لاما عزت 11 يونيو 2018
كلمة الحرية من الكلمات الجميلة بفرديتها، ويضاف إليها جمال المعنى إذا تجلت الحرية بأبهى صورها، دون أي تشويه ممن يرون في حرية الآخر نقصاً لحريتهم، كما أن نجاح الآخر هو تقليل لنجاحاتنا. هناك حديث طويل حول الحرية المناقضة للعبودية، وهي الولادة الأولى للإنسان حين ولد حراً، وأعرف أن للحرية ثوباً طويلاً يتسع للكثير من الحريات، التي تكون قاسماً في حياتنا، حتى أصبحت الكثير من المسميات أشبه ما تكون بعناوين لكتب أو لدراسات، مثال ذلك: حرية التعبير وحرية الشعوب وحرية الإنسان وحرية الفكر، وهي التي أريد مشاركتكم الحديث عنها. يتحدث الكل عن إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي، ومن النادر أن نسمع من يتناول الجانب السلبي، ولأن المجتمعات العربية ناشئة على حرية التعبير وتكاد تكون منعدمة من حرية الفكر، فإن هناك من يرى أنه يستطيع أن يصادر أي رأي أو فكرة بمجرد الهجوم المنسق، على مفكر عربي، مهما نختلف أو نتفق معه. إن حرية التعبير التي كفلتها لك وسيلة التواصل، لم يكن ضمن أخلاقياتها أن تمنحك مصادرة فكر الآخرين، وأن تكون دون أن تدري ضمن مجموعة ظلامية، ما زالت تعتقد بأسلوبها العقيم من خلال إثارة المجتمع نحو قضية ما، وأقوى تلك الحصون هو الدين، فحين ينبري شخص ليدعي أنه سيدافع عن الدين مقابل أي مفكر عربي يقول رأياً، كفلته له أخلاقيات الحوار وحرية المعتقد وحرية الفكر، حين أمرنا الله بأن نتعقل آياته، معاتباً ومتسائلاً أفلا تعقلون؟ إن الدين محفوظ في صدور الناس قبل كتبهم، وإن المجتمع يشكل حصناً لعاداته وتقاليده، فقد يحدث بعض التغيير لتطور المجتمع، وهذا أمر محبب ولكنه يبقي على ركائزه دون وصاية من أحد، فالمواطن الخليجي يرتدي لباسه الخليجي برغبة منه وليس بأمر، رغم توافر جميع الألبسة الأخرى، وما زال يتلذذ بوجباته الخليجية رغم توافر البدائل. يجب على كل إنسان أن يحترم حرية الفكر، وألا يعتقد أن من يخالفه يسعى وراء تدميره، وجميع ما نراه من تطور في المجتمعات العالمية، نشأ من خلال حوار حضاري وتبادل فكري، ومن لا يريد للآخر أن يفكر فهذا يحمل فكرة خاصة به أو بجماعة ينتمي إليها، ويخططون بوعي بينما عامة الناس تنساق ببراءة وراءهم، فيصدق فيهم قول الشاعر: ودعْ ضميرك يحذرْ من براءته ففي البراءاتِ مدعاةٌ إلى الزللِ
شعر:
صرخَ الحقُّ بهم فانهزموا منذ وثبت الآن والحرفُ فمُ كنْ لهم يا سيدَ الفكرِ أسـى كـلما احتاروا وزلَّ الـقـدمُ وأنـرْ بالدين عـقـلاً نـيَّــرا طالما سادت عـليهم ظـلمُ أيـها الـفـكرُ إنا في حـيرةٍ أمـنَ الـوهـمِ تـسودُ الأمــمُ ألبسوا النورَ ظلالاً ودجى عزموا للإفك إذ هم عزموا كم قناعٍ لبسوا واستبدلوا عملـة يحـتارُ فيها الـدرهمُ