#رياضة
ياسمين العطار 2 يناير 2025
نشأت الفارسة الإماراتية، لانا مجد، في بيئة تُقدر رياضة الفروسية؛ باعتبارها جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي، فمنذ طفولتها، ارتبطت بالخيول، ولم يكن حبها لهذه الكائنات النبيلة اهتماماً عابراً، بل كان علاقة عميقة مبنية على الاحترام والشغف. كانت تنظر إلى الخيل كرفيقٍ وداعم، لتقتفي معها أولى خطواتها في ميدان الفروسية، حيث تعلمت مبادئ الشجاعة والإصرار، وحققت إنجازات محلية ودولية، أبرزها لقب بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لقفز الحواجز، التي أقيمت في كوريا مؤخراً.. في حديثها مع «زهرة الخليج»، تكشف الفارسة الإماراتية تفاصيل رحلتها في عالم الفروسية، وتجربتها الملهمة:
حدثينا عن بدايتك مع رياضة الفروسية!
بدأت علاقتي بـ«الفروسية» منذ صغري، حيث كنت مفتونة بالخيول، وشجاعتها، وذكائها. في البداية، كان الأمر مجرد شغف، لكن مع الوقت، ومع خوضي أول تدريباتي، تحول الشغف إلى التزام ورغبة في التميز. تدريجياً، بدأت المشاركة في مسابقات محلية، ومن هنا انطلقت رحلتي في عالم قفز الحواجز.
مهارات.. وإلهام
من كان الداعم الأكبر، خلال مسيرتك الرياضية؟
الدعم الأكبر لمسيرتي الرياضية يأتي من عائلتي، التي قدرت موهبتي، ووقفت بجانبي في كل خطوة خلال رحلتي. كما كان للمدرب أحمد الجنيبي أثر كبير في تطوير مهاراتي وإلهامي، فقد تعلمت منه الانضباط، والتفاني، والسعي الدائم إلى الأفضل. ولولا دعمه، وثقته الكبيرة بي، لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. فقد كان، دائماً، مصدر قوة وتشجيع لي، ولا يمكنني أن أغفل الدور الاستثنائي الذي لعبته أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، التي قدمت لي الدعم اللازم، ووفرت لي الفرص والإمكانات؛ للمشاركة في البطولات الدولية، ما ساعدني في تحقيق أحلامي، وترسيخ اسمي في عالم «الفروسية».
لماذا اخترت رياضة قفز الحواجز؟
تتطلب رياضة قفز الحواجز توازناً بين القوة والرشاقة والتركيز، وهذا ما جذبني إليها، وقد أحببت هذا التحدي، سواء على مستوى الفارس أو الحصان، فالاثنان يحتاجان إلى الانسجام لتحقيق النجاح. فـ«قفز الحواجز» تشبه الحياة، لأنها مليئة بالعقبات التي تحتاج إلى تخطيط ودقة؛ لتجاوزها.
ما الصعوبات، التي واجهتك مع رياضة قفز الحواجز؟
واجهت العديد من التحديات، أبرزها: التوفيق بين التدريبات المكثفة، ودراستي، وحياتي الشخصية. كما أن رياضة قفز الحواجز تحتاج إلى الكثير من الجهد البدني والذهني، ما تطلب مني تطوير قدرتي على التحمل والصبر.
كيف أثرت رياضة الفروسية في شخصيتك؟
رياضة الفروسية علمتني الكثير من القيم، مثل: الصبر، والثقة بالنفس، والانضباط. كما أن التعامل مع الخيول جعلني أكثر تعاطفاً وفهماً للطبيعة. فقد شعرت بأن الفروسية ساعدتني في بناء شخصية قوية، وقادرة على مواجهة التحديات، واتخاذ قرارات سريعة تحت الضغط.
فخر.. واعتزاز
صفي لنا شعورك عند إحراز الفوز، وحدثينا عن أهم إنجازاتك!
من الصعب وصف الشعور أثناء الفوز؛ لأنه مزيج من الفخر، والسعادة، والامتنان لكل من ساعدوني في الوصول إلى هذه اللحظة. أهم إنجاز في مسيرتي كان فوزي بالمركز الأول في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لقفز الحواجز، التي أقيمت في كوريا، حيث كان التحدي كبيراً، وشهدت البطولة مستويات فنية متطورة، ومنافسات قوية، لكن الجهد الذي بذلته آتى ثماره، وكانت لحظة تتويجي من أكثر اللحظات التي سأعتز بها طوال حياتي.
في رأيك.. ما صفات الفارسة الناجحة؟
هناك صفات عدة، منها: الانضباط، والصبر، والثقة بالنفس، فهي أساس النجاح. كما أن العلاقة القائمة على الاحترام والثقة مع الحصان تلعب دوراً محورياً. كذلك، الشغف الحقيقي، والرغبة الدائمة في التعلم والتطور، يصنعان فارقاً كبيراً.
من واقع خبرتك.. كيف تترك الفارسة «الهاوية» بصمة في عالم الفروسية؟
البداية تكمن في الالتزام المستمر بالتدريب، وعدم التردد في طلب النصيحة من ذوي الخبرة. كما أن المشاركة في المسابقات، المحلية والدولية، تسهم في صقل المهارات. والأهم هو إدراك القدرات الشخصية، وعدم الاستسلام للعقبات.
ما مشاريعك الحالية؟
أعمل، حالياً، على تطوير مهاراتي، والاستعداد للمشاركة في المزيد من البطولات، التي تتيح لي تمثيل وطني الغالي، بروح عالية، وطموح يتجدد مع كل إنجاز أحققه، ومنها النسخة الثانية عشرة من كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية لقفز الحواجز، التي تحظى بمشاركة كبيرة من المواهب والأسماء اللامعة في عالم الفروسية دولياً، فهذا الحدث يعزز مكانة إمارة أبوظبي على خارطة بطولات قفز الحواجز عالمياً.
هل لديك هوايات أخرى.. بجانب ركوب الخيل؟
نعم، أحب القراءة، والرسم، فهما هوايتان تساعدانني على الاسترخاء والتعبير عن نفسي. كما أنني أستمتع بالرحلات والتصوير، حيث أجد الإلهام في استكشاف أماكن جديدة.
ماذا عن أحلامك المستقبلية على المستويين: الشخصي، والرياضي؟
على المستوى الرياضي، أطمح إلى الفوز بمزيد من البطولات الدولية؛ لرفع اسم الإمارات عالياً في المحافل العالمية. أما على المستوى الشخصي، فأعمل على الاستمرار في تطوير نفسي.
ما الرسالة التي تودين توجيهها إلى المرأة الإماراتية؟
رسالتي إلى كل امرأة إماراتية، هي أن تؤمن بقدراتها وأحلامها، وأن تسعى إلى تحقيقها بقوة؛ فدولة الإمارات توفر لنا فرصاً رائعة؛ لنبرز مواهبنا، ونحقق طموحاتنا، وأنا فخورة بأن أكون جزءاً من مجتمع يدعم المرأة، ويعزز دورها في المجالات كافة.