراحة.
• هل واجهت صعوبات في تقبل المجتمع والمحيطين بك لفكرة ديمومة السفر والاستكشاف؟
- خوف عائلتي وحرصهم الزائد عليّ من القيام برحلات غير معروفة بالنسبة لهم، كان بالتأكيد إحدى الصعوبات التي واجهتني خلال مشوار رحلتي في مجال السفر والاستكشاف. لكن تلك الصعوبات تلاشت شيئاً فشيئاً، خاصة وأن الرحلات تكون ضمن مجموعات، وأحيانا مع العائلة. وأصبح اليوم وجود الشركات السياحية التي تنظم الرحلات، يسهل انتقال النساء للتعرف على الأماكن الجديدة، والقيام برحلات استكشافية لزيارة المملكة.
مبادرة جولان
• ماذا عن أولى جولاتك داخل المملكة؟
- قمت مع مجموعة من الرحالة وعشاق السفر، بإطلاق مبادرة (جولان) لاكتشاف المملكة العربية السعودية وتضاريسها، وعادات وتقاليد كل منطقة وما يوجد بها من آثار تاريخية، وكنا نذهب شهريا خلال العام الماضي لاكتشاف مدن جديدة وننطلق إليها وبدأنا بمنطقة العلا.
• ما الأماكن التي تشغل بالك زيارتها وستكون وجهتك القادمة في المستقبل القريب؟
- أتمنى اكتشاف المدن والقرى التي لم أزرها من قبل داخل المملكة مثل حائل، ومنطقة الجوف وصحراء الربع الخالي.
• ما أهم الأماكن التي قمت بزيارتها في المملكة ويجهلها الكثيرون؟
- جزيرة أملج التي يطلق عليها البعض (مالديف السعودية). زرتها عام 2018، وسعدت كثيرا هناك بنقاء الجو وصفاء الماء، لاسيما وقد كنا نشاهد قاع البحر بمنتهى الوضوح من شفافية المياه وروعتها، ووجود أماكن للغوص. وبالفعل مارسنا رياضة الغوص وكان منظر الشعاب المرجانية تحت الماء يسحر الألباب. أيضا زيارتي لشاطئ القحمة الذي يتميز بوجود الكثير من الجزر، كما ذهبنا إلى أبها واستمتعنا كثيرا برحلتنا هناك حيث الجبال السوداء بمنظرها الساحر.
• ما أصعب موقف تعرضت له خلال رحلاتك الاستكشافية؟
- عندما (غرزت) السيارة التي تقلنا خلال إحدى الرحلات الاستكشافية في سواحل شرما بمنطقة تبوك في صبخة طينية، وبقينا قرابة 5 ساعات هناك. والمشكلة هي أننا كنا مرتبطين بموعد الطائرة التي سوف تصطحبنا للعودة. لكن على الرغم من صعوبة هذه التجربة، إلا أننا شعرنا بمتعة كبيرة كونها أظهرت فينا تعاون الفريق الواحد، الكل يبذل قصارى جهده لتخطي الأزمة، وأنا على يقين أن المستكشفين ومحبي السفر والترحال قد يواجهون بعد التحديات والعوائق، والجميل أنها تترك في أنفسهم أثراً عظيماً لأنها تكسبهم مهارات وخبرات حياتية جديدة.
منتدى المغامرين
• ماذا عن روتين يومك في الفترة الحالية مع جائحة كورونا وفترات الحجر المنزلي؟
- فترة الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا، من أصعب الفترات التي مررت بها، خاصة مع شغفي الشديد بالترحال والسفر والتنقل من مكان إلى مكان، لكنني كنت أسافر يومياً حول العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأستمتع بمشاهدة الأفلام الوثائقية المتعلقة بالسفر وبرامج الرحلات الاستكشافية حول العالم. وشاركت مع زملائي بإطلاق منتدى المغامرين الافتراضي الأول، الذي جمع محبي السفر والترحال وتسلق الجبال، وكنا نلتقي من خلال تطبيق زووم لتبادل أطراف الحديث حول الموضوعات التي تجمعنا، وقصص ملهمة لمتسلقين ومستكشفين حققوا إنجازات في حياتهم لنستفيد من خبراتهم.
• ما طموحاتك المستقبلية التي لم تتحقق بعد؟
- أتمنى أن تكون المملكة العربية السعودية الوجهة السياحية الأولى حول العالم، فالسياحة في بلدنا تسحر العقول وتخطف الألباب، وأرجو أن يزداد الطلب على تيسير البرامج والفعاليات والأنشطة للمقيمين والسائحين من مختلف بقاع الأرض، للتعرف على جمال المملكة والاستمتاع بزيارتها ومشاهدة جمال قمم الجبال وروعة الجزر والمياه الرقراقة والشواطئ الساحرة، أيضا الغابات والحدائق والآثار التاريخية والصحراء الشاسعة ورمالها الذهبية التي تسحر الألباب، فضلا عن الحرمين الشريفين أشرف بقاع الأرض.
سحر المـــــــــدينة
تؤكد الرحالة السعودية وصايف الحناكي، أن سفرها الدائم جعل منها شخصية قيادية طموحة، محبة للتواصل بين الشعوب وتكوين الصداقات مع مختلف الناس، والتعرف على ثقافاتهم وعاداتهم واكتساب الكثير من الخبرات والمهارات الحياتية. وعن أجمل الأماكن التي زارتها وبقيت لاصقة في ذاكرتها، تقول: «زيارتي الأولى للمدينة المنورة، ففيها سحر غريب، كان معنا مرشد سياحي عرفنا على قصة جبل أحد وغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، ولن أنسى أبدا لحظات الغروب في تلك المنطقة وروحانيات المكان».