#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 18 ابريل 2025
الغضب شعور إنساني طبيعي، لا عيب فيه، ولا يجب قمعه. لكن المشكلة تبدأ عندما تجهلين كيف تتعاملين معه، وربما سمعتِ النصائح الشائعة: «أفرغي غضبك»، و«اذهبي في نوبة جري غاضبة»، و«اصرخي في وسادتك»، و«حطمي بعض الأشياء». ويبدو من المنطقي أننا بحاجة لتفريغ الغضب قبل أن ننفجر، لكن المفاجأة في أن علماء النفس يرون أن هذه الطرق قد لا تساعدنا كما نظن، بل قد تزيد غضبنا، بدلًا من تهدئته.
كثيرون منا تربوا على فكرة أن الغضب ضعف، أو أنه شيء يجب تجنبه بأي ثمن، خاصة لدى النساء، لكن هل هذا صحيح فعلًا؟.. وهل الطريقة التي نعبّر بها عن غضبنا فعّالة؟.. أم أنها تزيد الوضع سوءاً؟.. في هذا الموضوع، نفتح باباً صريحاً ومباشراً مع الذات، ونسأل: هل أتعامل مع غضبي بطريقة خاطئة؟.. وما الطرق الصحية، التي تساعدني على التعبير عنه دون إيذاء نفسي، أو من حولي؟
-
هل تتعاملين مع غضبك بطريقة خاطئة؟
لماذا التنفيس لا يُجدي؟
بحسب علماء النفس، إن تحطيم الأشياء أو الصراخ قد يشعرنا بالراحة مؤقتاً، لكنه غالباً لا يُقلل مشاعر الغضب، بل يُعززها.
وهناك بعض الوسائل الشائعة، مثل: الجري، أو ضرب أكياس اللكم، أو حتى الفضفضة العنيفة مع الأصدقاء، إلا أنها لا تُخفف الغضب فعلاً، بل تطيل مدته وتزيد العدوانية، فكلما مارسنا الغضب، ثبتناه عادةً سلوكية داخل أدمغتنا.
وحتى التمارين الرياضية القوية، التي نلجأ إليها لتفريغ التوتر، قد تزيد التوتر الجسدي في اللحظة نفسها، من خلال رفع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وتسريع نبض القلب والتنفس، وقد وجدت عدة دراسات أن نشاطات، مثل: الجري وصعود الدرج، قد تُفاقم مشاعر الغضب، بدلاً من تهدئتها. وبالنسبة لـ«غرف الغضب»، التي تسمح لكِ بتحطيم الأشياء؟.. في البداية، قد تبدو كفرصة جيدة للتنفيس، لكنها قد تصنع علاقة غير صحية بين تفريغ المشاعر، والعنف الجسدي.
إذًا.. ما الحل؟
لا يعني هذا أن تكبتي مشاعرك، بل أن تتعلمي كيف تعالجينها وتوجّهينها بذكاء، مثلًا: استبدلي الركض الغاضب بتجربة المشي في الطبيعة، أو تمارين التمدد، أو اليوغا، أو حتى التنفس العميق، والهدف هو إخراجك من حالة الطوارئ الجسدية لتفكري وتتصرفي بهدوء ووضوح، بدلاً من الفضفضة العشوائية.
اكتبي أو تحدّثي، فكتابة أفكاركِ أو التحدث عنها بهدف الفهم والحل (وليس فقط التفريغ)، يمكن أن يكون لهما تأثير علاجي، ومن ذلك استثمار غضبكِ في فعل إيجابي.
-
هل تتعاملين مع غضبك بطريقة خاطئة؟
راقبي علامات الغضب في جسمك، فقبل أن يتحول الغضب إلى انفجار، هناك إشارات جسدية تظهر، ومنها: تسارع ضربات القلب، وضيق الصدر، وتوتر في الفك أو الكتفين. وبمجرد أن تلاحظي هذه العلامات، خذي خطوة للوراء، وتدربي على التنفس العميق من البطن، وخذي شهيقاً ببطء، واحبسيه لخمس ثوانٍ، ثم أخرجيه بهدوء.
وامنحي نفسك مهلة هدوء، ولا عيب في أن تقولي: «أنا منفعلة الآن، سأعود للحديث لاحقاً»، فهذه المهلة تساعدك على التفكير بعقلانية، بدلاً من الاندفاع، ويُعرف وقت التهدئة المثالي بأنه يمتد من 10- 15 دقيقة، وهي مدة كافية لتراجع المشاعر عن ذروتها.
وتجنبي العبارات المطلقة في لحظة الغضب، مثل: «أنت دائماً تفعل هذا»، و«أنت أبدًا لا تهتم بي»، لأنها تُشعل الموقف أكثر، وبدلاً من ذلك استخدمي جملًا تبدأ بـ«أنا أشعر...»، مثل: «أنا أشعر بالإحباط؛ لأنني لم أُسمَع».