#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 9 يوليو 2024
قد تكونين مررت بتجربة غريبة في حياتك، وشعرت بأنك تلتهمين كميات كبيرة من الطعام، دون إدراك، أو توقف، وارتبط هذا الأمر بأحداث تمرين بها.
وفي الحقيقة، لا يدرك كثيرُ من الناس ماهية «الجوع العاطفي»، إلا أن مسماه العلني يشير، بشكل واضح، إلى علاقته بالمشاعر والعواطف، ويمكن تفسيره بشكل بسيط بأنه لجوء الإنسان إلى التعبير عن مشاعره السلبية، على وجه الخصوص، بتناول كميات إضافية من الطعام، ولأوقات مستمرة وطويلة.
ويعتبر هذا الجوع ظاهرةً، أو حالة مرضية؛ كونه لا يشبه حاجة الإنسان الطبيعية إلى الطعام، فالأخيرة تُسد بتناول الكمية المعتادة، إلا أن «الجوع العاطفي» يعني الاستمرار بأكل كميات غير محددة من الطعام، كمظهر من مظاهر التعبير عن الحالة، التي تصيب الإنسان، أو كما يقال بـ«العامية»: «يفش غله بالطعام».
وهناك عوامل متعددة، تسهم في حالة «الجوع العاطفي»، منها: وجود مشاكل في العلاقة العائلية، أو ضغط في العمل، أو الشعور بالإرهاق، أو المرور بضغوط مالية، عدا المشاكل الصحية.
أطعمة متداولة في حالة «الجوع العاطفي»:
ورغم أن حالة «الجوع العاطفي» تعني تناول الطعام بكل صنوفه وأشكاله، بشكل مبالغ به، فإن الشوكولاتة والبطاطس المقلية تعدان الأكثر رغبة من قِبَل مَنْ تمرُّ بهذه الحالة. ومن المعروف أن هذين الغذاءين يسببان السمنة بشكل كبير، كما أن الأطعمة الدهنية تعد، كذلك، مرغوبة بكثرة من قبل المصابات بـ«الجوع العاطفي».
حلول لـ«الجوع العاطفي»:
بات لزاماً على كل من تتناول الطعام دون تفكير، وفقاً لحالتها المزاجية، إيجاد حلول جذرية قبل الغرق في هذه الحالة، واستفحالها، وبدء المعاناة نتائج سلبية كبيرة على حالتها الصحية والجسدية.
وتعد الإرادة الحقيقية أهم خطوة للتخلص من «الجوع العاطفي»، لذا لا بد من اتخاذ قرار صارم، ومنع النفس من الانجرار وراء شهوة الطعام، وأن يكبح الإنسان جماح دماغه، قبل الإفراط في تناول الأطعمة بلا توقف من جهة، ومن جهة أخرى عليه أن يسأل نفسه: هل هو مستعد للتعرض لمجموعة من الأمراض المزمنة على المدى الطويل؟
ومن الحلول المجدية، أيضاً، شرب الشاي الساخن، الذي يعد مقاوماً رائعاً للتوتر، ومن شأنه تحسين المزاج، ويحول دون الإفراط في تناول الطعام.
ومن المعروف أن الرياضة من أفضل سبل تحسين المزاج، وإبعاد التوتر والقلق، كما تسهم في رفع هرمون السعادة لدى الإنسان، ما يقلل احتمالية الشعور بالقلق، والاكتئاب. وتعد القراءة، وكتابة المذكرات حلولاً مجدية، خاصة في أوقات الليل، فهي تساهم بدرجة كبيرة في تخفيف الرغبة في تناول الطعام، وتشغل الإنسان عن أي مشاعر سلبية قد تصيبه.
وينصح بعض الخبراء ببدء تدوين الأسباب، التي تدفع الإنسان إلى «الجوع العاطفي»، ومنها: القلق، والخوف، والعودة إليها دائماً، ومراجعتها في سبيل التغلب عليها، ومنح النفس قوة مقاومة لهذا «الجوع العاطفي».