#صحة
لاما عزت 7 أكتوبر 2016
التقت "أنا زهرة" بغيتا حارفي، متخصصة في علاج الأمراض الروماتيزمية من مركز دكتورة حميرا بادشاه الطبي وذلك بمناسبة اليوم العالمي لإلتهاب المفاصل للتعرف أكثر عن هذا المرض. بداية، من المهم جداً أن نفهم أننا عندما نتحدث عن إلتهاب المفاصل بشكل عام، فإننا نتحدث عن قرابة المئتي 200 نوع من الأمراض، تندرج كلها تحت مسمى "الروماتيزم". من أهم هذه الأمراض وأكثرها تأثيراً على حياة المريض وانتاجيته، ما يسمى بالتهاب المفاصل الرثي أو Rheumatoid Arthritis . هذا النوع من الروماتيزم يصيب 1% من سكان العالم وتبلغ نسبته بالإمارات 0.6% من المواطنين، وهي نسبة قريبة من النسب العالمية. اسباب التهاب المفاصل في الدولة وهل للأنماط الغذائية علاقة بذلك؟ لا يوجد هناك سبب وحيد لالتهاب المفاصل، هناك مجموعة من العوامل التي اذا اجتمعت ، تجعل الشخص أكثر عرضة للاصابة بهذا المرض. العوامل الوراثية: تلعب دوراً في الاصابة بالتهاب المفاصل الرثي ، بنسبة تقريباً 15%، هذا يعني أن المرض لاينتقل بالضرورة من الأباء إلى الأبناء، ولكن الأشخاص الذين لهم أقرباء مصابون بالمرض، هم أكثر عرضة بالاصابه بهذا الروماتيزم. التدخين: هناك علاقة مثبتة علمياً بين التدخين والاصابة بالروماتيزم. وتجدر الاشارة إلى أن الدراسات بينت أن المدخنين عندما يصابون بالتهاب المفاصل الرثي، يكون المرض أكثر "شراسة" وأكثر ضرراً على المفاصل. العوامل الهرمونية: تلعب دوراً مهماً إذ أن التهاب المفاصل الرثي يبدأ غالباً في فترات عمرية تحصل فيها تغيرات هرمونية عند النساء مثل الفترة ما قبل سن اليأس مباشرة. وإجمالاً، التهاب المفاصل الرثي هو نتيجة لتراكم عوامل وراثية وعوامل خارجية تؤدي إلى خلل في جهاز المناعة مما يسبب إلتهاب أنسجة المفصل. أما بالنسبة للأنماط الغذائية فمن الضروري أن نشير إلى أنه لايوجد أي دلائل علمية قاطعة تربط التغذية بالاصابة بالتهاب المفاصل إلا أننا دائماً ننصح بإتباع نظام غذائي صحي والتركيز على الحركة البدنية للتخفيف من وطأة آلام المفاصل . ما هي الاعمار المعرضة اكثر للإصابة بالتهاب المفاصل؟ إلتهاب المفاصل يمكن أن يصيب كل الفئات العمرية بدون استثناء، وهنا تجدرالإشارة إلى أنه هناك نوع من التهاب المفاصل يمكن أن يصيب الأطفال (Jurenile Idiopothic Arthritis). إلا أن التهاب المفاصل يصيب غالباً النساء (3مرات أكثر من الرجال) اللوات تتراوح أعمارهن بين 30 و60 سنة. وهل هي حالة مرضية عرضية ام ان الاتهاب يعتبر من الامراض المزمنة؟ يعتبر مرض التهاب المفاصل من الأمراض المزمنة التي إن لم تعالج بالطريقة الصحيحة ، كان لها تأثيراً سلبياً على حياة المريض سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى المهني.على المستوى الشخصي، ممكن أن يؤثر المرض على نفسية المريض و يؤدي إلى الإكتئاب والقلق المزمن، كما يمكن أن يؤثر على القدرة على أداء المهمات اليومية بالنسبة لربات البيوت مثلاً. ومن الممكن أن يؤثر سلباً على الحياة الزوجية على أكثر من وجه. على الصعيد المهني، تؤدي ألام المفاصل المزمنة والتشوهات التي قد تصيب المفاصل من جراء الروماتيزم ، إلى حالت من العجز المتفاوت الذي قد يؤدي لفقدان المريض لوظيفته ما هي أحدث العلاجات العالمية لذلك وهل يمكن ان يتسبب في عجز كلي في حال إهماله؟ بالفعل، التهاب المفاصل يمكن أ ن يتسبب في عجز كلي في بعض الحالات، إذا أهمل ولم يتم معالجته على الوجه الصحيح. أود هنا أن أؤكد على ضرورة التشخيص المبكر للمرض، لأن من الممكن أن يكون هناك فرصة أفضل للعلاج في الفترة التي تأتي ماقبل حدوث تآكلات بالمفصل. من الضروري تشخيص المرض في هذه المرحلة للمحافظة على المفصل من اتآكلات والتشوهات. التهاب المفاصل عرف تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، إذ أصبح بالإمكان توقيف تطور المرض و حماية المفاصل من التآكل بالإضافة إلى تسكين الآلام واقضاء على أعراض الالتهاب. من أهم الأدوية المستخدمة "الميثوتركسات" Methotrexate والذي يمكن أن سيصل لحالة من الخمول التام لالتهاب المفالصل بنسبة 60% من الحالات. في الحلات الأخرى، نحتاج إلى طرق علاج أخرى مثل الأدوية البيولوجية وهي أدوية حديثة غير كيماوية قادرة على التحكم بالالتهاب داخل المفاصل، تعطى على شكل حقن تحت الجلد أو داخل الوريد، وبشكل دوري. معظم هذه الأدوية متوفرة في الإمارات.