فاطمة العمرو 30 سبتمبر 2018
أثبتت المرأة السعودية وجودها في عالم الفروسية، من خلال مُشاركتها في بطولات دولية ومحلية عديدة، وتحقيقها عدداً من الإنجازات. لكن فارسات المملكة العربية السعودية، يَشْكون من قلة الاهتمام التي يُصادفنها في غمار تحضيرهنّ للمشاركة في بطولات «قفز الحواجز» التي برعت بها فارسات المملكة. «زهرة الخليج» تحدّثت مع عدد من الفارسات اللّاتي طالبن بتطوير الرياضة، وإقامة بطولات خاصة تحت مظلة (الاتحاد السعودي).
تقول الفارسة سارة الشريف، إنها اختارت رياضة الفروسية لـمَـا فيها من التحدّي وقوّة العقل والقلب معاً، ولأنها من الشخصيات المندفعة على حد قولها، ومُحبّة للمغامرة، فإنها تَعتبر الخيل من الحيوانات المفضلة لديها، وهذا شجّعها على خوض هذه الرياضة والتميّز فيها، ما أهّلها تالياً للمشاركة في بطولات محلية عديدة. وتختتم سارة الشريف بالقول: «نأمل بأن يكون هنالك اهتمام بالفارسات ودعمهنّ، وتبنّي الموهوبات منهن للمشاركة في البطولات الخارجية، تحت مُسمّى (الاتحاد السعودي للفروسية)، وأيضاً تطوير رياضة الفروسية في المملكة، لأننا نفتقد المدربين الأكفاء لهذه الرياضة».
بطولات خارجية
بدورها، تُطالب الفارسة دعاء فيض، التي حصلت على المركز الأول في عدد من البطولات، بأن تُقام بطولات خاصة بفارسات المملكة تحت مظلة (الاتحاد السعودي للفروسية)، بضوابط شرعية، كما تأمل الاهتمام بأندية الفروسية ودعمها، لتستطيع المرأة المشاركة خارج المملكة. وعن مَدَى إقبال السعوديات على ركوب الخيل، تُعلّق الفارسة ميار بافقيه قائلة: «كان إقبال السعوديات على ركوب الخيل قليلاً جداً، وكان مجتمعنا لا يتقبّل هذه الرياضة للفتيات بسبب خطورتها، ومع مُرور الوقت بدأ مجتمعنا يتقبّلها كرياضة ومهنة، لاسيما مع الجهد القوي والتدريب المكثف، الأمر الذي جعل الكثير من الفارسات يُثبتن مهاراتهن في قفز الحواجز». تُضيف بافقيه: «نطالب بمزيد من الدعم والاهتمام، فرياضة الفروسية أصبح الإقبال عليها من قبل الفتيات لافتاً، وصار للفارسات مستقبلاً ناجحاً في مجال «قفز الحواجز». فهي ليست رياضة ومتعة فقط، بل احتراف وإصرار».
الممارسة مطلوبة
وتعتبر الفارسة، وأوّل مُصوّرة متخصصة بتصوير الخيول في السعودية، والمالكة لثلاث خيول، سجى عريجة، أن تجاربها وحكاياتها مع الخيول كثيرة، ما دامت ارتبطت بها عشقاً وجنوناً، مُشيرةً إلى أن المواقف معها لا تنتهي، تقول: «شاركنا بـ«خَيْل» لنا في بطولة جَمال الخيول، فحقّق نتيجة لا بأس بها، وكانت تكفيني تجربة المشاركة، التي هي في حد ذاتها تجربة رائعة لا تُنسى». وعن الصعوبات التي تواجه الفارسات، تؤكد أريج شفي، «أنها بحاجة إلى تدريب في مُمارسة الفروسية، خصوصاً في «قفز الحواجز»، مُشيرةً إلى أنه تم في وقت قريب مَنْح العضوية في (الاتحاد السعودي للفروسية)، من دون أن يجدن الفارسات الدعم أو تمكينهنّ من المشاركة في البطولات».
نقص المدربات
في السياق ذاته، انتقدت الفارسة السعودية المخضرمة أروى مطبقاني، أول سعودية تدخُل التاريخ الرياضي في المملكة، وتحصل على عضوية الاتحادات الرياضية المحلية والدولية في رياضة الفروسية، بعض الفارسات اللاتي يَمْتهنّ رياضة الفروسية لمرّة أو مرّتين، ويُطلقن على أنفسهن لقب فارسات، ويُطالبن ببطولة من دون تدريب، مُشيرةً إلى أن الفروسية مُمارَسة وعلْم. مؤكدةً «أن الصعوبات التي تواجه الفارسة السعودية لا تختلف كثيراً عن زميلها، ويَكمُن الاختلاف في عدم وجود إقبال كبير على هذه المهنة من قبل الفتيات، وما تُعانيه بعض «الإسطبلات» النسائية من نقص المدرّبات المؤهَّلات».
وتستطرد قائلة: «تُعتبر الفروسية رياضة مُهمّة وعريقة، وقد نجحنا فيها، ولكن في السنوات الأربع الأخيرة، رجعت الرياضة إلى الوراء، بسبب المجاملات وخوف الناس من كلمة الحق، ووضع الأشخاص غير المناسبين في أماكن مهمة في (الاتحاد السعودي)، ويحتاجون إلى الجرأة. وللأسف لم نتقدّم خطوة واحدة إلى الأمام». وتختتم أروى مطبقاني كلامها مُتسائلة عن «ميزانية الاتحاد التي تختفي، ولماذا لا يحصل الفرسان على أي مبلغ في المقابل؟ مُقارنة باتحادات بعض الدول التي تتكفّل لفرسانها بالمصاريف كافّة».