لاما عزت 10 ابريل 2018
أولى المغفور له الشيخ زايد (طيّب الله ثراه)، المرأة الإماراتية اهتماماً كبيراً، ووضعها على رأس أولوياته، تجسيداً لقناعته بأنها الركيزة الأساسية في مسيرة تنمية المجتمع وتطويره وبنائه.
وكان المغفور له الشيخ زايد يُدرك تماماً أنه لا يُمكن لأي دولة تبني نفسها أن تُبقي على المرأة، وهي نصف مجتمعها، غارقة في ظلام الجهل وأسيرة لأغلال الأمّية، وحبيسة منزلها عاجزة عن الحركة? لذلك بذل جهوداً كبيرة في وضع أسس تعليم المرأة، وترسيخ فكرة أنها شريكة الرجل في بناء المجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، ومن دونها لا يمكن للمجتمع أن ينهض ويُبدع ويزدهر.
ولم يَدّخر المؤسس الراحل جُهداً أو وسيلة لتعليم الفتيات، مواجهاً شتّى التحديات في مجتمع مُحافظ تحكمه قيَم وتقاليد، تضع المرأة في خانة التهميش والنسيان. فكان يزور الأهالي لإقناعهم بضرورة إدخال بناتهم مجال التعليم، مستعيناً بحرمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، الداعمة للتعليم، وبناته اللواتي أدخلهنّ المدارس.
نجح القائد الراحل في تغيير العقلية الاجتماعية تجاه دور المرأة وأهمية تعليمها، وشرع في بناء المدارس ومن ثم الجامعات في كل ركن من أركان الدولة، مُصمّماً على أن يكون لدى الإماراتيين أفضل نظام تعليمي. كما شجّع الحركة النسائية، من خلال إصدار توجيهات بإنشاء أول جمعية نسائية في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1973، باسم "جمعية نهضة المرأة الظبيانية"، وقدّم لها الدعم الكامل لتحقق أهدافها في تمكين المرأة، وجعلها شريكة في بناء المجتمع من أوسع أبوابه "باب العلم". آمَن المؤسس الراحل بتعليم المرأة والارتقاء بمستواها التعليمي، وكان دعمه لها في هذا المجال لا محدود، إذ كان يشجعها دائماً على مواصلة التعليم والحصول على أعلى الشهادات. وفي كلمة له في "جمعية المرأة الظبيانية" عام 1989، قال القائد المؤسس: "العلم كالنّور يُضيء المستقبل وحياة الإنسان، لأنه ليس له نهاية، ولا بد أن نحرص عليه، فالجاهل هو الذي يعتقد أنه تَعلّم واكتْمَل علمه، أما العاقل فهو الذي لا يشبع من العلم، إذ إننا نمضي حياتنا كلها نتعلم".
وعوّضت المرأة الإماراتية في عهد القائد الراحل ما فاتها من علم وخبرة وثقافة، وأقبلت على العلم? حتى إنها تفوّقت على الرجل في طلب العلم، إذ تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن نسبة عدد الطالبات الإماراتيات في الجامعات تصل إلى 80 في المئة، في حين أن نسبة الطلاب 20 في المئة.
وتمكنّت المرأة الإماراتية بفضل المغفور له الشيخ زايد (طيّب الله ثراه) من تحقيق إنجازات باهرة ومكاسب عظيمة سبقت بها الكثير من النساء في العالم، كما وصل صدى نجاحها إلى المحافل الدولية.
رحل زايد.. لكن حلمه برؤية المديرة والمذيعة والباحثة الاجتماعية والطبيبة والمهندسة والعالمة والوزيرة والسفيرة بين فتيات الإمارات قد تحقق.