#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 16 سبتمبر 2023
جميعنا نسمع عن طبقة الأوزون، حيث نتعلم منذ الصغر أنها الطبقة الخارجية، التي تحمي كوكب الأرض، من الجزء الضار من أشعة الشمس. لذا، إن دورها مهم في الحفاظ على حياة المخلوقات كافة على الأرض.
وبالتساوي مع هذه المعلومات، يعرف الناس أن الأوزون مثقوب، بسبب كثرة استخدام البشر ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، وأحادي أكسيد النيتروجين (NO)، حيث ينتُج كلّ منهما عن تجارب الأسلحة النووية، إضافة إلى أكسيد النيتروس (N2O)، الذي ينبعث من الأسمدة الكيميائية النيتروجينية، فضلاً عن الاستخدام الكبير للبصمة الكربونية، التي تتأتى من حركة الطائرات الكثيفة، وأدخنة المصانع، وغيرها من العلميات التشغيلية.
لذا تداعت منظمة الأمم المتحدة، لتحديد يوم 16 سبتمبر من كل عام، للاحتفاء بطبقة الأوزون، بهدف التذكير بأهميتها ودورها في الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 16 سبتمبر 1994، عن اليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون، احتفاء بتاريخ التوقيع على "بروتوكول مونتريال"، بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في عام 1987 (القرار رقم 49/114).
ويسلط "بروتوكول مونتريال.. إصلاح طبقة الأوزون والحد من تغير المناخ"، الضوء على أهمية التأثير الإيجابي لبروتوكول مونتريال، ومساهمته في تعافي طبقة الأوزون، والحد من تغير المناخ. ومع التركيز بشكل خاص على تعديل كيغالي، الذي ساهم أيضاً في التخفيض التدريجي لمركبات الكربون الهيدروفلورية، وتحسين الكفاءة في قطاع التبريد، وتوفير فوائد إضافية لتخفيف آثار تغير المناخ. وأعدت أمانة الأوزون لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة حزمة وسائل التواصل الاجتماعي بست لغات لهذه المناسبة.
وأورد العلماء أن مجموعة كبيرة من المواد الكيميائية شائعة الاستخدام، تضر بشدة بطبقة الأوزون، مثل مركبات الهالوكربونات، وهي مواد كيميائية ترتبط فيها ذرة كربون أو أكثر بذرة واحدة أو أكثر من الهالوجين: (الفلور، الكلور، البروم أو اليود)، وعادة تكون الهالوكربونات، التي تحتوي على البروم أعلى بكثير من استنفاد الأوزون، من تلك التي تحتوي على الكلور. والمواد الكيميائية التي صنعها الإنسان، التي وفرت معظم الكلور والبروم من أجل استنفاد طبقة الأوزون، هي: بروميد الميثيل، وكلوروفورم الميثيل، ورابع كلوريد الكربون، وأسر المواد الكيميائية المعروفة باسم الهالونات، ومركبات الكربون الكلورية فلورية، ومركبات الهيدروكلوروفلوروكربون.
طبقات الغلاف الجوي:
ويتكون الغلاف الجوي للأرض من طبقات عدة، أدنى تلك الطبقات، هي التروبوسفير التي تمتد من سطح الأرض إلى حوالي 10 كيلومترات علواً، حيث تقع كل النشاطات البشرية تقريباً في طبقة التروبوسفير. ويبلغ ارتفاع جبل إيفرست، الذي يعد أعلى جبل في العالم، ما يقارب الـ9 كيلومترات فقط. أما الطبقة التالية، فهي الستراتوسفير، التي تمتد من حوالي 10 كيلومترات علواً إلى نحو 50 كيلومترًا، وتطير معظم الطائرات التجارية في الجزء السفلي من الستراتوسفير. وتتركز معظم طبقة الأوزون بالغلاف الجوي في طبقة من الستراتوسفير، ما بين 15 إلى 30 كيلومتراً فوق سطح الأرض. والأوزون عبارة عن جزيئات تتشكل وتتدمر بشكلٍ دائم في طبقة الستراتوسفير.
وأدى نضوب واستنفاد الأوزون (Ozone Depletion) إلى ما يسمى "ثقب الأوزون" (Ozone Hole) فوق القارة القطبية الجنوبية، وهو منطقة ترق فيها طبقة الأوزون، أي ينخفض فيها تركيز جزيئات الأوزون بشكل كبير، والذي يظهر سنوياً بشكل ملحوظ بين شهرَيْ سبتمبر ونوفمبر.
ومع انخفاض كمية الأوزون في الستراتوسفير، يصل المزيد من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض، ولهذا تأثيرات كبيرة على النظم البيئية وصحة الإنسان، وهذا كان المحرك الرئيسي لإنشاء معاهدات، دولية مثل بروتوكول مونتريال المصممة لحماية طبقة الأوزون على الأرض والتعامل مع المواد التي تستنفدها.
وحقق "بروتوكول مونتريال" نجاحاً في التخلص التدريجي من حوالي 99% من المواد الكيميائية المستنفدة للأوزون، منذ اعتماد المعاهدة عام 1987، ما أدى إلى تحسن مستويات الأوزون في الستراتوسفير، ومن المتوقع أن تؤدي التخفيضات المستمرة لهذه المواد إلى تحسن ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية بعد عام 2040.