#صحة
لاما عزت 9 فبراير 2016
يكثر في مجتمعاتنا شراء الأدوية من دون العودة إلى الطبيب، مثل المسكنات والمضادات الحيوية وحتى بخاخات الربو والكورتيزون، وقليلة هي البلاد العربية التي تضع حداً لهذه الظاهرة، لعدة أسباب منها انتشار الفقر، الذي يدفع كثيرين إلى الذهاب مباشرة إلى الصيدلية دون مراجعة الطبيب ودفع تكاليف الفحص وربما التحاليل. في أوروبا مثلاً، يكاد يكون الأمر مستحيلاً، ليس من السهل أن تحصل على مضاد حيوي من دون وصفة طبيب. في ما يلي الحقيقة بالنسبة لبعض الأدوية الشائعة، والتي يستخدمها بعضهم بكثرة، ودون التفكير في مراجعة طبيب، وذلك وفقاً لخبراء هوبكنز. أيبو بروفين Ibuprofenادفيل يستخدم كثيراً لمعالجة الآلام من أي مصدر كان، ولتخفيض الحرارة. لكن يمكن كذلك أن يسبب القرحة الهضمية وتلف الكليتين إذا استخدم فترات طويلة، كما أنه يمكن أن يتسبب في ردود فعل تحسسية، خصوصاً لدى المرضى الذين يتحسسون من الأسبرين. وسجلت حالات في الأدب الطبي لنوبات قلب وسكتات دماغية حصلت لمستخدمي الأيبوبروفين، المصابين أصلاً بمرض القلب أو ارتفاع الضغط. الأسبرين مع أن الأسبرين (الذي يؤخذ لتخفيف الآلام أو للوقاية من انسداد الشرايين بالتجلطات) يعتبر من أسلم الأدوية، إلا أن بعضهم يصاب بتحسس منه، وهو يظهر هذا التحسس بالتهاب غشاء المعدة الباطني والنزف الهضمي، حتى الذين يتناولون الجرعات المنخفضة الوقائية (81 مغ). اسيتامينوفين Acetaminophen (تي لينول Tylenol) يستخدم هذا العقار خصوصاً لآلام المفاصل المزمنة وآلام الرأس والرشح. والخطأ الذي يرتكبه بعض الناس هو أخذ عيارات عالية منه (خصوصاً إذا تذكرنا أن كثيراً من أدوية الرشح التي عادة ما تؤخذ معه يدخل في تركيبها الإسيتامينوفين). إن العيار الأقصى السليم لهذا الدواء هو 3000 إلى 4000 مغ، فإذا تجاوز الإنسان هذه الكمية، صار في خطر الوقوع ضحية تخرب الكبد. وأعراض هذا الأخير تبدأ بالغثيان وربما القيء، مع آلام بطنية وفقدان الشهية للطعام. يلي ذلك تغير لون البول إلى لون قاتم، وألم في الناحية العلوية اليمنى من البطن (ناحية الكبد). مضادات الاحتقان الأنفي تأتي هذه على شكل نقط أنفية أو رذاذ أنفي أو حبوب، والأمثلة الشائعة عليها Triaminic وDimetapp وAfrin وNeo Synephrine، وهي كلها تعمل على تخفيض تورم الغشاء المخاطي الأنفي، وانقباض أوعيته، للسماح بعبور الهواء من خلال الأنف بحرية. إلا أن كل هذه المستحضرات يمكن لها، مع الأسف، أن ترفع ضغط الدم، وتجعل أدوية تخفيض الضغط أقل فعالية، وبشكل عام تبقى النقط الأنفية والرذاذ الأنفي أقل ضرراً في هذا من الحبوب. ثم إن هناك مشكلة أخرى تتعلق بالنقط الأنفية والرذاذات، وهي أن هذه الأنواع من العلاجات، وبعد ثلاثة أيام من استخدامها (وهو الحد الأعلى المسموح به لاستخدامها)، يصبح الغشاء المخاطي للأنف "معتاداً" عليها، بحيث يضطر المريض لزيادة الجرعة، التي تخسر فعاليتها تدريجيّاً. فإذا كنت تعاني من ارتفاع في الضغط أو من مرض قلبي، أو من داء السكري، أو من فرط نشاط في الغدة الدرقية، أو من الزرق (الماء السوداء) في العين، فينصح أن تستشير طبيبك قبل البدء في استعمال مضادات الاحتقان الأنفي. مضادات الحساسية تعمل مضادات الحساسية القصيرة المفعول (مثل Benadryl وChlor-Trimeton) على مكافحة الحساسية (خاصوصاً المتعلقة بالمجاري التنفسية العليا)، بتوقيف إفراز مركب الهيستامين، وتدوم فعاليتها بضع ساعات. إلا أن واحدة من مضاعفاتها الأساسية هي النعاس والرغبة في النوم. ومع أن هذه المضاعفات عادة ما يتحملها الشباب (بل تعتبر مرغوبة إذا أخذ الدواء قبل اللجوء إلى السرير)، لكنها تسبب مشكلة بالنسبة للمتقدمين في السن، لأنها تجعلهم يستيقظون في منتصف الليل، وقد تشوش ذهنهم وتبطئ ردود فعلهم وتعطل توازنهم وتجعلهم عرضة للوقوع. أما مضادات الحساسية الطويلة المفعول (مثل Claritin وAllegra) التي تؤخذ مرة في اليوم، فهي أسلم من ناحية التعريض للنعاس، لكنها قد تؤدي في حالات نادرة إلى طفح جلدي أو تشنج في القصبات.