#سياحة وسفر
لاما عزت اليوم
«وحده السفر يحولك إلى راوٍ للقصص».. هكذا قال الرحالة الشهير «ابن بطوطة».. فكيف إذا جاء الشتاء، ووجدنا أنفسنا نبحث عن دفء الشرق، وسحره، في بلدٍ متنوع كالهند؟.. إن كنت تتطلع إلى تجربة أشبه بالحلم، بعيدًا عن صخب الحياة وضغوطها، فإن الهند وجهتك المثالية. فيكفي أن الهند كانت - عبر التاريخ - وجهة آبائنا وأجدادنا، حيث السكينة، والأساطير المتجذرة، والحضارة التي تقودنا إلى روائع الأدب والفكر، مثل: طاغور، وغاندي، وملحمة «المهابهاراتا». وهناك، نستنشق عبق الشرق في كل زاوية؛ كالأسواق المتخصصة، والحرف التقليدية، والعمارة التي تنطق بالجمال. كذلك، السينما الهندية، التي شكّلت جزءًا من طفولة أجيال بأكملها لا تزال حاضرة، لكن سرّ السياحة الهندية يتجلى في طبيعتها الساحرة، وتنوعها الذي يجمع بين قمم الهيمالايا البيضاء، والمنتجعات الصحية، التي تتيح لك فرصة إعادة اكتشاف ذاتك.
وفي إطار هذا التنوع السحري، يستعيد البعض ذكريات رحلات أجدادنا، من موانئ الخليج إلى الهند، ونُعيد - نحن - هذه التجربة، اليوم، عبر زيارة منتجعات تُعيدنا إلى الطبيعة. فالهند ليست مجرد وجهة؛ بل هي رحلة نحو السكون والهدوء، وسط طبيعتها الفريدة. ومن بين هذه الوجهات، يبرز منتجع «أناندا في الهيمالايا» كواحة حقيقية للسكون الروحي، والاسترخاء العميق، حيث تأخذك جبال الهند الخضراء إلى تجربة مختلفة، تجمع بين العافية، والسكينة.
سكون وصفاء بين أحضان الطبيعة
تُعد الهند، بوجهاتها السياحية المتنوعة، مكانًا مثاليًا لاستعادة التوازن، بعيدًا عن صخب الحياة. و«أناندا في الهيمالايا»، الذي يقع وسط الجبال الخضراء المهيبة، يمنح زوّاره تجربة استثنائية، حيث تلتقي النسمات العليلة مع رائحة الأعشاب العطرية، فتُحلق بعيدًا عن ضوضاء المدن، كأنك تدخل عالمًا آخر من توازن الجسد والروح.
توازن داخلي.. وعافية شاملة
لمن يبحث عن ملاذ حقيقي من ضغوط الحياة اليومية، يُعتبر «أناندا» وجهته المثالية. فهذا المنتجع الفاخر، الذي يتربع على سفوح جبال الهيمالايا، هو وجهة مثالية لممارسي اليوغا والتأمل، وأساليب التعافي الهندية القديمة المعروفة بـ«الأيورفيدا». ويطل على بلدة «ريشيكيش»، ووادي نهر «الجانج» الشهير، حيث تتقاطع مفاهيم الصحة العقلية والبدنية مع الطبيعة الخلابة وهواء الجبال النقي. ففي الهند القديمة، كان العيش المتكامل أسلوب حياة؛ وقد فهم الناس - بشكل فطري - توازن الطبيعة، وطرق الكون، وكيف تؤثر العناصر في صحتهم البدنية، ورفاههم العقلي، وإذا حققوا الانسجام الداخلي، فسيعيشون بسلام مع محيطهم. ورغم تغير العالم، إلا أن «أناندا في الهيمالايا» لا يزال يحتفظ بتلك الأساليب والمبادئ التقليدية، المستمدة من البيئة المحيطة، والتي تبرز أهمية الانسجام مع الطبيعة كجزء من نهج شامل للحياة. ويضم «المنتجع» سبا يمتد على مساحة 25 ألف قدم مربعة، ويضم 24 غرفة علاجية، وصالة رياضية حديثة، ومسبحًا خارجيًا بدرجات حرارة متحكم فيها، ومرافق علاج مائي فاخرة.
حكمة «الأيورفيدا» القديمة
«الأيورفيدا» جوهر تجربة العلاج في «أناندا»، وهو نظام طبي هندي، يعود إلى أكثر من 5000 عام، ويركز على التوازن بين عناصر الجسد الثلاثة: «فاتا، وبيتا، وكافا». ويعمل هذا النظام على تنظيف وتجديد الجسم والعقل، عبر تقنيات متخصصة، تشمل: التدليك بالزيوت العطرية، والعلاجات المائية. وتبدأ رحلة الزائر، هنا، بخطة علاجية شخصية، تُوضع بعد استشارة الأطباء، وتشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا، وبرامج مخصصة للتأمل، وأنشطة رياضية لاستعادة التوازن الداخلي.
مطبخ العافية.. تجربة تذوقية متوازنة
لا تكتمل تجربة «أناندا»، دون تذوق الأطباق المطهية خصيصًا لكل ضيف، حيث تُبنى على احتياجات الجسم الصحية، وفقًا لنظام «الأيورفيدا». وتعتمد قوائم الطعام على المكونات الطبيعية الطازجة، الخالية من الدهون الاصطناعية، والمواد الحافظة. فهنا، يُعاد تعريف العلاقة بين الطعام والصحة، حيث يتكامل مذاق الأطباق البسيطة مع فوائدها؛ لتعزيز النشاط، والطاقة، طوال اليوم.
الأنشطة الخارجية.. تجدد حقيقي للطاقة
تحيط الطبيعة الساحرة بمنتجع «أناندا»؛ لتصبح جزءًا من التجربة العلاجية. ويُمكنك ممارسة أنشطة متنوعة، مثل: التنزه في الجبال، والاستماع إلى خرير الأنهار، والمشاركة في مغامرات أكثر حيوية، منها: التجديف، ورحلات السفاري، وركوب الأمواج. وكل هذه الأنشطة تساعد في إيقاظ الحواس، والشعور بالتجدد، والنقاء.
بلدة «ناريندرا ناغار».. عبق التاريخ والطبيعة
على سفوح جبال «شيفاليك»، تقع بلدة «ناريندرا ناغار»، التي سُميت باسم المهراجا ناريندرا شاه. وتتميز هذه البلدة بجمالها الطبيعي، وقربها من السهول الهندية. فهنا، تلتقي عراقة «الأيورفيدا» وعلاجات أخرى، مثل: الوخز بالإبر، والحجامة، حيث يُركّز برنامج «الشفاء العاطفي» على مواجهة التحديات النفسية والعاطفية، باستخدام تقنيات متقدمة، مثل: التنويم المغناطيسي، وعلاج الذكريات.
رحلة إلى أعماق الذات
إن زيارة الهند تعني عَيْشَ تجربة متكاملة من العافية الجسدية، والصفاء الذهني، وأنك ستحمل معك ذكريات غنية بالتفاصيل، والمناظر الطبيعية الساحرة، وستعود بنظرة جديدة إلى الحياة، مليئة بالإبداع، والطاقة المتجددة.