أشرف العسال 25 يناير 2014
القراء الأعزاء ،
كثيرا ما نقرأ عن الخيانات الزوجية سواء من طرف الرجل أو من طرف المرأة. لكن قليل منا من يفكر بالسبب وراء تلك الكارثة والعمل المشين؟
وهذا هو سبب كتابتي لهذه السطور، ليتعلم كل زوج أصيب بضعف جنسي أو عدم قدرة على العطاء في العلاقة الزوجية الحميمية ألا يترك الوضع هكذا. فإما أن يعالج نفسه ويعطي زوجته حقها، فإن فشل العلاج فليطلق ويسرح الزوجة بالمعروف لكي لا يعرضها للفتن. إلا اللهم إن كانت هي تريد البقاء معه متنازلة عن هذا الحق بإرادتها ضامنة نفسها أنها لن يدفعها الحرمان من هذه العلاقة لطريق الحرام والفواحش .
وأما إن كانت تريد تستمر فقط من أجل الأولاد أو من أجل النفقة، في نفس الوقت الذي تستعر فيها مشاعر الأنوثة والرغبة في وجود رجل يحتويها نفسيا وعاطفيا وجنسيا كون زوجها غير قادر على ذلك، بل ويتفنن في إهانتها لا لأنها مقصرة بل لأنه يداري عيبا ونقصا فيه، فيطرح اللوم عليها، فهذا هو موطن الفتنة وأكبر الأسباب المؤدية لوقوعها في الحرام. فسكوته واستمرار الحياة هكذا بلا حق شرعي وسكوتها هي وإيهامه بأنها غير مهتمة بهذا الحق، هذا كله تمثيل وخداع وباب مفتوح لارتكاب الخيانات.
ومسألة اليوم خير شاهد على ما أسديه من نصح وتوجيه لمن يمرون بمثل تلك المشكلة حتى لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم.
إنها مسألة للزوجة( ع . م ) التي وهبها الله جمالا ملحوظا لكل من يراها. بلغت من العمر 32 عاما متزوجة من 10 سنوات ولها منه طفلين. ما قصر الزوج على حد قولها في طعامها ولا شرابها ولا كسوتها، اشترى لها سيارة لحاجاتها الخاصة. كان يعطيها مصروفا شهريا أكبر من مرتب أي موظف في البلد التي يعيشون فيها. هو غير مقصر لا فيها ولا في أولادهما مطلقا إلا في شيء واحد فقط، أتدرون ما هو ؟
إنه ومنذ بداية زواجهما مصاب بعدم القدرة على إطالة وقت العلاقة الزوجية الحميمية التي لا تستغرق دقيقتين أو ثلاث على الأكثر، بسبب القذف السريع المصاب به الزوج وقد حاولت الزوجة معالجته لكن دون جدوى .
أقول : كان الحل الشرعي والنفسي السليم من البداية أن يطلقها، أو أنها تطلب الطلاق قبل الحمل والإنجاب لأنها ستعرض نفسها للفتنة. وهذا الذي أريدك أن تنتبه إليه عزيزي وعزيزتي القارئة، بمعنى آخر:( ما ينفعش نترك النار تحت الرماد). لأن الزوجة عندما تغاضت ظاهريا عن ذلك الحق، والزوج أوهم نفسه وأوهمته هي أنها راضية ومقتنعة. ومن المستحيل بالطبع يفضح نفسه ويحكي لأحد من أهله وأهلها بناء على ذلك استمرت الحياة طوال 10 سنوات. لكن أتدرون ماذا كانت تفعل الزوجة طوال تلك الفترة ؟ ستقرأ العجب ....
لقد استغل شاب وسيم وقوي البنية حاجتها وحرمانها العاطفي والجنسي كأنثى ودخل لها الشيطان من مدخل الحب وصارت بينهما المعاشرة طوال هذه العشر سنوات. حتى أصبحت تراه هو زوجها الحقيقي وليس زوجها الذي في البيت. ولم تكتف بذلك بل صارت تنفق عليه لأنه فقير، واشترت له سيارة وعملت له مشروعين صغيرين و سددت كل ديونه. ولم يكتف معها بذلك بل قالت: كاد يضربني كثيرا ويهينني حتى في الشارع في السيارة في كل مكان رغم أني كنت له كزوجة أعد له الطعام وأنظف له البيت. تحكم في تماما ووصل لدرجة أني لو تأخرت عنه في دفع ما يريد يجرني من شعري ويذلني وهو يقول : لقد رأيت مني ما لم تريه في حياتك مع زوجك ( يقصد المتعة الجنسية المحرمة) يا للعار والإهانة لنفسها !!!.
أعزائي القراء،
هذه الزوجة طوال 10 سنوات وهي تخون زوجها بل وتنفق على عشيقها. بل وتتحمل من هذا العشيق الساقط الضرب والسب. وسؤالي لكم قرائي الأعزاء : هل فكرتم معي من السبب ؟ بداية في وقوع تلك الخيانة التي استمرت طوال 10 سنوات دون أن يدري الزوج المغيب؟ أرى من وجهة نظري أن :
السبب الأول هو الزوج الذي سكت على حق شرعي لزوجته. وظن أن الحياة حلوة والدنيا بخير طالما أنها لا تتكلم ولا تعلق على ضعفه الجنسي، والمغيب لا يعلم أنها تعوض نفسها عما حرمت منه بعلاقة محرمة .
والسبب الثاني : هو سكوتها هي كزوجة عن ذلك الحق وعدم طلبها للطلاق والحجة التي قالتها : (إن عندي أولاد منه) أي تربية سيترباها هؤلاء الأولاد مع أم وزوجة خائنة ؟
وأي بيت سيقام تربويا ونفسيا ودينيا وقد عشش فيه الشيطان؟
هل ستستطيع الأم الخائنة أن تمثل دور الدين والخلق وتعليمهم الصدق والخوف من الله ؟ وحتى لو مثلت عليهم وصلت وصامت فهل تجتمع الصلاة والتدين مع الخيانة الزوجية وتسليم نفسها لشاب ساقط طوال تلك السنين ؟
أفيقوا أيها الأزواج الذين تمرون بمثل تلك المأساة إياكم وترك هذا الأمر دون حل جذري. ومن البداية إياك أيها الزوج المقصر أو المريض بالضعف أن تعيش معها هكذا بلا حلول ولا حقوق متبادلة هذه جريمة في حقها.
وأنت أيتها الزوجة سكوتك أيضا عن حقك الشرعي قد يعرضك للفتن. ويقضي على سمعتك وبيتك لأن الله يسمع ويرى ولن يسكت على حق عباده .
فهضم حق الزوجة في الفراش وهجرها ظلم وجريمة عظيمة. وسكوت الزوجة عن هذا الحق وتعويضه بعلاقة خارجية عشقية محرمة جريمة أكبر.
غفر الله للجميع وبصرنا وسدد خطانا .
وبالمناسبة نسيت أخبركم بنهاية المسألة وهو أن تلك الزوجة صاحبة المسألة تابت على أيدينا بفضل الله. وذرفت بدل الدموع دما كما يقال. وساعدناها على ترك تلك العلاقة المحرمة وأقنعناها بأن هذا الشاب الساقط يستغلها ماديا وجسديا ويتعامل معها كواحدة من بنات الشوارع، أعزكم الله، والدليل سبه وضربه لها.
ثم علمناها كيف اللجوء لله بالعمل الصالح والندم والعزم على التوبة الصادقة ثم فتح صفحة جديدة مع زوجها، الذي فاجأتنا بأنه تعالج منذ 4 أشهر وصارت حياته وقدرته الجنسية طبيعية وعالية لدرجة أنه يريد الزواج عليها لإحساسه بأنها ما عادت تعطيه ما يريده كزوج من مشاعر و أحاسيس وقدرة .
قلت في نفسي سبحان الله قلبت الموازين بأمره وصار هو إنسان طبيعي وهي العكس من ذلك وصدق الله سبحانه إذ يقول :( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) صدق الله العظيم .