#تنمية ذاتية
زهرة الخليج 24 يناير 2025
كلمات يطلقها طفلك غير مفهومة لك، وكذلك، أنت توجّهين إليه كلمات لا يفهمها. ولكن، من أشد أشكال عدم فهمك لطفلك، وعدم فهمه لك، هو عدم توصيل حُبّك له كما ينبغي. فهل تتحدثين معه بلغة الحب؟
يحتاج أن يعرف أنه محبوب، لكي يصبح شخصاً مُحبّاً ومسؤولاً. وللأطفال 5 لغات أو طرُق لتلقّي الحب من ذويهم وهي: «التلامُس الجسدي، كلمات التوكيد، الوقت النوعي، الهدايا، أعمال الخدمة». عليك بمُمارسة الطرُق الخمس لتوصيل حُبّك إليه، وتَعلّم هذه اللغة يجعل تربيتك له تربية مثالية، فينشأ شخصاً مُتّزناً واعياً مُحبّاً، ومن خلال معرفة لغة الحب التي تناسب شخصية طفلك سوف تقتربين منه، وتتعرفين إليه وتقوّمين أي سلوك سلبي يقوم به. عليك ملء خزانه العاطفي بالحب، غير المشروط، لأنه هو الذي يقبل ويدعم طفلك من أجله هو، وليس من أجل العمل الذي يقوم به.
لكنك قد تُظهرين حُبّاً مشروطاً له من دون وعي منك، حبّاً يستند إلى أداء وأفعال طفلك، كأن تقولين له: سأحبك إنْ أكملت واجبك، وسأقدم لك هدية إنْ أحرزت علامة كاملة في الامتحان. تأكدي أن الحب المشروط لا يملأ خزانه العاطفي وسيبقى شعوره بأنه غير محبوب قائماً، وكذلك شعوره بالاستياء، والخوف، والذنب، وعدم الأمان. ولكن عندما تقدمين حُباً غير مشروط له، فسوف تكونين قادرة على التعامُل مع سلوكياته الإيجابية والسلبية. ومن هذه اللغات:
تشير الدراسات، إلى أن العديد من الآباء والأمهات يلمسون أطفالهم فقط للضرورة، أو عندما يحتاجون إلى المساعدة، كخلع أو لبس الثياب أو الأحذية، أو السير لعبور الطريق، أو حملهم للسرير. وربما بعضهم لا يعون كيف يستخدمون هذه اللغة (التلامُس) في ملء الخزان العاطفي الخاص بهم. التلامس الجسدي أسهل لغة حُب يمكن استخدامها من دون شرط، لأنك لا تحتاجين إلى مناسبة أو حجّة، لتلمسيه وتُقبّليه أو تحتضنيه، فلديك فرصة مستمرة طوال وجودك إلى جانبه، في البيت أو السيارة، أو الحديقة، أو أي مكان يجمعكما معاً، حتى حين تكونين مشغولة فأنت تستطيعين أن تلمسيه على ظهره أو كتفه، أو ذراعه.
على الرغم من أن بعض الآباء لا يُعبّرون عن مشاعرهم على نحوٍ تام، فإن البعض الآخر يحاولون تجنّب لمسهم ، لأنهم ببساطة لا يُدركون أسلوب الحب الذي يفهمه أطفالهم، ولا يعرفون كيف يوصلان حبّهما إلى طفلهما، وكم السعادة التي سيشعر بها حين تغمره أمه بحضنها، أو يُقبّله أبوه على رأسه، إنها مشاعر صادقة من القلب يُترجمها الجسد، فلا تحرموا أولادكم من قبلاتكم وأحضانكم ولمساتكم الرقيقة بمناسبة ومن دون مناسبة.
وهذه بعض الأفكار التي يُمكن اختيارها للتعبير الجسدي عن حُبّك له:
1: عند تحيّة طفلك، اجذبيه من يده، وانحني على ركبتيك لعناقه.
2: دعيه يُمسك أو يحضن شيئاً ناعماً مثل بطانية تهدئه.
3: احضنيه وقبّليه حين الذهاب أو العودة من المدرسة.
4: قومي بتغطيته ليلاً في سريره.
5: مَسّدي على شعره ، ورْبتِي على ظهره عندما يُحدثك عن يوم عصيب مَرّ به، أو عندما يكون حزيناً.
6: بعد مُعاقبة طفلك بوقت قصير، توقفي لحظة لتظهري أن العقاب يستند إلى اختيارته الخاطئة، ولكنك لا تزالين تحبينه.
7: اجلسي في القرب منه على الأريكة عندما يشاهد التلفاز أو يلعب بألعابه.
8: قومي بمصافحته بضرب الأيدي، أو استخدام الأشكال التي رأيت أصحابه يفعلونها معه.
9: في المناسبات نادي بصوتٍ عالٍ (حضن عائلي كبير) لجميع العائلة، بغض النظر عن صغر أو كبر حجم العائلة. ولإضافة جوّ من المرح، ضمّي للحضن العائلي الحيوانات الأليفة التي تربّينها في بيتك مثل القطة.
10: عندما يكون مريضاً، اقضي وقتاً أكثر في توفير الراحة له، أشعريه بأنك إلى جانبه وتحسّين بألمه، مثل مسح وجهه بقطعة قماش باردة.
وبهذا الشأن تُبدي الأستاذة منى كاظم، استشارية صعوبات تعلم، وخبيرة تشخيص «مُتلازمة إيرلين» رأيها فتقول: «التربية هي دعامة من دعامات المجتمع، خاصة المجتمع الأسري.
ولكن، نجد أثرها يجب أن يُصاحبها الحب والأسلوب الجميل، فإن لم يكن كذلك، فسنكون وكأننا ننادي فقط بشعارات بلا تطبيق.
ولذا، سرّ التطبيق يكمن في الامتثال بممارسة التربية بأسلوب مُفْعَم بالحب حتى يستمر عطاؤنا».