#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 25 أكتوبر 2024
في كثير من لحظات حياتنا، نسأل أنفسنا: هل نحن سعداء؟!.. وغالباً يطاردنا هذا السؤال، ونحن نعيش حياتنا اليومية، محاولين الإجابة عليه.
ومع ذلك، يؤكد علم النفس أن ما يرغب فيه الناس، حقاً، هو إيجاد معنى للحياة، حتى يتمكنوا من العيش، والشعور بالسعادة.
وفي حين أننا نعيش في عصرٍ يُشجعنا، باستمرارٍ، على تقييم موقعنا في العالم، وبالتالي تقييم شعورنا تجاه وجودنا فيه، فإن البحث عن السعادة أصبح مملاً، ومُحبطاً في كثيرٍ من الأوقات، كما أن التأمل الذاتي جزء قسري من يومنا، يتطلب منا إعادة تقييم وظائفنا وعلاقاتنا ومنازلنا وحياتنا المثالية، ودائماً تكون النتائج غير مرضية.
مشكلة البحث عن السعادة:
إن البحث النشط عن السعادة لا يؤدي إلا إلى الشعور بالتعاسة، إذ يؤكد الخبراء أنه كلما زاد تقدير الناس للسعادة، زاد احتمال شعورهم بخيبة الأمل، وأنه حتى مع تغير الحياة نحو الأفضل، يستمر الناس في الشعور باليأس والوحدة.
وهنا، يصبح من الضروري السعي وراء إيجاد معنى للحياة، بدلاً من البحث عن السعادة، فالأشخاص الذين يفعلون ذلك يصبحون أكثر إيجابية في الحياة، ويكتسبون مواقف أفضل تجاه كل ما يفعلونه، بدءًا من المتعة، وحتى العمل. ويتلخص إنشاء معنى للحياة في أربع خطوات أساسية، نشرحها لكِ هنا.
التحكم في تصورك للحياة:
مشكلة البحث عن السعادة، هي أننا في بعض الأحيان لا نجدها، حيث نجلس ونتأمل، وعندما ندرك أننا غير سعداء، فإننا غالبًا نصاب بالإحباط، ونشعر بالهزيمة.
لكن عندما يسعى الشخص إلى الحصول على المعنى، فإنه ينظر إلى ما هو أبعد من الوضع الحالي، وإلى الصورة الأكبر، حيث إن العثور على طريقة للبحث عن المعنى دون التركيز على ما إذا كنتِ سعيدةً في هذه اللحظة أم لا، يسمح لكِ بإيجاد حلول غير مرتبطة بالوقت.
ابحثي عن أشياء أكبر:
نقصد، هنا، أن تشعري بالانتماء إلى شيءٍ أعمق، من خلال السماح لنفسكِ بتجارب حياتية أوسع، وأكثر شمولاً من التجارب التي تعيشينها ضمن محيطكِ الصغير.
أحيطي نفسكِ بالحب:
غالبًا، نلجأ إلى الأشخاص من حولنا؛ بحثاً عن السعادة، وكذلك خلال البحث عن معنى هذه الحياة. وفي كثير من الأحيان قد تشعرين كما لو أن وجودكِ في الكون ليس له أي تأثير على الصالح العام، ولكن الطريقة المُثلى للتغلب على ذلك هي ضمان إحساسك بالذات من خلال الانتماء إلى العائلة، وإحاطة نفسكِ بالأشخاص الذين يحبونكِ، إذ ستتمكنين من إدراك أن وجودكِ له معنى كبير.
إيجاد الهدف:
يعتقد معظم الناس أن الهدف في هذه الحياة هو راتب كبير أو وظيفة مرموقة أو سيارة من الطراز الحديث أو منزل في أفخم الأماكن. وفي حين أن هذه الأشياء مهمة، إلا أن معنى الحياة يمكن تحديده من خلال قدرتكِ على إعطاء الآخرين. ومع أنه يمكن أن تجدي ذلك من خلال وظيفتكِ، لأنكِ تساهمين في بناء المجتمع من خلال ما تقومين به، إلا أن إيجاد قنوات أخرى يمكنكِ من خلالها تأكيد إحساسكِ بذاتكِ بشغفٍ، سيساعدكِ على إيجاد الاتجاه في الحياة.
أي أن الهدف هو إيجاد معنى للأشياء غير المرتبطة بأشياء محدودة، فكل شيءٍ قابلٌ للانتهاء، والعلاقات يمكن أن تختفي، والمال يمكن أن يتلاشى، وما يتبقى عندما ينهار كل شيء، هو إحساسكِ بما تقدمينه للآخرين.