#فعاليات
زهرة الخليج 15 نوفمبر 2022
أعلن فن أبوظبي اليوم عن قائمة الفنانين المكلفين بتطوير أعمال إبداعية جديدة تستضيفها مجموعة محددة من المواقع الثقافية والتراثية في منطقة العين، ومنارة السعديات، في إطار برنامج "تكليف الفنانين في المواقع الثقافية". وستضم أعمال جديدة من الفنان عبدالله السعدي والفنانة مارينيلا ساناتور والفنانة شيلبا غوبتا والفنان كونراد شوكروس.
سيتم عرض هذه الأعمال التركيبية الجديدة بدءاً من 16 نوفمبر 2022، بالتزامن مع انطلاق معرض فن أبوظبي، وسيستمر عرضها حتى يوم 22 يناير 2023، وهي ستحمل طابعاً خاصاً ينصهر مع حيثيات مكان العرض وتفاصيل قصّته، لتضع الجمهور أمام حوار شمولي يتناول منطقة العرض بأكملها وليس العمل فقط، في محاولة لردم الفجوّة بين المعالم التاريخية والعصر الحديث، والتراث والحياة العصرية.
وفي هذه المناسبة، قالت ديالا نسيبة، مديرة فن أبوظبي: "يعود برنامج الأعمال التكليفية في المواقع الثقافية هذا العام مع مجموعة جديدة من الأعمال التكليفية المعروضة ضمن سلسلة من الوجهات الثقافية، ليكون الزوّار على موعد مع تجربة إبداعية غنية تأخذهم على متن رحلة في أعماق الهوية التراثية لإمارة أبوظبي، بموازاة استضافة معرض فن أبوظبي، حيث سيقدم الفنانون عبدالله السعدي وكونراد شوكروس وشيلبا غوبتا ومارينيلا ساناتور إبداعات جديدة مستوحاة من مدينة العين. ونحن سعداء كذلك بعرض أعمال الفنانة مارينيلا سيناتور عند مدخل المعرض. ويوجّه هؤلاء الفنانون، عبر مسارات مختلفة، الجمهور للتأمل في مفاهيم شتى، مثل المجتمع والمشاركة المجتمعية واللغة والذاكرة والإنسان وأخيراً الضوء".
ويستعرض كل عمل من تلك الأعمال الفنية المعروضة في المواقع الثقاقية المفاهيم الأساسية في المجتمع عموماً، وهي فكرة إبداعية اكتسبت زخماً واسعاً عقب تفشي الجائحة التي تسببت في حالة من الانغلاق في جميع أنحاء العالم وكانت سبباً في تغيير الكثير من جوانب ومفاهيم حياتنا اليومية.
الأعمال الفنية لبرنامج "تكليف الفنانين في المواقع الثقافية" 2022
استلهم الفنان الإماراتي عبدالله السعدي عمله الفني من توليفة ساحرة جمعت بين فنون الرسم والتشكيل والمذكرات الفنية وشغفه بجمع الأشياء التي يعثر عليها وتصنيفها بشكل منهجي ومحاولة استنباط حروف أبجدية جديدة. ويرتبط عبدالله بعلاقة وطيدة مع الطبيعة، كما ينعكس سحر الحياة الريفية في ممارساته الفنية، لأنه يسعى دائماً إلى سبر أغوار التغييرات الحياتية والتوغل في التاريخ الثقافي والمحلي. ويأتي عمله الفني بعنوان "أبجدية الكويبو"، المعروض في قلعة الجاهلي بمدينة العين، مستوحىً من "الكويبو"، وهو نظام كتابة يعود لحضارة الإنكا، وهو يتألف من مجموعة من الأوتار والخيوط المعقودة للإشارة إلى حروف الأبجدية والذي استلهم منه السعدي فكرة عمله الفني حيث أستخدم الكيبو لتسجيد الحروف الأبجدية العربية مستخدماً خيوط ملونة. وعندما يلتقي المشاهد بهذا العمل وينجح في تفسيره ويكتمل ذاك المشهد الإبداعي، تتجلّى أمامه الرسالة الكامنة والتي تتضمن رسالة عن فترة الجائحة العالمية وتوابعها.
أما العمل الفني للمبدعة مارينيلا ساناتور بعنوان "الأجسام المتحالفة"، فهو عبارة عن تحفة معدنية كبيرة الحجم ومزدانة بمصابيح إضاءة LED، والعمل يحمل نصوصاً وعناصر أيقونية مستوحاة من الخلفية الثقافية لهذه الفنانة الإيطالية، مثل فن "اللومينير" المنتشر في جنوب إيطاليا، والذي تتبلور فكرته في تركيب زينة ضوئية على الأبنية والعناصر المعمارية للاحتفالات الخارجية العامة. ويحمل العمل اقتباساً للفيلسوفة الأمريكية جوديث بتلر، الذي يشير إلى أهمية اللقاءات الاجتماعية. وقد أخذت مارينيلا هذه الفكرة وأعادة صياغتها من منظور ما بعد الجائحة العالمية. ومن المقرر عرض "الأجسام المتحالفة" في منارة السعديات حتى يوم 20 نوفمبر 2022.
ويُعرض العمل الفني "لازالوا لا يعلمون بما أحلم" المصوّر للفنانة شيلبا غوبتا في قلعة الجاهلي في مدينة العين، وهو ثمرة لممارسات هذه المبدعة التي تتناول مجموعة من الوسائط، مثل المقتنيات المكتشفة والأعمال المرئية التفاعلية المعتمدة على أنظمة الكمبيوتر والعروض الأدائية. وتسعى شيلبا جاهدةً من خلال ممارساتها الفنية إلى الوقوف على التصورات البشرية ونقل المعلومات، المرئية وغير المرئية، في حيواتنا اليومية. وفي هذا العمل الفني تستبدل الفنانة التواريخ والأوقات والمواقع بعبارات تتعلق بأحاسيس مثل الرغبة والقوة والانتماء، ويتحدى النص المتغير التمييز الظاهر للكيانات المادية، داعياً المشاهد إلى التساؤل عن العوامل التي تفرق الناس مثل الجغرافية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية. يشجع العمل الزوار أيضاً على إعادة تقييم هوياتهم وعلاقاتهم في سياق خالٍ من هذه الاختلافات، مستوحى من التجربة الجماعية للجميع أثناء الجائحة.
أما الفنان كونراد شوكروس فيعرض هو الآخر عملاً إبداعياً بعنوان " أنماط الغياب (Bb36D10) - منارة الصحراء" في واحة العين، مستعرضاً محاولاته للتجاوب مع موضوع الضوء والفضاء والقوة التأملية للصحراء. وتأتي فكرة هذا العمل الفني الجديد مستوحاة من مجموعة أعماله بعنوان "أنماط الغياب" التي تتطرق للعلوم والأبعاد الحسابية وراء تداخل الموجات الضوئية وكذا الوقوف على الإدراك البشري للضوء عموماً. ففي هذه السلسلة، ابتكر شوكروس أعمالًا تشبه النوافذ الزجاجية الملونة في الشكل ويتم تنشيطها بواسطة أشعة الشمس. يتكون العمل من قرصين مثقوبين يدوران ببطء وباتجاه مغاير للآخر. ويأتي كل قرص بأكثر من مائة ألف ثقب مرتبة بعناية، حيث تتشتت أشعة الشمس صانعةً أنماط ديناميكية متغيرة باستمرار.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج " تكليف الفنانين في المواقع الثقافية"، الذي كان يُعرف باسم "آفاق: تكليف الفنانين" سابقاً، يشكل جزءاً من البرنامج العام، "فن أبوظبي" المُقام على مدار السنة، والذي يطرح أمام الجمهور والزوّار منصّة لاستكشاف فنانين جدد والتعرّف على أعمالهم وزيارة المواقع الثقافية والتراثية في جميع أنحاء الإمارة. ويُعد هذا البرنامج أحد مشاريع فن أبوظبي الرئيسية التي تهدف إلى دعم المشهد الفني في المنطقة، من خلال تكليف الفنانين بأعمال تتجاوب أفكارها وتفاصيلها مع المواقع الثقافية، مما يحثّهم على استكشاف المعالم التراثية في أبوظبي.
تفتح النسخة القادمة من معرض "فن أبوظبي" أبوابها أمام الجمهور في منارة السعديات، ابتداءً من يوم الأربعاء الموافق 16 نوفمبر 2022 وحتى يوم 20 نوفمبر 2022، أما الأعمال التكليفية المعروضة في جميع أنحاء أبوظبي فستظل متاحة للمشاهدة أمام الجمهور حتى يوم 22 يناير 2023.
إقرأ أيضاً: "فن أبوظبي" يفتح أبوابه للجمهور