التجاعيد هي خطوط دقيقة وواضحة تظهر على سطح البشرة، حول العينين وتحتهما وحول الفم والشفتين وعند أطراف الأنف، ويمكن أن نقسمها إلى نوعين، التجاعيد التعبيرية والتجاعيد غير التعبيرية.
التجاعيد التعبيرية، لا علاقة لها بالعمر أو ترهّل البشرة إنما بالوراثة وطبيعة البشرة، واستخدام صاحبها تعابير وجهه بشكل كبير. وهذه التعابير في حال تُركت من دون علاج ولوقت طويل، تتحول إلى تجاعيد دائمة وواضحة وتصبح علامة من علامات التقدم في العمر، بسبب تضاعف تأثيرها ووضوحها لتُراجع الكولاجين المرتبط بالتقدم في العمر وتراجُع النسيج الدهني تحت الجلد. والتجاعيد حول الفم تعود للأسباب نفسها، حيث نستطيع أن نرى خطوطاً على حوافي الشفاه، وهذه الخطوط ناعمة وصغيرة، وسببها أيضاً التقدم في العمر وتراجُع الكولاجين من تحت الجلد. في حين أن الخطوط الموجودة على أطراف الفم، فهي مرتبطة بشكل الوجه، لذا لا نستغرب أن نراها بوضوح عند الصغار في العمر، بينما يرتبط ظهورها عند المتقدمين في السن وعُمقها، بتهدُّل جلد الوجه وتراجُع الكولاجين.
علاج تجاعيد العين هو الـ (Botox) بشكل أساسي، والأفضل أن يُبدأ باستخدامه في المراحل المبكرة، أو كما ذكرنا سابقاً عندما تكون تجاعيد تعبيرية، وقبل أن تتحول إلى دائمة وعميقة ويُصاب الجلد بالضمور. وفي الحالات الشديدة يمكن أن نستفيد من حقن الفيلر البسيط أو المخفّف تحت الجلد، ليرطب البشرة ويُعيد لها النضارة ويُحسّن التجاعيد، من دون أن يوقف العضلات عن الحركة. علماً بأن هناك حالات أخرى نحتاج فيها إلى المزج بين تقنية البوتوكس وحقن الفيلر في آنٍ واحد، لعلاج تجاعيد العين.
وبالنسبة إلى علاج التجاعيد حول الفم، يكون العلاج الأساسي هو حقن الفيلر، عندما يتعلق الأمر بالخطوط الرفيعة والناعمة حول الشفاه، كما يمكن أيضاً استخدام البوتوكس. أما في حالة وجود التجاعيد الكبيرة على أطراف الأنف، فيجب أن تعالج بحقن الفيلر ولكن ليس بالطريقة المباشرة، أي لا يتم حقن المكان بالفيلر إنما في مناطق أبعد، لأن سبب هذه التجاعيد هو تهدّل العضلات وتهدل النسيج الشحمي ونزول الجلد بسبب الجاذبية إلى الأسفل، وبالتالي يكون علينا أن نرفع الجلد ونشده بحقن الفيلر في أماكن هي مسؤولة عن التجاعيد، وهي تقنية لعلاج مكان الخلل لا النتيجة. كما لا يمكن تحديد العمر المناسب للعلاج، فالمسألة ترتبط بظهور التجاعيد وحالتها. هناك أشخاص في الـ20 من أعمارهم يحتاجون إلى العلاج، لأنهم خسروا أوزانهم الزائدة وتراجعت الدهون من طبقات جلدهم، فظهرت التجاعيد بوضوح. من ناحية أخرى، نعرف أن موضوع الوراثة يلعب دوراً كبيراً مع أصحاب الجلد الرقيق الذين يستعملون عضلاتهم التعبيرية إلى حد كبير. في المقابل نجد أشخاصاً يصلون إلى سن الـ60 عاماً، ولا نرى تجاعيد تُذكر على وجوههم.
حالات لا تستوجب البوتوكس نذكر أن هناك حالات تعاني فيها المريضة مشكلات في الأعصاب أو هي لا تحب استخدام تقنية البوتوكس، وتفضّل استخدام العلاج الجذري أو النظامي وهو العلاج غير التجميلي. ويقوم هذا العلاج الطبيعي على استخدام تقنية الأمواج الكهرومغناطيسية أو RADIO FREQUENCY، والتقشير السطحي سواء أكان بالليزر أم الكيميائي أم المزج بين الاثنين، لتحفيز الكولاجين وغلق التجاعيد على المدى الطويل، بحيث يستعيد الجلد نضارته ذاتياً. كما يمكن استخدام تقنيات أخرى مثل الوخز بالحقن وغيرها للغرض عينه وبعيداً عن البوتوكس والفيلر. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقنيات هي لتحسين حالة التجاعيد بنسبة 30 إلى 40%، ولا تعطي النتائج التي يعطيها البوتوكس والفيلر.
يُفضّل علاج التجاعيد مع بداية ظهورها وبأسرع ما يمكن، حيث تستخدم تقنية البوتوكس في العلاج كل ستة أشهر على الأقل، وإذا أحبّت المريضة أن تُجريه كل عام فلا مشكلة في ذلك. مع التشديد على العناية اليومية بالبشرة، ننصح باللجوء إلى حقن الفيلر بطريقة صحيحة بمجرّد ظهور الترهّل، واتّباع التقنيات الحديثة، لأن القديمة باتت خاطئة نوعاً ما.