تزخر دولة الإمارات، في أرجائها كافة، بمناطق فريدة ومدهشة، وتشكل هذه المناطق مزارات ملائمة لسياحة المغامرات، التي يعشقها مواطنو الدولة، ومقيموها، وزوارها.
ومع اعتدال الطقس شتاءً، تعد المتنزهات الوطنية قبلة للسياح، الذين يستثمرون الإجازات الأسبوعية في زيارتها، والتمتع بطبيعتها الخلابة الفريدة. ومن أهم هذه الوجهات السياحية «منتزه مليحة الوطني»، القابع في قلب صحراء مليحة بإمارة الشارقة، ويعد من أبرز الأماكن السياحية، التي يهواها محبو المغامرات.
ولـ«منتزه مليحة الوطني» ارتباط وثيق بالتاريخ، فهو يحتضن آثار «طريق الحرير»، حيث يتمكن الزوار من رؤية بقايا خطوات القوافل القديمة، التي عبرت هذه الأراضي منذ قرون، ويتاح لهم التواصل مع تاريخ المنطقة الغني، والتعرف إليه بشكل مباشر، عبر زيارة «مركز مليحة للآثار»، الذي يحتوي على العديد من الكنوز التاريخية، التي تحكي حكايات الأجداد الأوائل، الذين عاشوا، وازدهروا، في المنطقة قبل آلاف السنين، في تجربة فريدة تجمع بين الاستكشاف والتعلم.
وأجمل ما يمكن القيام به في «منتزه مليحة الوطني»، هو عيش تجربة التخييم في الصحراء، وتحت أضواء السماء البراقة اللامعة ومحاكاة النجوم، كما يمكن لعشاق المغامرة خوض رحلة سفاري عبر سيارات الدفع الرباعي، والمرور من خلال التضاريس الطبيعية الوعرة، حيث يوفر المنتزه فرصة فريدة؛ للتفاعل مع الصحراء، والانغماس في أجوائها. وتتضمن تجربة ركوب الخيل في مسارات متعرجة، عبرها الأجداد في الماضي. أما عربات الكثبان الرملية، فتتيح للمستكشفين قيادة مركباتهم بأنفسهم، والتجول عبر الكثبان الرملية.
وينظر إلى المنتزه، الذي يؤمه الناس من مختلف أرجاء دولة الإمارات وخارجها، باعتباره مكاناً يحتوي التاريخ والحضارة معاً، ويمتد على مساحة 34.2 كيلومتراً مربعاً، قامت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، بتطويره وتسويره، ضمن جهودها في حماية الكنوز الثقافية والطبيعية والتاريخية والحفاظ عليها، ما يجسد التزام إمارة الشارقة بالحفاظ على الطبيعة، ومعايير التنمية المستدامة، مع توسيع نطاق توفير العوائد الثقافية والاقتصادية للمجتمع المحلي، وينظر إليه كمنطقة محمية لواحد من أقدم المواقع الأثرية في دولة الإمارات، فضلاً عن كون منطقة مليحة مرشحة ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة «اليونسكو».
وتهدف مرافق «منتزه مليحة الوطني» إلى تعزيز التفاعل المثمر بين الزوار، والخبراء، وأفراد المجتمع المحلي، ما يسهم في تعزيز الإمكانات الثقافية والاقتصادية للمنطقة. وتحت مظلة «مجموعة الشارقة للضيافة»، تقدم وجهات الضيافة للسياح، مثل: «نزل الفاية»، و«نزل القمر»، تجربة فريدة تمزج الفخامة بروعة الطبيعة، حيث يستمتع الزوار بإقامة استثنائية في أجواء هادئة وسط جمال الصحراء الخلاب.