#مجوهرات وساعات
غانيا عزام 24 يناير 2025
البحرينية زهراء حمزة المدحوب درست تصميم المجوهرات، وامتهنته؛ لتنتقل إلى تصميم أزياء تنقش عليها تطريزاتها اليدوية، وترصعها بالأحجار الكريمة، واللؤلؤ الذي تعشقه؛ لتصبح قطعاً فنية فريدة. وقد أطلقت المصممة البحرينية على علامتها التجارية اسم «غزالي» (Gazalle)؛ تيمناً بالغزلان التي تعشقها منذ الطفولة، وركضت بها باتجاه ما هو غير عادي، وغير مألوف؛ لتصنع مشغولات فاخرة، لا تشبه غيرها؛ فتميزت بالفعل. إبداعات زهراء المدحوب لم تتوقف عند كبيرات السن، بل طالت الفتيات الصغيرات؛ لتقدم إليهن تصاميم مزينة بشغل يدوي، بكل حب.. نحاور المصممة البحرينية في ما يلي من سطور؛ لنعرف أكثر عن أفكارها، وأسلوبها، وتطلعاتها المستقبلية:
ما الذي ألهمك تأسيس «غزالي»، وكيف أثر تصميم المجوهرات في الأزياء؟
أحب هذا العالم الرائع منذ الصغر؛ كوني نشأت في كنف عائلة لها جذور عريقة في الشغل اليدوي، في الفن والأزياء. «غزالي» حكاية عشق مرت عبر أجيال عدة، فأنا من الجيل الخامس بالعائلة، الذي يروي هذه التفاصيل بحذافيرها، كما أن ثقة والديّ وأهلي الدائمة في اختياراتي، على صعيد الفن والأزياء والمجوهرات، لها دور كبير جداً. وكذلك دراسة تصميم المجوهرات، وعملي في هذا المجال، أشعلا هذا الإلهام؛ لتحويل هذا الشغف إلى علامة تجارية، باستخدام التفاصيل نفسها؛ لدخول عالم الأزياء بشكل فاخر ومميز، لا يمكن تقليده.
دافع قوي
«غزالي».. ما سبب اختياره اسماً لعلامتك؟
اخترت اسم «غزالي»؛ تيمناً بالغزلان؛ لأنني عشقت كل ما يتعلق بها منذ طفولتي، وقد شجعني والدي على اختيار هذا الاسم؛ لأنه يعرف كم أحب الغزلان؛ فكان هذا دافعاً قوياً لإبداع تجلى في مجموعتنا الأولى «Aaho»، التي تتميز بنقوش الغزلان اليدوية، وهي حالياً من مجموعاتنا الأكثر مبيعاً.
باعتبارك المؤسسة والمصممة.. كيف توفّقين بين هذين الدَّوْرَين؟
بكل صراحة، صعب جداً التوفيق بين التوجيه الإبداعي واستراتيجية الأعمال، وغيرهما من الأدوار. أنا، بالفعل، أعمل على مدار الساعة، بسبب حرصي على أن تخرج كل التفاصيل كما أحب، وبما يليق باسم «غزالي»، فأرسم كل التصاميم، وأختار الأقمشة، والخرز، والخيوط، وبعدها يتكفل بقية أعضاء الفريق بجوانب التنفيذ، وكذلك أشرف على كل مراحل الإنتاج؛ لذلك ألجأ، دائماً، إلى توظيف أفراد يكونون محل ثقتي التامة. وأقوم بتوزيع المهام بشكل يومي، بيني وبين كل روح مبدعة خلف كواليس عائلة «غزالي»، ومن هذه المنصة أقدم كل الحب والتقدير إليهم جميعاً.
هل تعتبرين «غزالي» علامة تجارية، أم حركة فنية؟
أرى «غزالي»، اليوم، علامة تجارية ببصمة فنية فاخرة، ومتفردة.
ما الذي يميز «Gazalle»؟
تتميز علامتنا التجارية بالقطع التي يصعب تقليد تفاصيلها، أو إيجادها، في أي مكان آخر بالعالم.
كيف تتعاملين مع اتجاهات الموضة الرائجة؟
نحن نصنع الموضة، وليست الموضة هي التي تُســيرنا. إننا نسير باتجاه غير عادي، وغير مألوف، باتجاه الفن الملكي، الذي لا تحده حدود الزمن أبداً.
ما العناصر الفنية، التي تدرجينها في «خط الأطفال»؟
العناصر الفنية في تصميم خط الأطفال ليست مجرد تفاصيل، بل هي قصص تُروى من خلال كل قطعة. نستلهم من التراث والخيال لنقدم قطعاً تعكس براءة الطفولة وأناقتها، فتأتي كل قطعة كعمل فني متكامل يتحدث بلغة الحُب، من التطريزات الدقيقة التي تنبض بالإبداع إلى الألوان التي تُحاكي أحلام الأطفال.
ما رأيك في تطور صناعة الأزياء بالبحرين، وكيف تساهمين في هذا النمو؟
التطور في صناعة الأزياء الشعبية والتقليدية رائع في مملكتي الغالية، وله تاريخ عريق على كل الصعد. أما عن «غزالي»، فهي خط متفرد تماماً في الفن اليدوي بلا منافسين له في البحرين، وهي إضافة ملكية متفردة.
هل هناك حرف تقليدية بحرينية، تهدفين إلى دمجها، أو إحيائها؟
لمملكة البحرين تاريخ فني عريق، يحق لنا أن نفتخر به. ونحرص، في «غزالي»، على استخدام أكثر الحرف التقليدية في العمل اليدوي الموروث منذ عقود، وتقديمها بشكل معاصر وأنيق، يندرج بسهولة؛ ليثبت وجوده بين دور الأزياء العالمية.
تمثيل عالمي
إذا طُلب منك تمثيل البحرين عالمياً، فما العناصر التي ستضيفينها؟
اللؤلؤ الطبيعي.. أنا أعشق اللؤلؤ، وغالباً يدخل في أكثر تصاميمي، سواء في قطع المجوهرات أو الأزياء. وأفتخر بكَوْن بلدي البحرين الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر تداول اللؤلؤ الزراعي على أراضيها؛ تقديراً واهتماماً به كمَعْلَم من معالمها العريقة. حينما يُطلب مني تمثيل بلدي البحرين؛ فبالتأكيد سيختلف الوضع؛ لأنني سأمثله بقطع فاخرة من اللؤلؤ الطبيعي المشكوك لدينا مع الأحجار الكريمة النفيسة؛ ليليق بمقامها الغالي. وهناك العديد من الرموز، التي بإمكاننا تمثيلها، لكن لا يسعنا الحديث عنها حالياً.
ما مدى استجابة الناس للمنتجات الفاخرة المصنوعة يدوياً، في عصر الـ«mass»؟
حقيقةً، الاستجابة مذهلة؛ فهناك من يبحث عن التفرد، والجودة الفاخرة، والجمال الملكي، في زمن يكثر فيه تكرار التصاميم عن طريق الآلات. تصلنا رسائل شكر، وفخر وإعجاب بشكل يومي، تدفعنا - بشكل كبير - إلى الاستمرار في الإبداع.
مَنْ مصادر إلهامك.. بشكل شخصي؟
والداي، وأهلي، حفظهم الله، هم مصدر إلهامي على المستوى الشخصي؛ لإكمال الشغف العملي والفني، فلولاهم ما كنت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم. كما لا أنسى على المستوى العملي الملهم الراحل محمد حسن (أبو لؤي)، رحمه الله، وهو من مؤسسي «مجوهرات الزين». لقد كان يشجعني دائماً على الدراسة، وخوض غمار مجال تصميم المجوهرات، ما أنار طريقي لدخول مجال تصميم الأزياء في «غزالي».
هل تفكرين في توسيع دائرة إبداعاتك نحو الإكسسوارات، وغيرها؟
بالتأكيد، فاليوم بدأنا بتقديم الإكســـسوارات، وسيكون هناك تنوع أكثر مستقبلاً.
أين تودين تقديم أزياء «غزالي».. مستقبلاً؟
اليوم، تُنتج قطع «غزالي» وتقدم في كل دول الخليج، وطموحنا أن نقدمها إلى كل من يتمنى اقتناءها في كل دول العالم. نحرص، اليوم، على دقة التفاصيل كافة في «غزالي»، ونبذل قصارى جهدنا في انتقاء شركاء النجاح، وحقوق الامتياز؛ لنصل إلى كل دول العالم كعلامة تجارية فريدة.