استعادة الشغف.. طرق إيجاد معنى أعمق لحياتك

#تنمية ذاتية

زهرة الخليج - الأردن اليوم

كثيرًا ما يتولد لدينا شعور غريب، بأن الحياة لا معنى لها، فنسأل أنفسنا: ما الذي نفعله فيها؟.. وما النتيجة من تحقيق الأهداف والطموح؟.. ولماذا كل هذا التعب والاجتهاد والحزن لعدم النجاح؟.. ولماذا يتوجب علينا الاستمرار؟.. وربما نفقد الشغف، ونفقد القدرة على الانبهار، أو الاستمرار والمثابرة.

وغالباً، يتولد هذا الشعور لسبب ما، أو لحدث ما، أو ربما بلا سبب واضح، ورغم أن الحياة جميلة، إلا أنه في بعض الأحيان قد تشعرين كأنكِ في حلقة مفرغة رتيبة، بلا معنى أو هدف أو شغف، وكأنكِ تفعلين نفس الشيء يومياً، أو تعيشين حياة لا معنى، ولا قيمة لها.

إنه مجرد شعور يجتاح قلبك، ويغير شعوركِ تجاه الحياة. لكن، ما الحل عند تولد ذلك الشعور، وسيطرته عليكِ؟..

إليك بعض النصائح، التي يمكن أن تساعدكِ في تخطي هذا الأمر، وبعض الطرق للتعامل مع مشاعر عدم معنى الحياة.

العيش بهدف ونية:

عندما تعيشين بهدف ونية، فإنكِ تدركين سبب قيامكِ بما تفعلينه، وستنظرين في كل جانب من جوانب حياتكِ؛ لتري ما إذا كان يتماشى مع رؤيتكِ أو أهدافكِ، أي أن العيش بنية هو ممارسة هيكلة حياتكِ اليومية على أساس معتقداتكِ، وقيمكِ الأساسية.

وقد تكون رحلة العيش بنية صعبة عند البداية، عند تحديد قيمكِ ومعتقداتكِ الشخصية. لذا، قد يكون من المفيد ممارسة الحديث الإيجابي مع الذات، والانفصال عن عوامل التشتيت، كوسائل التواصل الاجتماعي. وخلال هذا الوقت، فكري في استكشاف مشاعركِ؛ للتعمق في ما تريدينه، وتحتاجين إليه للعيش بنية. مثلاً، قد تساعدكِ الأسئلة التالية على البدء:

- ما الذي يجلب لي مشاعر الفرح؟

- ما العواطف والاهتمامات، التي أرغب في استكشاف المزيد منها؟

- ما الذي يدفعني إلى النجاح؟

- ماذا يعني النجاح بالنسبة لي؟

ممارسة الامتنان:

إن الشعور بالامتنان، وإظهار التقدير لما لديكِ في حياتكِ وسيلة لاحتضان الخير من حولكِ، كما يمكن أن يساعدكِ في توجيهكِ نحو حياة أحلامكِ، ومساعدتكِ في إيجاد هدف في يومكِ، فممارسة الامتنان تساعد الناس على إعادة صياغة ظروفهم بشكل إيجابي، وتقليل التوتر، وتحسين الحالة المزاجية.

على سبيل المثال: يمكنكِ دمج الامتنان في حياتكِ اليومية، وممارسته من خلال كتابة رسائل إلى شخص كان له تأثير إيجابي عليكِ، أو إنشاء قائمة بالأشياء التي تشعرين بالامتنان لها. خذي وقتاً للتوقف في اللحظات، التي تشعرين فيها بالامتنان.

اكتشاف الأشياء التي تعطي الحياة معنى:

إن البحث عن الأشياء، التي تجلب معنى إلى حياتكِ، يساعدكِ في العثور على جوانب إيجابية. ففي بعض الأحيان، تكون الأشياء التي تبدو عادية هي التي تجلب أكبر قدر من المعنى، بما في ذلك مشهد طبيعي جميل، أو نعمة غير متوقعة.

وهناك الكثير من الأمثلة حول كيفية إيجاد معنى في حياتك اليومية، مثل ضبط المنبه في الصباح لمنح نفسكِ الوقت الكافي للاستعداد لليوم دون الشعور بالاندفاع، كما يمكنكِ أيضًا تجربة تمرين «اليقظة الذهنية للقهوة»، الذي يركز على وعيكِ بحواسكِ الخمس، أثناء تناول مشروبكِ المفضل، مثل: القهوة، أو الشاي، أو الماء.

التركيز على العلاقات الإيجابية:

إن قضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابيين وسيلة أكيدة لإيجاد معنى في حياتكِ، وأفضل العلاقات التي يمكنكِ الانخراط فيها، تكون مع أولئكِ الذين يقدمون الدعم والإيجابية، بينما يشجعونكِ في رحلتكِ.

وأيضاً التفكير في إفساح المجال للحنين إلى الماضي، من خلال تذكر الأحداث مع العائلة والأصدقاء، أو الاستماع إلى الموسيقى التي تذكركِ بالأوقات السعيدة، أو إنشاء سجل قصاصات للأحداث المهمة في الحياة.

وكذلك فإن قضاء لحظات في الحنين إلى الماضي يساعد الناس في العثور على معنى في الحياة، والحفاظ عليه واستعادته، إذ إن الحنين إلى الماضي قد يعزز شعوركِ بالانتماء والقبول، حتى عندما تواجهين تحديات الحياة.

ومن المهم ملاحظة أن ليس كل شخص لديه ماضٍ إيجابي ليتأمل فيه، فإذا لم تكن لديكِ تجربة إيجابية مع الحنين إلى الماضي، ففكري في تحديد شخص، أو تجربة تحمل ذكريات أكثر إيجابية تكون ممتعة بالنسبة لكِ.

طلب المساعدة المهنية:

قد تكون رحلة إيجاد معنى للحياة صعبة، لكن ليس عليكِ القيام بذلك بمفردكِ. لذا، فكري في التحدث مع معالج، أو طبيب نفسي؛ للحصول على المساعدة في التعامل، وإيجاد معنى للحياة. وإذا كنتِ تعيشين بحالة صحية عقلية، فيمكنهم أيضاً مساعدتكِ في إدارة الأعراض، التي قد تساهم في المشاعر التي تشعرين بها.