#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 6 مايو 2024
بلا شك، يعتبر التطور التكنولوجي نعمة على البشرية، في حال أحسن استخدامه، لكن ما يحدث في واقع الأمر قد يكون صادماً للبعض، فبعض الآباء يرغبون في إلهاء أطفالهم عنهم، فلا يمانعون في إعطائهم هواتفهم الشخصية لينشغلوا بها عنهم، في حين يخصص آباء آخرون هواتف وأجهزة ذكية لأطفالهم، تلهيها عنهم في أوقات الفراغ، ويعتقدون بذلك أنهم يحبون لأطفالهم التعامل مع التطور التكنولوجي، الذي لم يكن متاحاً لهم، عندما كانوا صغاراً.
وقد يبرر الآباء تصرفهم بأن أطفالهم يعيشون في عصر يختلف تماماً عن الحياة التي عاشوها صغاراً، لكنهم قد لا يدركون المخاطر التي تحيط بأبنائهم الصغار، في ظل إدمانهم البقاء متسمّرين أمام الأجهزة الذكية، التي قد تدخلهم في عالم مبهر غريب عنهم، لكنهم في الوقت ذاته قد تتأثر صحتهم، وحالتهم النفسية.
يشير تقرير، نشرته صحيفة «الغارديان»، البريطانية، إلى خطورة إدمان الأطفال، تحت سن الثالثة عشرة، استخدام هواتفهم الذكية لساعات طويلة، كون الأطفال بحاجة للتربية النفسية والصحية الجيدة في سنواتهم الأولى، من حيث الاستفادة من نشاطهم الحركي والعقلي، وتفريغه في الدراسة والتفكير المنطقي والحركة الرياضية، بدلاً من الجلوس لساعات طويلة أمام أجهزتهم، ما يعزلهم عن العالم الخارجي.
وينبه التقرير، كذلك، إلى خطورة الألعاب التكنولوجية التي تصنعها الشركات المتنافسة، بهدف جذب انتباه الأطفال، وبقائهم متسمّرين أمام أجهزتهم اللوحية، من خلال تقديم ألعاب ممتعة، لا يستطيعون إتمام مراحلها، إلا من خلال شراء بعض «الكوينزات»، للاستمرار في اللعب.
وتنصح الدراسة، التي قام بها علماء فرنسيون، بألا يقضي الأطفال أوقاتهم على أجهزتهم الذكية، أو حتى أمام التلفزيون لأكثر من ساعة يومياً، ويفضل ألا يمتلك أي طفل تحت سن الثالثة عشرة هاتفاً خاصاً، حتى عندما يتاح له امتلاك هاتف عند بلوغ السن المحددة، وعلى الآباء مراقبة تصرفاتهم، وعدم السماح لهم بقضاء ساعات طويلة عليها.
وتحذر الدراسة البحثية، التي استمر العمل عليها ثلاثة أشهر، من استخدام تطبيقات التفاعل الاجتماعي، مثل: «تيك توك»، و«سناب شات»، ونصحوا بألا يتم استخدامها من قبل الأطفال، حتى يبلغوا الثامنة عشرة من العمر، وتوجيه جهد الأطفال وطاقاتهم نحو التعليم والتحصيل الدراسي، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، والحصول على قسط كافٍ من النوم، لا يقل عن ثماني ساعات.
وهناك علامات وإشارات تحذيرية عدة، تدل على أن الأطفال باتوا مدمني هواتفهم الذكية، وعلى الآباء التعامل مع هذه العلامات بجدية، ومنها:
- انعزال الأطفال عن محيطهم، وتفضيلهم البقاء مع هواتفهم على ممارسة اللعب، أو الزيارات العائلية، أو الخروج بصحبة أصدقائهم.
- تراجع الأداء المدرسي، وانخفاض العلامات الممنوحة من قبل المعلمين، وتراجع التركيز أثناء الدراسة اليومية.
- إظهار الأطفال لعلامات العصبية والغضب والتوتر، عند منعهم من استخدام الهواتف الذكية.
- تفضيل اللعب على الهاتف، أو الجهاز اللوحي، أو الكمبيوتر، بدلاً من النوم وإراحة الجسم.