إبراهيم علي 6 نوفمبر 2018
هي سليلة أكبر الأسر السياسية في باكستان، والسيدة الأولى التي تصل إلى رئاسة الوزارة في بلد إسلامي تحكمت فيه التقلبات والانقلابات والعنف، منذ استقلاله عن الهند. ولدت بينظير بوتو في كراتشي عام 1953، وهي أكبر أنجال رئيس الوزراء، ذو الفقار علي بوتو. درست في بلادها قبل أن تنتقل لإكمال تعليمها في الولايات المتحدة، ثم بريطانيا، حيث التحقت بجامعة أوكسفورد العريقة.
اضطرت بينظير لاقتحام العمل السياسي من أوسع أبوابه، بعد إعدام والدها عام 1978 على يد الجنرال ضياء الحق، الذي قاد انقلاباً عسكرياً. أضحت بينظير، النازفة، جراء مقتل والدها على ذلك النحو الشنيع، أضحت زعيمة لحزب الشعب، قبل أن تصبح رئيسة للوزراء عام 1988 بعد ذهاب ضياء الحق.
المآسي لم تبارح منزل بوتو، فلم يمضِ عامان على إعدام ذو الفقار، حتى لحق به ابنه شاهناواز على نحو غامض، وسرت شائعات بتسميمه، بينما قتل الابن الآخر، معتز، في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة عام 1996. وقبل ذلك عادت بينظير من منفاها البريطاني، بعد فترة إقامة جبرية في بلادها عام 1986، لتقود حملة للمطالبة بإجراء انتخابات عامة في البلاد، ولم يتحقق ذلك إلا بعد مقتل الجنرال محمد ضياء الحق بحادث تحطم طائرة.
خسرت بينظير السلطة عام 1990، لتبدأ سلسلة من الادعاءات القانونية تتهمها بسوء استخدام السلطة، فاختارت بوتو المنفى مرة أخرى، وحكم عليها في بلادها، غيابياً، بالسجن ثلاثة أعوام في 1990 على خلفية اتهامات بالفساد، لكن المثير أنه أعيد انتخابها ثانية عام 1993 رئيسة للوزراء، وغادرت السلطة ثانية عام 1996.
وكانت بوتو، قد تزوجت وسط هذه الحياة المتقلبة والفواجع الأسرية، من آصف زرداري عام 1987، ولها ابن هو بلاوال، وابنتان هما أصيفة وباختوار.
بوتو التي ترى أن «الشعب الذي يتمتع بالديمقراطية، حقوق الإنسان والفرص الاقتصادية، سوف يدير ظهره للإرهاب»، لقيت حتفها بطريقة بشعة عام ،2007 في جريمة يلفها الغموض. ففي ذلك العام، تم استهداف تجمع انتخابي لها، قريباً من العاصمة إسلام أباد، بواسطة انتحاري أطلق الرصاص عليها قبل أن يفجر نفسه، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى، لتعم الفوضى أرجاء البلاد، وسط اتهامات للرئيس برويز مشرف بأنه لم يوفر لها الحماية الكافية، على الرغم من التهديدات على حياتها. وجهت أصابع الاتهام لتنظيم القاعدة، لكن الغموض ازداد بعد اغتيال المدعي العام الباكستاني وهو في طريقه لاستجواب الرئيس السابق مشرف، وقبل أيام قليلة على الانتخابات العامة.
مضت بوتو مخلفة سيرة عريضة، ربما عناوينها الأبرز، الألم والفواجع على مستوى الأسرة، والإقامة الجبرية والمنافي، والزعامة السياسية المطلقة، بل وزعامة البلاد، والمصير القاتم، علاوة على الاتهامات بسوء استغلال السلطة والثراء، والطموح الذي لا تحده حدود.