للنجاح وجهان.. ما لا يخبرك به الناجحون!

#تنمية ذاتية

زهرة الخليج - الأردن 15 فبراير 2025

الكثيرون منا يرغبون في مشاركة نجاحاتهم وانتصاراتهم وتجاربهم ومغامراتهم مع الآخرين. ولكن من الناحية الأخرى، الكثيرون لا يتحدثون عنها. وغالباً، تصاحب النجاح مجموعة من الصراعات والغرائب والصعوبات، التي لا يراها معظم الناس أبداً.

ويُظهر علم النفس أن بعض الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام حول أصحاب الإنجازات العالية، هي تلك التي يحتفظون بها لأنفسهم. لماذا ذلك؟.. هذه الأسطر تحتوي على الإجابة، إذ نرصد لكِ بعض الأشياء التي لا يشاركها الأشخاص الناجحون أبداً عن أنفسهم. وهذه ليست مجرد حقائق عشوائية، بل رؤى يمكن أن تساعدكِ على فهم كيف يبدو النجاح حقاً خلف الستار.

لا يشعرون بالثقة دائماً:

على عكس ما نعتقد، يعاني العديد من أصحاب الإنجازات العالية «الشك الذاتي» أكثر مما قد نتوقع. وإنهم لا يعلنون ذلك، حتى إن علم النفس لديه اسم لهذه الحالة هو «متلازمة المحتال»، إنه ذلك الشعور المزعج، الذي يخبركِ بأنكِ لستِ قادرةً كما يعتقد الآخرون، وأن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يكتشفوا أمركِ.

وقد تعلم الأشخاص الناجحون المضي قدماً رغم هذه المشاعر، وأتقنوا فن الظهور والقيام بالعمل، حتى عندما يصرخ صوتهم الداخلي بعكس ذلك بأعلى صوت.

يكافحون الفشل:

ربما نعتقد أن الأشخاص الناجحين لديهم نوع من القوة الخارقة؛ عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الفشل، وأنهم يتعافون بسرعة، وكأن النكسات لا تزعجهم حتى. لكن الحقيقة هي أن الفشل يؤلم الجميع، حتى أولئك الأكثر نجاحاً. ولكن من المهم عند التعامل مع الفشل ألا تلومي نفسكِ، إذ عليكِ تقبل حقيقة، مفادها أن الفشل لا يعني أنكِ لستِ جيدةً بما فيه الكفاية، بل يعني فقط أن هناك مجالاً للنمو. أي أن الأشخاص الناجحين لا يتمتعون بحصانة سحرية ضد الفشل، بل إنهم يتعلمون فقط تقبله كجزء من العملية، فالفشل ليس دليلاً على عدم الجدارة، بل هو دليل على المحاولة المستمرة.

يشعرون بالوحدة:

كيف يمكن للأشخاص الذين لديهم الكثير من العلاقات والإشادات والإعجاب أن يشعروا بالوحدة؟.. تُظهر الأبحاث أنه مع صعود الناس إلى سلم النجاح، غالباً تتقلص دوائرهم الاجتماعية، إذ إن ما هو ضروري لتغيير الشخص هو تغيير وعيه بنفسه، وبالتالي يمكن للنجاح أن يغير الطريقة التي يرى بها الأشخاص أنفسهم، وكيف يراهم الآخرون أيضاً، ما يجعل من الصعب عليهم أحياناً التواصل مع غيرهم.

غالباً يضحون بصحتهم العقلية:

النجاح قد يأتي بتكلفة بالنسبة للعديد من أصحاب الإنجازات العالية، وهذه التكلفة هي صحتهم العقلية. وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة السلوك المهني أن الأفراد الذين يتمتعون بدافعية عالية غالباً يعانون مستويات أعلى من التوتر، وهم أكثر عرضة للإصابة بالإرهاق. فالضغط الذي يدفعهم لبذل المزيد من الجهد، وتحقيق المزيد من النجاح، والحفاظ على صورة النجاح، قد يفرض عليهم عبئاً ثقيلاً بمرور الوقت.

يقارنون أنفسهم بالآخرين أكثر مما يظهرون:

قد تعتقدين أن الأشخاص الناجحين، بكل إنجازاتهم، محصنون ضد فخ المقارنة، لكن إليكِ الحقيقة، إنهم يقعون فيه تماماً مثلنا جميعاً. إذ إن مقارنة أنفسهم بالآخرين تحفزهم. وسيكون هناك دائماً شخص ما يؤدي بشكل أفضل بطريقة ما، لكن ذلك لا يقلل من تقدمه. لذا يركز على رحلته الخاصة، وإلى ما وصل إليه، وما الذي يرغب بتحقيقه.

لذا، إذا كنتِ عالقةً في مقارنة نفسكِ بالآخرين، فتذكري أن الشخص الوحيد الذي يجب أن تتنافسي معه هو أنت بالأمس.