#صحة
زهرة الخليج - الأردن 14 مارس 2023
يعتقد معظم الآباء والأمهات، على وجه العموم، أن الأطفال عاجزون عن إنجاز المهام الموكلة إليهم بأنفسهم، فيعمدون للقيام بها عوضاً عنهم، أو مساعدتهم بها بنسبة كبيرة جداً، غافلين أن ترك الطفل ينجز مهامه وحده يعد أهم عامل لتعزيز ثقته بنفسه، حسب ما يرى خبراء الطفولة والتربية.
بحاجة إلى بعض المخاطر
لا يمكن أن يكون خوف الأهل على أطفالهم أمراً مستهجناً، ومن الطبيعي أن يسعوا لمساعدتهم دائماً في الواجبات والمهام الموكلة إليهم، لكن هذا الأمر قد يحرم الطفل ارتكاب الأخطاء والتعلم منها ذاتياً، وربما يتسبب في إضعاف ثقته بنفسه، ويجعل منه شخصاً اتكالياً عندما يكبر.
ومن المهم أن يدرك الأهل أن بناء شخصية الطفل تعتمد بشكل كبير على تعلمه من أخطائه، وبالتالي لا مانع من تركه يواجه بعض المخاطر التي تناسب عمره وحده، على ألا تشكل خطراً على صحته.
ولا بد أن يعي الأهل جيداً أن عليهم أن يتركوا أطفالهم يواجهون تلك المخاطر المناسبة لأعمارهم، وأن يقوموا هم، دائماً، بدور المشرف والمراقب وأحياناً الموجه، مع أهمية توفير البيئة الآمنة لهم، ومنحهم الفرصة كاملة لخوض مغامراتهم الصغيرة تلك، ليفرحوا بنجاحاتهم ويشعرون بالفخر، ويتعلمون من أخطائهم فلا يكررونها، مع وجود تعليمات الأهل وتوجيهاتهم، والأهم مراقبتهم الدائمة.
تكليفه بالمهام
إذا أردتِ أن تنمي روح المسؤولية لدى طفلك، وتشعريه بثقتك الكبيرة به، وتعززي ثقته بنفسه، كلفيه ببعض المهام المناسبة له، ومن المهم جداً أن تشيدي به وبإنجازه وتشعريه بعظم ما فعله بعد إتمام هذه المهمة.
وبكل تأكيد، لا يمكن تكليف الطفل بمهام جسيمة، إنما اختاري له القيام بالأعمال المنزلية البسيطة على سبيل المثال، ويمكنك بدء المهمة معه، لكن من الضروري تركه لينهيها بمفرده، ويختار الأسلوب المناسب لإنجازها.
وينصح الخبراء بانتقاء تلك المهام من الأشياء التي يحبها هو، والتي قد تكون مسلية له. على سبيل المثال، دعيه يقوم بالزراعة في الحديقة، أو بغسل السيارة، وحتى ترتيب غرفته وألعابه، وقد تمنحينه جزءاً من واجبك أنت كأن يساعد في طي الغسيل، وهو أمر ممتع لمعظم الأطفال.
شجعيه على الاستقلالية
بإمكانك منح طفلك شعوراً مذهلاً بالاستقلالية من خلال تلك المهام التي يقوم بإكمالها وحده، ورغم أن الأهل غالباً لا يحبون فكرة اعتماد الطفل على نفسه، لكنها خطوة ضرورية، خاصة في الأمور التي تناسب عمره تماماً، ولا تجعلي كل شيء في حياته مرتبطاً بوجودك.
وعندما يشعر الطفل بثقة والديه به، سيتقدم خطوة للأمام، ويصبح مبادراً دائماً، ولا يعني هذا أن تتركيه وحده كل الوقت، لكن في بعض الأحيان يكفي أن تأخذي دور المراقب وتدعيه يتمتع بثقتك به.
وختاماً من المهم أن تثني على إنجاز الطفل، وتكيلي له المديح وتشعريه بفخرك الكبير بما يقدمه، لأن هذا يشكل حافزاً كبيراً لديه، ويمنحه ثقة كبرى بنفسه، لكن احرصي على أن يكون المدح على أمور تستحق ذلك فعلاً، وليس على كل فعل وتصرف عادي، مثلاً في حال منح بعض ألعابه لشقيقه الأصغر بادري وقولي له: "كم أنت رائع، وكم أنا فخورة بك، لمحبتك لشقيقك، ومنحه بعضاً من ألعابك".