لاما عزت 17 مارس 2017
شهدت الإجراءات التجميلية غير الجراحية، والمعروفة بكونها البديل الأمثل للعمليات الجراحية التي تعتمد على الأدوات الحادة، تزايدًا كبيرًا في حجم الطلب عليها في العام الماضي والتي لم تركز بشكل كبير على الطبيعة غير الجراحية للإجراءات التجميلية وتقليل الوقت الضائع في إجراء تلك العمليات، وتوافر خيارات أكثر فيما يتعلق بقدرتها على محاكاة "المظهر الطبيعي".وقالت الدكتورة كاثرين تريليز، مؤسس عيادة فيلافورتوني "أصبح "المظهر الطبيعي" واحدًا من أهم الاتجاهات في قطاع التجميل في عام 2016، إذ كان المرضى يبحثون عن حلول من شأنها تحسين مظهرهم دون الإخلال بملامحهم الأصلية".
وأضافت القول: "المظهر الخارجي المعتدل هو ما يبحث عنه الناس عند زيارتهم عيادات التجميل للحصول على علاجات من شأنها تحسين الوجه والجسم بدلاً من إحداث تغييرات جذرية على مظهرهم الخارجي. ولذلك، شهدت الإجراءات غير الجراحية تزايدًا كبيرًا في الإقبال عليها".
وعلى هذا النحو في عام 2016، برزت عمليات البوتوكس والحشو والتقشير الكيميائي، التي تعمل على تحسين حالة البشرة، في الطليعة فيما يخص الطلب على العلاجات التجميلية. وفي الوقت نفسه، وعلى صعيد العمليات الجراحية، حافظت العلاجات الأخرى مثل تكبير الصدر وشفط الدهون ونحت الجسم على شعبيتها عالمياً، وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيبقى الاستقرار مسيطرًا على هذا القطاع باعتباره الدعامة الأساسية في عام 2017، أو أنه سيؤول إلى الانحدار؟ وقدم الدكتور تريليز توقعات مثيرة للاهتمام للسنة المقبلة.
أولاً، سوف تستمر شعبية العلاجات التجميلية السريعة والفعّالة في عملها دون رادع لإيقافها في عام 2017.
وتقول الدكتورة كاثرين تريليز: "في وقتنا الحالي، يشكل الابتعاد عن العمل لفترة قصيرة كانت أم طويلة تحديًا لمعظم الناس. وفي الوقت نفسه، يرغب العديد من المرضى الذين أصبحوا يعانون مؤخرًا من علامات تقدم السن في إحداث التغيير إلاّ أنه قد لا يمكنهم توفير المال أو الاستثمار في الوقت للخضوع إلى أي تدخل جراحي. ولهذا السبب، يعد الانتشار السريع للعلاجات غير الجراحية أمرًا مثاليًا.
وأضافت بأن العمليات الجراحية الصغيرة، مثل التي تجري تحت التخدير الموضعي، سوف تشهد أيضاً تزايدًا في معدل الطلب. وتشمل تلك العمليات جراحة تجميل الجفن، المعروفة أيضًا باسم بليبهاروبلاستي وزراعة الشعر، واستخدام أجهزة الليزر لإزالة الشعر، وشد البشرة.
وسوف تصبح تقنية العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) والتي تعد واحدة من العمليات الجراحية الصغيرة والتي يستخدم فيها دم المريض لتحفيز نمو خلايا جديدة واحدة من الإجراءات التجميلية الشائعة بكثرة فيما يتعلق بتجديد الوجه والبشرة.
وفى الوقت نفسه، من المتوقع أن ترتفع نسبة الإجراءات التجميلية لتحسين حالة الأنسجة ولعلاج اضطرابات التصبغات الجلدية ستزيد من استشارات التجميل للرجال.
شكل يضاهي إطلالة المشاهير
يقف المشاهير غالبًا وراء أحدث صيحات التجميل، فعلى سبيل المثال أدى جسم الساعة الرملية التي تتمتع به المغنية الشهيرة بيونسيه، والأخوات الثلاث لعائلة كارداشيان، وموديل شد عضلات البطن وإظهارها تشبهًا بشخصية سوبر مان إلى انتشار قطاع عمليات التجميل في العالم.
وتضيف الدكتورة: "عندما يقوم المرضى بالاستفسار قبل العلاج، غالبًا ما يطلبون الحصول على شكل يشبه أحد المشاهير المحبب لديهم. فسواء كان ذلك يرجع إلى الشعبية المتزايدة التي تتمتع بها الخلفية البرازيلية أو الزيادة في معدل عمليات نحت الجسم وتكبير الصدر، فإن ثقافة المشاهير تؤدي دورًا قويًا في اتجاهات التجميل".
وفي الوقت الحالي، اشتد الطلب من قبل الرجال على إجراءات نحت الجسم وتشكيله وشفط الدهون وحقن الدهون الذاتية وزراعة عضلات للصدر والذراع وبطة الساق.
وتشير الدكتورة تريليز: " وبالرغم من ذلك، من النادر أن نجد من هم يبحثون عن تغيير مظهرهم تمامًا لكي يتشبهوا بنجمهم المفضل، خاصة وأن الناس يميلون بشكل كبير للحصول على "مظهر طبيعي". إذ يرغب معظم الناس بالحصول على تغيير في بعض الأجزاء المحددة من ملامحهم لكي يبدو مثل أحد المشاهير دون الحاجة إلى إجراء تغييرات جوهرية".
ازدهار جراحات التجميل في دبي
وتجد الإشارة الى ان مدينة دبي شهدت العام الماضي تزايداً في حجم السياحة التجميلية لكل من العلاجات التجميلية وعمليات التجميل.
وقالت الدكتورة تريليز في معرض حديثها عن السبب الذي سوف يجعل الإمارة تستمر في كونها المركز الذي يلجأ إليه طالبي العمليات التجميلية في عام 2017: "تحظى العمليات الجراحية في دبي بسمعة رائعة، والتي تتم في مستشفيات وعيادات تقدم أعلى معايير العناية والتكنولوجيات الحديثة. ويعد موقع دبي المركزي أيضًا نقطة إيجابية أخرى."
كما عزا هذا النمو أيضاً إلى الزيادة السريعة في استخدام عمليات الليزر في العيادات التجميلية والمستشفيات في دبي، والتي تتماشى مع اتجاه مجموعة العمليات غير الجراحية التي سوف تكتسح هذا القطاع في عام 2017، إذ يتقدم الليزر ليصبح حجر الزاوية للعديد من العلاجات التجميلية في وقتنا هذا. وبالإضافة إلى ذلك، تستثمر دبي أيضاً في التعليم المستمر والذي من شأنه دفع عجلة النمو.