#تحقيقات وحوارات
كارمن العسيلي 22 سبتمبر 2020
منذ سن الخامسة، راود ياسمين الميمني حلم قيادة الطائرات وارتداء الزي الرسمي لكابتن الطائرة، وعيش حياتهم المليئة بالإثارة والسفر. وفي سن الـ20 حصلت على إجازة طيار جوي من الأردن، ثم سافرت إلى أميركا لإكمال دراستها وعادت إلى وطنها عام 2013، لتعمل وتحجز لنفسها مكاناً في قمرة الطائرة تتطلع من خلاله للتحليق إلى مسافات أبعد من أحلامها. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تكشف أول سعودية تعمل بمنصب مساعد طيار تجاري عن رحلتها وحلمها الذي تحقق.
• كيف تصفين رحلتك منذ بداية دراستك، وصولاً إلى أن تكوني مساعدة طيار في المجال التجاري؟
- طريقي لم تكن معبدة بالزهور، لكن بفضل إصراري ومثابرتي على تحقيق حلمي، نجحت في تخطي العوائق وتذليل الصعوبات، التي أبقتني ثماني سنوات بعيدة عن قيادة الطائرة، رغم حصولي على كافة التراخيص المطلوبة.
عوائق وظروف
• ما أبرز العوائق التي واجهتها؟
- لن أخوض في التفاصيل، لكن ما يمكنني قوله إن جزءاً منها كان له علاقة بمشاكل عائلية، والجزء الآخر بالأوضاع والظروف التي كانت تؤثر في حياة المرأة السعودية، في الفترة الماضية قبل وضع رؤية 2030.
• من شجعك على متابعة حلمك وقدم لك الدعم في مشوارك؟
- كان لوالدي ووالدتي الدور الأكبر في تشجيعي ودعمي على ملاحقة حلمي. وبفضلهما سافرت إلى أميركا عام 2012 لإكمال دراستي التي بدأتها في الأردن، ونيلي إجازة الطيران، بالإضافة إلى حصولي على ترخيص مزاولة مهنة التدريب على الطيران أرضاً وليس جواً من أميركا.
• ما الخطوة التي اتخذتيها فور عودتك للسعودية؟
- عام 2019، حصلت على لقب مساعد كابتن طائرة في إحدى شركات الطيران التجاري في السعودية، وذلك بعد فترة من البحث عن عمل من دون جدوى، لأن أحداً لم يكن يرغب في توظيف امرأة برتبة قائد طائرة، وافقت على العمل بداية كمسؤولة عن تبديل أوراق إرشادات السلامة على متن الطائرة فقط من أجل البقاء قريبة من الطائرات، ووصلت في نهاية المطاف إلى قمرة الطائرة، على أمل أن أنال لقب كابتن طائرة خلال سنوات قليلة.
• كيف ينظر السعوديون إلى المرأة كابتن طائرة؟
- لم أتوقع أن أحظى بكل هذا الدعم والتشجيع، كنت أعتقد أنني سأتعرض للانتقاد، إلا أنني تفاجأت بحصول العكس تماماً، وأخص بالذكر هنا سكان مدينة حائل وهي مدينة محافظة نوعاً ما، الذين قدموا لي الدعم الكامل في أول رحلة قمت بها كمساعد طيار، وكانوا يرسلون لي باقات الزهور كنوع من التقدير والتشجيع.
تحليق جوي
• هل يؤثر التحليق بين السماء والأرض لساعات طويلة على أسلوب حياتك، وما هي أجمل اللحظات بالنسبة لك؟
- حالياً أطير برحلات داخل السعودية وذلك وفقاً لسياسة الشركة التي أعمل لديها، وأحرص بالتالي على تنظيم ساعات الطيران، بحيث أوازن ما بين حياتي الخاصة والعملية. وطبيعة عملنا تتطلب منا أن نحظى بثماني ساعات نوم يومياً، وهو ما أحاول توفيره إلى جانب ممارسة الرياضة التي تساعدني على الحفاظ على لياقتي البدنية. أما بالنسبة إلى أجمل اللحظات، فهي لحظة إعلامي أنه لدي رحلة طيران في اليوم التالي، شعور جميل جداً ينتابني لأنني سأكون فوق السحاب.
• هل ترين أن الظروف باتت أسهل اليوم بالنسبة إلى السعوديات الراغبات في تعلم الطيران؟
- بالتأكيد، فاليوم وبفضل رؤية قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، باتت المرأة قادرة على التحرك بحرية أكبر وتحقيق أحلامها بطلب العلم في شتى المجالات، والعمل في المجال الذي ترغب فيه، بعد أن أزيلت القيود التي كانت مفروضة عليها، كما فتحت أمامها الأبواب التي كانت في الماضي مغلقة في وجهها، مع تطبيق المملكة مجموعة من الإصلاحات الجديدة التي تهدف إلى تمكين المرأة السعودية وتحقيق المساواة بين الجنسين.
• ما الرسالة التي توجهيها إلى المرأة بمناسبة اليوم الوطني؟
- أولاً، أريد أن أوجه تحية كبيرة وشكر من الأعماق إلى قيادتنا التي وضعت رؤية 2030، ثانياً، على المرأة السعودية أن تعمل على تطوير نفسها واستغلال الفرص المتاحة لها اليوم وعدم التفريط بها، وهي الفرص ذاتها التي تمنيت لو أنها كانت متوفرة لي قبل عشر سنوات. من الطبيعي أن تواجهنا صعوبات وعوائق، فالحياة ليست بالسهولة التي نتخيلها، لكن على النساء السعوديات ألا يستسلمن ويثابرن لتحقيق أحلامهن.
سيرة رائـــدة
ياسمين محمد الميمني، أول امرأة من المملكة العربية السعودية تُصبح مساعد طيار في المجال التجاري. حصلت على رخصة الطيار التجاري من إدارة الطيران الفيدرالية في أميركا عام 2013، ثم حازت رخصة الهيئة العامة للطيران المدني، وأصبحت أول رائدة طيران تجاري في عام 2019. وكانت أول رحلة رسمية لها في 9 يونيو 2019 مع نسما للطيران.