#مجوهرات وساعات
غانيا عزام 15 أكتوبر 2024
تطمح مصممة المجوهرات الكويتية الشابة، ليال السلطان، إلى ابتكار تصاميم معاصرة وخالدة، تجمع بين الرقي الحديث، ولمحات من تراثها الثقافي، وتعيد تصور هذه الإلهامات بطريقة عالمية تحكي لغة خاصة، ما جذب الأنظار إلى تصاميمها، التي تحمل - في طياتها - قصصاً ورسائل معينة، تبلورها ضمن علامتها التجارية «Elura».. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تطلعنا ليال على شخصية علامتها التجارية، وفلسفتها الإبداعية، والتقنيات الحرفية التي استخدمتها في مجموعتها الرسمية الأولى «Cosmic Whisper»:
ما الذي ألهمك تأسيس علامتك التجارية «ELURA»؟
ألهمتني فجوة لاحظتها في السوق الكويتي وقتها، هي عدم وجود علامة تجارية محلية، تعطي الأولوية للجودة، وتقدم تصاميم فريدة؛ فبدأت بتنفيذ قطع كنت أرغب في ارتدائها، ولم أعثر عليها في أي مكان، وقد أدركت أنه قد يكون هناك آخرون يحبون هذه التصاميم أيضاً، ولا يجدونها. شعرت بأنها لحظة مناسبة؛ لتقديم شيء جديد وذي معنى إلى العالم، وقد ولدت «ELURA» من هذا الشغف بإنشاء مجوهرات تحكي قصة ثرية.
فلسفة خاصة
«GIA London».. أخبرينا بالمزيد عن تجربتك هذه، وكيف أثرت في فلسفتك الخاصة بالتصميم؟
لم تكن دورة تصميم المجوهرات هذه تتعلق فقط بتعلم التقنيات؛ بل كانت تجربة تحويلية. كان وقتي في «GIA لندن» بمثابة صحوة إبداعية؛ أجبرتني على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بي، وتجاوز حدود التصميم، وقد كنت محظوظة جداً؛ لأنه كان هناك مدرب رائع يرشدني، بل وكنت أكثر حظاً؛ لأنني كنت محاطة برواد أعمال موهوبين من جميع أنحاء العالم، كانوا يمرون برحلات إبداعية مماثلة.
«ELURA».. ما الذي يرمز إليه اسم العلامة التجارية؟
يعكس الاسم جوهر العلامة التجارية بابتكار مجوهرات خالدة وجذابة، بتصاميم تدعو إلى الفضول والإعجاب. إنه يمثل فكرة شيء نادر وجميل، مثل جوهرة خفية تنتظر من يكتشفها، تماماً كالقصص الفريدة والشخصية، التي تحملها كل قطعة مجوهرات من «إلورا».
ما مصدر إلهامك في مجموعة «Cosmic Whisper»، وكيف تعكس روح العلامة؟
لقد استلهمت هذه المجموعة من رغبتي في تمثيــــــل وطني (الكويت)، بأجمل طريقة تجريدية ممكنــــــة. وباعتبــــارها مجمـــوعتي الرسمية الأولى، أردت تقديم قطع تتجاوز الرمزية الحرفية، وتدعو من ترتديها إلى اكتشاف القصة وراء كل تصميم. على سبيل المثال، يُعد خاتم «Lunar Dunes» تكريماً للصحاري الصامتة المهيبة تحت ضوء القمر، مع مجموعة من الألماسات التي تعكس النجوم. إنه يعكس فلسفة «ELURA» في مزج الأناقة الحديثة مع ارتباط عميق بالجذور الثقافية، والطبيعة.
الكون موضوع واسع النطاق.. كيف اخترتِ العناصر التي دمجتِها في تصاميمك عند تعاملك معه؟
ركزت على العناصر التي شعرت بأنها تتردد عالمياً، لكنها مرتبطة - بشكل خفي - بتجاربي الشخصية، وإلهاماتي. اخترت زخارف سماوية، كالشمس والنجوم والقمر؛ لترمز إلى التوجيه والطموح والغموض. وتعكس هذه التصاميم، أيضاً، صفاء وجمال السماء ليلاً فوق الصحراء الكويتية، وتلتقط التفاعل بين الضوء والظل، فقد أردت أن تثير كل قطعة شعوراً بالدهشة، ورغبة في الاستكشاف، وتذكيراً بمكاننا في الكون.
عناصر ثقافية
كيف أثرت نشأتك بالكويت في أسلوبك التصميمي؟
لقد أثرت نشأتي بالكويت، حيث الموضة الجريئة، والنساء المواكبات لأحدث الصيحات، بشكل كبير، في ذوقي الجمالي بالتصميم. لقد تعرضت لثقافة تقدّر القطع المميزة، والحرفية العالية الجودة، وهذا جعلني أسعى جاهدة إلى تقديم تصاميم معاصرة وخالدة، تمزج الرقي الحديث بلمحات من تراثي الثقافي.
هل هناك عناصر ثقافية، أو زخارف معينة من الكويت، تدمجينها في تصاميمك؟
نعم، فغالباً أدمج عناصر ثقافية دقيقة بطريقة مجردة. على سبيل المثال، يشيد خاتم «Lunar Dunes» بالصحاري الكويتية المهيبة، حيث تعكس الألماسات النجوم، والمنحنيات الذهبية تردد صدى الكثبان الرملية. وكمثال آخر، هناك قلادة «Heritage Moon Pendant»، التي تُشيد بالتاريخ الغني للعالم العربي، بعرض صورة ظلية لمنزل تقليدي. ومع ذلك، أحاول تجنب الزخارف التقليدية الصريحة، والتركيز بدلاً من ذلك على إعادة تصور هذه الإلهامات بطريقة تتحدث عالمياً إلى الناس، بغض النظر عن ثقافتهم.
تسردين قصصاً تراثية وحداثية من خلال المجوهرات.. أطلعينا على قصة أو رسالة معينة، تنقلها إحدى قطعك؟
تحكي قلادة «Heritage Moon Pendant» قصة التوازن بين التراث والحداثة، فهي تتميز بصورة ظلية لمنزل عربي تقليدي على خلفية من عرق اللؤلؤ الأسود اللامع، يلتقط هدوء سماء الكويت ليلاً. فوق المنزل، يرمز الهلال إلى جمال الليل، ورحلة اكتشاف المرء مساره، وتمثل هذه القطعة اتصالاً بين الماضي والمستقبل والتقاليد والابتكار.
هل تستخدمين مواد ذات مصادر أخلاقية في تصاميمك؟
بالتأكيد؛ فنحن ملتزمون باستخدام مواد ذات مصادر أخلاقية؛ كلما أمكن، ويتضمن ذلك الحصول على الألماس الخالي من الصراعات، والأحجار الكريمة المستخرجة بطريقة مسؤولة. كما نعمل - بشكل وثيق - مع الموردين؛ لضمان تلبية المواد التي نستخدمها لمعايير الجودة العالية، وموافقتها أيضاً قيمنا المتعلقة بالاستدامة، والممارسات الأخلاقية.
ما التقنيات الحرفية التي تميز «ELURA»؟
أكدت «ELURA»، بشدة، على ندرة وتميز المواد المستخدمة في مجموعة «Cosmic Whisper». على سبيل المثال، قمنا بدمج قطع أكبر من المعتاد من عرق اللؤلؤ الأسود الطبيعي، هذه القطع يصعب العثور عليها، وقد استغرقنا شهوراً للحصول عليها. بالإضافة إلى ذلك، نستخدم الأحجار الكريمة، مثل: اللازورد والمالاكيت والفيروز، بأشكال يصعب نحتها، واستخدامها في المجوهرات الفاخرة. أنا محظوظة جداً؛ لأنني أعمل مع حرفيين ومصنعين مهرة، يجدون - دائماً - طريقة لمنح تصاميمي الحياة.
مصممون.. وحركات فنية
كيف تتعاملين مع العميلات وتخصصين تصاميمهن؟
التخصيص هو جوهر تجربة «ELURA»؛ لذلك نأخذ الوقت الكافي؛ لفهم الأذواق والتفضيلات الفردية لعميلاتنا، ونقدم استشارات مخصصة لكل قطعة، كما نقدم رؤى تفصيلية حول الحرفية وراء كل تصميم، ما يعزز الارتباط الأعمق بين العميلة ومجوهراتها، والأمر كله يتعلق بجعل كل عميلة تشعر بأنها تمتلك شيئاً فريداً حقاً، يعكس أسلوبها الشخصي، وقصتها.
عشت ودرست في مراكز ثقافية مختلفة.. كيف شكلت هذه التجارب نهجك في التصميم؟
العيش والدراسة، في نيويورك ولندن، جعلاني أختلط بمجموعة متنوعة من الثقافات والأنماط والتعبيرات الفنية، وقد علمتني هذه التجارب أهمية تجاوز الحدود الإبداعية، واحتضان الابتكار، والبقاء وفية لجذوري، كما ساعدتني في مزج الاتجاهات العالمية مع الإلهامات المحلية، ما ساعدني على تقديم تصاميم حديثة، وشخصية للغاية.
هل هناك حركات فنية أو مصممون عالميون يلهمونك؟
أستمد الإلهام من مختلف الحركات الفنية، مثل: «الآرت نوفو» لأشكالها العضوية، و«الآرت ديكو» لأنماطها الهندسية الجريئة، كذلك هناك مصممون أثروا فيَّ بشكل كبير، ومنهم سوزان بيلبيرون، التي اشتهرت باستخدامها المبتكر للأحجار والتصاميم غير التقليدية؛ فأنا معجبة بمزجها الأناقة بأسلوب مميز ومعروف، وهو ما أسعى إليه مع «ELURA».
ما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في تصميمك للمجوهرات؟
تلعب التكنولوجيا دوراً حاسماً، من الرسومات الأولية إلى الإنتاج النهائي. وتساعد برامج التصميم (CAD) في إنشاء نماذج دقيقة، تضمن أن تكون كل التفاصيل مثالية قبل تصنيع القطعة، فهي تسمح بمستوى من الدقة والابتكار لا يمكن للطرق التقليدية تحقيقه بمفردها. كذلك، يسمح لنا الجمع بين التكنولوجيا، والحِرَفية اليدوية، بمنح الحياة حتى لأكثر التصاميم تعقيداً.
ما خططك المستقبلية لـ«ELURA»؟
يدور مستقبل «ELURA» حول النمو والابتكار؛ لذلك أنا متحمسة لتوسيع بصمتها دولياً، وتقديم تصاميمنا وقصصنا الفريدة إلى جمهور أوسع. كما نعمل على التعاون في مجالات أخرى، من شأنها أن تجلب وجهات نظر جديدة، وأفكاراً إبداعية فريدة لمجموعاتنا. وفي نهاية المطاف، تهدف «ELURA» إلى مواصلة صناعة المجوهرات ذات المغزى، التي تلقى صدى لدى العميلات العالميات مع الحفاظ على قيمها الأساسية، المتمثلة في الجودة والأصالة.