لاما عزت 11 يونيو 2018
هبة البكري شابة سعودية مبدعة أطلقت مع شريكين لبنانيين آخرين، هما معتصم البابا ومروان معلوف، شركة متخصصة في تنظيم الاحتفالات الإبداعيّة واسعة النطاق، وفي جعبتها مشاريع رائعة عديدة آخرها كان التصميم الجديد لمجلس مدينة جميرا. التقيناها وكان هذا الحوار. • هل لك أن تلخصي لنا دورك في الشركة؟ - أهتم بوضع الرؤى الشاملة وتصميم المفاهيم المتعلقة بكل مشروع، وبمواكبة احتياجات العملاء. وأقود فريقاً كبيراً من الموظفين الخبراء والحرفيين التجاريين مثل النجارين ومتخصصي الأشغال المعدنية والمصنّعين. وأعمل على المواءمة بين جهود البائعين والشركاء والمتعاونين خلال جميع الخطوات النوعيّة والتفصيلية التي تتخذها شركتنا Designlab Experience. • كيف دخلت عالم تنظيم وإنتاج ديكورات الأحداث والمناسبات والمشاريع الكبرى؟ - لطاما كنت مع شريكيّ معتصم ومروان مفتونين بإيجاد طرق مختلفة لتحويل المحيط المكاني، وإيجاد جو لا يُنسى لضيوفنا. ومنذ أن تزوجت، بات كل عشاء أنظمه يشكل تحدياً جديداً، فكنت أستمتع بتجميع الأشياء بطريقة فريدة ومبتكرة. عام 2004، تزوجت أختي فتوليت عملية تصميم مفهوم حفل زفافها الذي نظم في جدة كجزء من مساعدتها. فأتت ردود الفعل إيجابية بشكل كبير. وعلى الرغم من أنني لم أكن أرغب في الاستمرار في الأمر كمهنة، فقد اقتربت مني شابة مقبلة على الزواج في حفل زفاف أختي، وطلبت مني تصميم حفل زفافها في البحرين، فوافقت. هكذا أصبح أول مشروع لي في البحرين لعروسين سعوديين بحضور 800 ضيف في مارس 2005، بداية رحلتي في هذا المجال. • إلى ماذا كنتم تهدفون عندما بدأتم أعمالكم؟ - كان هدفنا دائماً تحويل المساحات بطريقة فريدة لخلق تجارب لا تُنسى، وتؤثر في الضيوف بصرياً وعاطفيا. وفي كل مشروع ننفذه كنت أتعلم وأحث نفسي على الابتكار والقيام بشيء مختلف في المشروع التالي. في عام 2007، تعرفت إلى شريكيّ في العمل معتصم البابا ومروان معلوف، اللذين عرفا بابتكارهما لأكثر المشاريع تأثيراً والتي أعجبتني كثيراً. حينها أصبحت أكثر وعياً بالصناعة واللاعبين الرئيسيين بها، فحصل اللقاء بيننا وقرّرنا العمل معاً على أحد المشاريع. ومنذ ذلك اليوم انطلقت تجربة Designlab Experience. • في رأيك، كيف غيّرتم من خلال عملكم طريقة النظر إلى إنتاج المشاريع؟ - كان هدفنا تحويل المناسبات والأحداث إلى رحلات فنية تتحدّى التقاليد والأعراف السائدة، وتسخّر قوة الابتكار، فكنا نتعامل مع كل مشروع بشكل مختلف. كنا مع كل عميل وكل مساحة نخرج بنتيجة مختلفة. شعرنا بالحاجة إلى ابتكار واستحداث طرق جديدة وغير اعتيادية للتعامل مع المساحات. وهذا كان التحدي الذي واجهناه. نجحنا في تحقيق الهدف عبر اتخاذنا الخطوات المناسبة لابتكار صور ومفاهيم مختلفة، أحدثت تأثيراً كبيراً، وهو ما كان يبدو جلياً على الضيوف. • كيف دمجتم الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي في مجلس مدينة جميرا مثلاً؟ تحتاج المساحات المألوفة والشاسعة، مثل مسرح مدينة جميرا، حيث يقام المجلس للسنة الثامنة، إلى تصميمها وتحويلها بشكل فريد. سمح لنا دمج التصميم الداخلي والهندسة المعمارية بمعالجة المساحة بطريقة أكثر إلماماً بما يحتاجه الضيوف في مجلس رمضاني بشكل مؤقت، مع إيجاد حلول تصميم تعطي المظهر المطلوب. أعطت الأقواس التي تشكل جزءاً كبيراً من العمارة الإسلامية جنباً إلى جنب مع تصميم الفناء الاتجاه الرئيسي للمكان. ثم أردنا أن نزود مساحة المجلس المفتوحة الخالية من العوائق والعقبات بالإنارة الكافية، مع إعطاء الخصوصية الكافية لمرتادي هذا المجلس للاستمتاع بصحبة من يجلسون معهم من عائلة وأصدقاء وضيوف. هذا وتسمح الأقواس المجزأة ذات النسيج المطبوع شبه الشفاف والقطع الليزرية بتقسيم المساحة بسهولة. سمح لنا التعامل مع المساحة من منظور معماري بأن نفكر بشكل أكبر و"خارج الصندوق"، فاستخدمنا موارد غير محدودة، مما جعلنا مع كل مشروع ندفع بالتصميم إلى مستويات جديدة خارجة عن الحدود المرسومة. • كيف تبرز مشاريعكم وفعالياتكم وتنافس باقي المشاريع التي تنفذها الشركات الأخرى؟ - نركز دائماً على ما يمكننا تنفيذه وفعله بشكل مختلف في كل مرة، ونحاول ألا يكون مستهلكاً ولا مكرراً كما يفعل الآخرون. هدفنا هو تحدي أنفسنا مع كل تصميم جديد. نحب أن نستوحي من المهندسين المعماريين والفنانين وفناني التثبيت الذين يؤثرون في الأمكنة ويحيكون فيها نهجهم وأسلوبهم. يهدف المجلس إلى الجمع بين الناس في جو متناغم، والألوان اختيرت بهدف جعل الموقع مريحاً ودافئاً. • إن دمج مواد مختلفة أمر نشاهده بشكل متكرر في مشاريعكم، من أين تستقون كل هذا؟ - يفتح البحث، الذي يؤدي إلى تصميم ما، طرقاً مختلفة لابتكار الخيال أو الخدع البصرية. تسهم خلفية معتصم البابا في المسرح إسهاماً واضحاً في المواد والمنسوجات التي نستخدمها وكيفية تأثير تفاعلها في الموقع. يتم اختبار كل لون ومادة مرات عدة، سواء في عرض، أم في نماذج بالأحجام الطبيعية. ومن أهم مواطن قوّتنا العثور على الجرعة الصحيحة عند الجمع بين المواد، وخلط النسيج لمنحنا أفضل النتائج في الموقع. • كم تستغرق العملية الإنتاجية بدءاً من الفكرة أو المفهوم إلى التنفيذ؟ - تستغرق عموماً من ثلاثة إلى ستة أشهر. يلعب اختيار المواد ووقت التصنيع دوراً كبيراً في تحديد هذه المدة. كما أن عملية التصميم نفسها يمكن أن تستغرق ما بين أسبوعين وخمسة أسابيع. إن متابعة العينات ووضع اللمسات على مجموعة العناصر، وإنشاء جميع الرسومات التنفيذية الضرورية التي تقسم المشروع إلى أجزاء، ثم نقلها إلى الموقع لإخراجها مع بعضها البعض مجدداً، يشكل هو أيضاً عاملاً مهماً في العملية الإنتاجية.