#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 31 ديسمبر 2024
كل شخصٍ منا يحتاج إلى عددٍ معين من ساعات النوم؛ ليحصل جسمه وعقله على قسطِ كافٍ من الراحة، ورغم ذلك ما يزال هناك الكثير من الجدل حول عدد الساعات المثالي، إلى جانب تساؤلٍ مفاده: لماذا تحتاج النساء إلى مزيد من النوم، مقارنة بالرجال؟.. وقد اتضح أن الأمر حقيقي، ومدعوم بالعلم بالفعل، إذ تحتاج النساء إلى بضع دقائق إضافية من النوم، والأسباب تتجاوز مجرد التعب أو الكسل.
لماذا تحتاج النساء إلى مزيد من النوم.. مقارنة بالرجال؟
هناك العديد من الأسباب البيولوجية، والهرمونية، وحتى النفسية؛ للاختلاف في مقدار النوم الذي تحتاجه النساء. لذا، إذا شعرتِ بالذنب يوماً ما، بشأن البقاء في السرير لفترة أطول قليلاً، فالآن يمكنكِ التخلي عن ذلك.
تعدد المهام:
تعدد مهام النساء، وغالباً يوفقن بين العمل والدراسة والأسرة والأصدقاء، ومشاهدة عروض التلفزيون المفضلة لديهن، وغيرها، لكن هذه القوة لها ثمن، إذ يعالج دماغ الأنثى المزيد من المعلومات في وقت واحد، ويستخدم المزيد من مناطق الدماغ أثناء النهار، مقارنة بدماغ الذكر. ووفقاً للباحثين، فإن هذا «الاستخدام الإضافي» للدماغ، يعني أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لإصلاح نفسه أثناء النوم، وبما أن النوم ليس مجرد راحة، فهو الوقت الذي «يعيد فيه الدماغ تنظيم» الاتصالات العصبية، فإنه يحتاج ساعات أكثر من النوم عند النساء.
الهرمونات:
ومن الدورة الشهرية، إلى الحمل، إلى انقطاع الطمث، تؤثر الهرمونات الأنثوية بشكل كبير في النوم. فعلى سبيل المثال، أثناء مراحل الدورة الشهرية، تسبب مستويات البروجسترون الأرق، أو صعوبة النوم، وينطبق الشيء نفسه أثناء الحمل، عندما يخضع الجسم لتغييرات جذرية، تؤثر في كمية ونوعية النوم. أما أثناء انقطاع الطمث، فيمكن للهبّات الساخنة، والتقلبات الهرمونية، تعطيل ساعات الراحة، ما يجعل النساء بحاجة إلى استعادة الطاقة بمزيد من الوقت في السرير.
التوتر:
التوتر رفيق للعديدات من النساء، فبين العمل والأسرة والمسؤوليات الشخصية، غالباً يعمل دماغ الأنثى في «وضع إضافي»؛ حتى عندما يحاول الاسترخاء، كما أن الإجهاد المزمن يقلل جودة النوم العميق، تلك المرحلة التي يقوم فيها جسمنا بإصلاح نفسه، ولهذا السبب تحتاج النساء إلى مزيد من النوم للتعويض عن هذا العجز، وتحقيق التعافي الكامل.
درجة حرارة الجسم:
درجة حرارة الجسم الأساسية لجسم الأنثى أقل من درجة حرارة جسم الذكر، ما يعني أنه يبرد بسرعة أكبر أثناء الليل، وهذا التبريد ضروري لدخول المراحل العميقة من النوم. ومع ذلك، فإن التغيرات الهرمونية، خاصة تلك المرتبطة بالدورة الشهرية، تغير تنظيم درجة الحرارة هذه، ما يجعل النساء بحاجة إلى مزيد من الوقت؛ للوصول إلى نوم مريح.
مراحل نوم أطول:
تميل النساء إلى قضاء المزيد من الوقت في مرحلتي النوم العميق، وحركة العين السريعة، وهما مرحلتان ضروريتان؛ لتجديد الأنسجة، وترسيخ الذكريات، وإعادة شحن الطاقة العقلية. وهما الأكثر إرهاقًا للدماغ، وعندما لا يتم إكمالهما بشكل صحيح، يشعر المرء كأنه لا يوجد طاقة كافية للأداء أثناء النهار، ما يفسر حاجة النساء إلى تلك الساعات الإضافية من النوم، مقارنة بالرجال.
الاستعداد لرعاية الآخرين:
رغم أن الأمر يبدو نفسياً أكثر منه علمياً، إلا أن الدراسات تشير إلى أن النساء لديهن «غريزة يقظة» أقوى من الرجال، وهذا يعني أنه، حتى أثناء النوم، يكنَّ أكثر يقظة للأصوات الخارجية، مثل: بكاء طفل، أو أي ضوضاء مريبة في المنزل. ويمكن أن تجعل حالة اليقظة هذه النوم أقل عمقاً، وتسهل مقاطعته، ما يؤدي إلى الحاجة إلى مزيد من النوم؛ للتعويض عن هذا الانخفاض في الجودة.