أشرف العسال 18 فبراير 2015
لم يمر بي زوجان بحياتي بهذه الحماقة والغباء الزوجي الغير معقول من الطرفين؛ الزوجان يشتكيان من بعضهما مر الشكوى، وكل منهما يكره الآخر أشد الكره ويبغضان بعضهما أشد البغض وبينهما عدم احترام وتطاول. وكل منهما اشتكى الأخر في أقسام الشرطة واسُتوقف الزوج يومين بسبب إيصال امانة كان قد أعطاه للزوجة في يوم ما ونسيه، ولكنها استغلته وحبست زوجها به، حتى اقترض لها المبلغ ودفعه40000 درهم، وهو اشتكى عليها بالشرطة بأنها سبته بالرسائل وأحيل الموضوع للنيابة، ودفعت غرامة لتخرج، وهناك بلاغات بينهما من طرف أهله ضدها ومن طرف أهلها ضده، والزوج من شهرين طردته الزوجة خارج البيت والزوجة لا تبالي به ولذلك لا ينفق عليها ... وغيرها وغيرها من الخلافات والكوارث بينهما التي لا تعد ولا تحصى. وتخيل عزيزي القارئ رغم كل ذلك عندما تسأله: هل تريد الطلاق ؟ يقول : اتمنى هي التي تطلب الطلاق فأنا لا أريدها ويصرخ الزوج بكل عصبية وعنف. وإذا سألتها هي: هل تريدين الطلاق؟ قالت: أنا أريده هو أن يطلق فأنا لم أطلب الطلاق . فقلت لها: وهل تريدين البقاء معه؟ هل تحبينه؟ تقول: لا بل أتمنى الموت ولا اتمنى أن اراه وليس بيننا معاشرة زوجية من 4 سنوات ولا ينفق على ولا يحترمني ويضربني ولدى تقارير مستشفيات 7 مرات اعتداء بالضرب .. قلت لها : طيب اطلبي الطلاق لتستريحي من هذا الضنك. تقول: لا بل أريده هو أن يطلق .. وهو يقول: بل اطلبي انت الطلاق.. وهكذا نظل في دائرة مغلقة وحلقة مفرغة لا تعرف كيف تخرج منها . وتجد نفسك كمتخصص أمام حالة من الحماقة الزوجية المستفحلة .. فهما لا يريدان الطلاق وفي نفس الوقت لا يريدان العيش سويا ويكرهان بعضهما..مع العلم ليس بينهما أولاد قلت في نفسي: ربما لعلم الله سبحانه أنهما لا يصلحان أن يكونا أبوين ناهيك عن عدم صلاحهما أن يكونا كزوجين بكل المقاييس والأعراف. ودعك من هذا كله . إن قلة الاحترام بين الطرفين ليست بينهما داخل البيت فقط بل تعدت للتطاول على بعضهما بأبشع الألفاظ بالأسواق وبالشارع وبالسيارة وداخل المحكمة وبأي مكان يخطر ببالك في كره شديد وبغض لم أره بين اثنين من قبل. ومع ذلك يرمى كل منهما الطلاق على الأخر .. وبالنهاية عرفت سر ذلك بعد حوار طويل .. السر هو أنه رغم ان الزوجين يوقنان تماما بأن حياتهما جحيم لا يطاق وأن الاحترام والمودة فقدت للأبد بينهما، ولكن المسألة مسألة مادة بمعنى انها تخشى تطلب الطلاق فيضيع عليها المؤخر ونفقة العدة، ويخشى هو أن يطلق فيدفع تلك الحقوق وهو يريدها ان تتنازل عنها. مع العلم أن المبلغ لا يتعدى 15000 درهم وإيصال الأمانة الذي اشتكت عليه به قيمته 40000 درهم هل رأيت غباء كهذا الغباء؟ توجهت للزوج قائلا له : وهل دفعت المبلغ 40000 درهم؟ قال: نعم دفعتها حتى لا يستمر حبسي. فقلت له ولم لم تطلقها وتعطيها 15000 درهم بدل هذه المعاناة التي اوصلتك لمستشفى الأمراض العقلية كما ذكرت لي؟ ألست اليوم تعيش بسجن من نوع آخر؟ قال: عنادا فيها لأني لا اريدها تأخذ حقوق مني. قلت له : ها هي أخذت ضعف الحقوق. قال: لا يهمني لكني لن ادفع لها 15000 درهما. فتوجهت للزوجة عسى ان أجد لمحة عقل من أحدهما فقلت لها: لقد تسلمت ما هو اكثر من حقوقك بعد الطلاق وهو مبلغ 40000 درهم فلتتنازلي وتفترقا بالمعروف ودعيه يطلقك مقابل تنازلك عن 15000 درهم فردت بكل حزم : سأخذ 15000 درهم من حبابي عينيه ( يعني غصب عنه) عندما يطلقني. وقالت : لدي إيصال أخر هو ناسيه قيمته 20000 درهم سأشتكي به عليه أيضا. فقال لها الزوج : وتسجنيني مرة اخرى؟ قالت: نعم. وعلت الأصوات بين اغبي زوجين التقيت بهما بحياتي. وما كان مني إلا أني قلت للزوج عندي حل آخر وأخير: أعطها ما تطلبه من حقوق وسدد المبلغ الثاني لأنها غلطتك أنت ان سلمتها إيصالات أمانة وبينكما عدم ثقة من البداية ومشاكل، فلتتحمل نتيجة خطأك وأعطها 15000 درهم حقوقها وطلق لتريح نفسك وتريحها. فهي قد أصيبت بانسداد بالصمام بالقلب وانت أصبت بحالة نفسية وفقدت أعصابك وعندك الضغط والسكر وعلى وشك الإصابة بجلطة حسب تقرير الأطباء الذي أحضرته عندنا . فطلق بالمعروف وسوف يعوضك ربك لأنها مصرة على اخذ هذا المال ودع الحساب والعقاب لله لمن ظلم منكما الأخر، فما ضاع بالدنيا ستحصله يوم القيامة. فكان رد الزوج : أبدا.. سأظل لأخر يوم بعمري أتركها تطلب الطلاق ولن اعطيها 15000 درهم ولن أعيش معها ولا أريدها وسأتركها معلقة والأيام بيننا فردت الزوجة وانا سأكتب بوصيتي: ألا يسمحوا لك بالسير في جنازتي . وامام هذه المعاملة والاستفزاز المتصاعد بينهما وعدم الاستجابة لأية حلول قلت لهما: كل منكما يأثم باستمرار تلك الحياة بهذا الشكل لأنكما خالفتما النص القرآني الذي قال الله تعالى فيه: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) لقد ضاعت صحتكما وحياتكما بعنادكما وندِّية كل منكما للأخر والعمر يجري وقد أصبتما بالأمراض المزمنة ومع ذلك لا يريد أحدكما التنازل للأخر .. فلا تعليق لكما عندي إلا تذكري قول الشاعر: لكل داء دواء يُسَّتطب به ..... إلا الحماقة أعيت من يداويها اقرأي أيضاً: خمس تمارين يومية لنحت البطن لقطات لا تصدق لمصور غير محترفساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق