#ثقافة وفنون
يحيى مفرح 29 أكتوبر 2019
أطلقت المملكة العربية السعودية، قبل عامين، حزمة من المشاريع التطويرية للنهوض بمستوى الحياة في البلاد، من أهمها وأبرزها مشروع التحول الوطني 2016-2020، ومن برامج هذا المشروع برنامج «جودة الحياة» الذي دشنت فعالياته في أواخر العام الماضي وما زال البرنامج ساري المفعول.
في حفل افتتاح برنامج «جودة الحياة» في العاصمة الرياض، قدم البرنامج عبر فريق العمل ملامح عدة من الأهداف من أجل حياة أفضل، من أبرزها تحسين صحة البيئة الاجتماعية، توظيف الوعي المجتمعي، توفير المناشط والفعاليات التي من شأنها تلبية احتياجات الشارع السعودي وصولاً وتحقيقاً لمجتمع أفضل إيجابية. وتضمن الحفل صوراً وملامح لمحتوى معاصر يتضمن سمات تكوين العوامل الرئيسية التي تتشكل منها هويتنا الاجتماعية.
إن الحكومة السعودية قد فعلت خيراً بتوفير ملامح الحياة المعاصرة، التي باتت من أهم المطالب الاجتماعية عطفاً على وجود نسبة عالية من الشباب يمثلون السواد الأعظم من السكان، وما هو متاح لدى الآخرين جيراناً وأشقاء وأصدقاء.
وفي ظل ما تقدم فإن المملكة العربية السعودية تملك ثروة فنية وثقافية ضخمة جداً في الإمكان استثمارها لتصبح مصادر قوية للاقتصاد الوطني، وهو ما أدركته الحكومة السعودية وراهنت عليه، لذلك فإن برنامج «جودة الحياة» الذي يعتبر أحد مخرجات مشروع التحول الوطني، هو خطاب إنساني لإنعاش الإحساس بالحياة وهدف كبير من أجل حياة أفضل بغية الوصول إلى الهدف الأسمى وهو مشروع الوطن الكبير «رؤية 2030» المخطط له من أجل القفز بالبلاد من دولة نامية إلى دولة مدنية ذات مكون حضاري وتاريخي وسياسي وفقاً لمعطياتها قادرة على أن تكون من دول العالم المتقدم.
وبالنظر إلى العمل النهضوي والتنموي الذي قطعته المملكة العربية السعودية في السنوات الماضية، قد طالت كافة أوجه الحياة ومناحيها ما عدا قطاع الفنون والثقافة الذي أهمل ولم يظهر بكامل هويته، ومن هذا المنطلق جاء الرهان الحقيقي على تضمين كافة المشاريع السعودية الحديثة في العهد الحالي بالعمل على توظيف المقدرات الفنية والثقافية الوطنية لتوفير حياة إيجابية وتوطين لغة الجمال والرقي والتحضر بين شرائح المجتمع.
اللافت للنظر أن الكثير من المراقبين للشأن السعودي كانوا يتوقعون ردود فعل سلبية تجاه هذه القفزة التي قامت بها الحكومة السعودية، وأن معارضيها سيفوزون، بيد أن المجتمع السعودي كان الحصان الأسود في هذا الأمر، فقد رحب المجتمع بأطيافه كافة، بما تقدمه الدولة من جهود ومشاريع وبرامج لمصلحة الحياة الاجتماعية السليمة، وقد جاء رد الفعل مترجماً لمستوى الوعي الذي بات يتمتع به المواطن السعودي، الذي يملك مستوى تعليمياً عالياً ولديه دربة كبيرة في التعامل مع مثل هذا المحتوى من البرامج الهادفة، لتوطين السلوك الحضاري والمدني، أسوة بما يتوافر لدى الشعوب الأخرى في العالم. وهو ما عزز الثقة لدى قطاعات الدولة ومؤسساتها وخلق ارتياحاً ملموساً، نتجت عنه سعادة غامرة وحماسة قوية للمضي قدماً في مشاريع النهوض بالحياة في الشارع السعودي، وتزامنت هذه البرامج والمشاريع مع صدور أنظمة وقرارات أخرى، من شأنها خلق نوافذ جديدة وفتح النوافذ المغلقة داخل المجتمع السعودي، لتوفير مساحة شاسعة لاستنشاق الحياة والاستمتاع بها كي تعم السعادة شرايين الحياة وأوردتها، والمتابع لتلك النقلة النوعية من برنامج جودة الحياة، هو توفير هذه البرامج في كافة محافظات ومناطق وهجر وقرى المملكة العربية السعودية، وسط حفاوة الأهالي والمواطنين الذين باتوا يتابعون المنصات الإعلامية، وبرامج التواصل الاجتماعي لمعرفة الفعاليات والأنشطة من أجل الحضور، لاسيما أن هذه البرامج منوعة وموجهة لكافة أفراد الأسرة صغاراً وكباراً، ومجدولة زمنياً إذ ما عليك سوى ضبط جدول الوقت لديك وفقاً لهذه الفعاليات من أجل حياة إيجابية.