#ثقافة وفنون
وائل العدس 8 مارس 2013
لم تنصف أعمال البيئة الشامية الأمهات ولم تمنحهن أدنى حقوقهن كمربّيات عظيمات أسهمن في خلق تاريخ مشرّف للشام وأهلها. هكذا فقد ظهرت الأم عبارة عن زوجة مطيعة ومضطهدة وطبّاخة ماهرة ومربية جيدة، في حين يقتصر دورها خارج المنزل على تنظيم الاستقبالات وحضور المناسبات الاجتماعية والذهاب إلى حمام السوق ونشر النميمة. لكنّها في الوقت ذاته حماة قاسية وفضولية تتفنن في التحكم بزوجة ابنها. أظهرت الدراما السورية الأم في العصر القديم كأنّها بلا حول ولا قوة، بل صوّرتها بأنها بعيدة كل البعد عما يقع حولها من مشاكل إلى درجة السذاجة، وأكثر ما يمكنها فعله هو قراءة بعض التعويذات لرد العين عن منزلها. وتبدو شخصية "أم عصام" في مسلسل "باب الحارة" الاستثناء الوحيد. قدّمت الممثلة صباح الجزائري شخصية متوازنة بين القوة والحنان، بل متمردة على واقعها إلى درجة أنّ عصيانها لأوامر زوجها أوصلها إلى الطلاق المتكرر. وفي مسلسل "أيام الصالحية"، يعيش الرجال في عالم من الشهامة والرجولة في حين تعيش النساء في عالم مختلف ينحصر في غرف النوم وإرضاء الزوج وتنظيم الاستقبالات. وتناست أعمال البيئة الشامية الأمهات العظيمات المثقفات اللواتي لعبن أدواراً مهمة في السياسة والعلوم والطب والثقافة. المزيد: الدراما الشامية: تكرار وغياب الأمانة!