#رياضة
ياسمين العطار 17 ابريل 2021
حفرت الحكم الدولي خلود الزعابي اسمها في تاريخ كرة القدم الإماراتية، بعد أن تم ترشيحها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، ضمن المحكمات المرشحات للتحكيم في تقنية الفيديو في كأس العالم للسيدات 2023، المقرر إقامتها في كل من أستراليا ونيوزيلندا في شهري يوليو وأغسطس، لتصبح أول امرأة في دولة الإمارات وقارة آسيا تنال هذا الشرف، لتبدأ فترة تحضيراتها من خلال خوض الدورات التدريبية المكثفة، والمشاركة في إدارة مباريات في دوري الخليج العربي كحكم فيديو. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» عبرت خلود عن فرحتها الغامرة باختيارها وكشفت عن طموحاتها داخل ملاعب كرة القدم.
• كيف تلقيت نبأ ترشيحك للمشاركة في كأس العالم للسيدات 2023؟
- كان بالنسبة لي خبراً صادماً ولكنه بالتأكيد سعيد جداً، فلم أصدق في بداية الأمر نبأ اختياري للمشاركة في هذا الحدث العالمي، وحتى الآن عائلتي تتلقى التهاني بهذه المناسبة، حيث إن الجميع يشعرون بسعادة كبيرة، خصوصاً أنهم لم يتوقعوا أن أصل إلى هذه المكانة، ولقد كان من أسباب شعوري بقيمة الإنجاز هو العدد الكبير من التهاني التي تلقتها أسرتي في مدينة كلباء التي أعيش بها.
• ما أهمية تمثيلك دولة الإمارات في كأس العالم للسيدات؟
- يكفي أنها البطولة الأهم والأكبر على مستوى كرة القدم النسائية على مستوى العالم، لذلك يعد ترشيحي لهذا الحدث لحظة تاريخية بالنسبة للكرة النسائية في الإمارات، وعلامة فارقة في حياتي، لأنني أصبحت أول حَكم إماراتية وعربية، يتم ترشيحها للتحكيم (كحكم فيديو) في هذه البطولة العالمية الكبرى، ولكنها في الوقت نفسه تمثل مسؤولية كبيرة، ويجب أن أستعد جيداً خصوصاً في الجانب البدني.
• ما أبرز المحطات في مسيرتك التي أوصلتك لهذا الإنجاز التاريخي؟
ـ أعتقد أن ترشيحي للمونديال، هو ثمرة جهد كبير قمت به آخر 8 سنوات، وهي الفترة التي قضيتها في مجال التحكيم، كأقدم امرأة إماراتية تدخل مجال تحكيم لعبة كرة القدم، خصوصاً أنني شاركت في أول دورة تدريبية تأهيلية، في الوقت الذي كنت أواجه فيه العديد من الصعوبات، أبرزها أننا نعيش في مجتمع ليس من السهل فيه أن تقوم امرأة بإدارة مباراة لكرة القدم.
لحظة فارقة
• ما دور عائلتك في وصولك إلى هذه المكانة في التحكيم؟
- لحسن حظي أنني تلقيت دعماً كبيراً من عائلتي عند دخولي هذا المجال، حيث هيؤوا لي البيئة والمناخ المحفز للتميز والذي أسهم في وصولي إلى هذه المرحلة التاريخية في حياتي، فأنا أعيش لحظة فارقة مع «الساحرة المستديرة».
• ماذا تحتاجين حتى يتم تأكيد مشاركتك في هذا الحدث العالمي؟
- هناك العديد من الخطوات المطلوب القيام بها في الفترة المقبلة، وتحتاج إلى عمل شاق جداً، إذ سيكون عليّ الخضوع لتدريبات ودورات مكثفة في التحكيم عبر تقنية الفيديو (الفار)، ولزيادة معدلات اللياقة البدنية، مع العلم أنه تم اعتمادي مؤخراً حكماً للساحة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم عقب اجتيازي الاختبارات اللازمة، وهذا لم يكن ليتم، لولا تركيزي في آخر ثلاث سنوات على جانب اللياقة البدنية، خصوصاً أنه كان دائماً ما يشيد بي محمد هديب المدير الفني للحكمات باتحاد الكرة الإماراتي، على الصعيد الفني، وكان يطالبني بالعمل أكثر لزيادة معدلات اللياقة البدنية، مما أسهم في تطوري بشكل واضح، وبعدما كان معدل اللياقة لديّ ما بين عامي 2012 و2018، لا يتجاوز 20%، بات الآن 90%، وهو ما ساعدني على اجتياز اختبار اللياقة، والحصول على الشارة الدولية، وزاد طموحي بعد التحكيم في بطولات الشباب وآسيا، والآن أصبحت مرشحة للمشاركة في أهم حدث عالمي في كرة القدم النسائية، كما أحضر حالياً للمشاركة في إدارة مباريات في دوري الخليج العربي كحكم فيديو، لأن المشاركة في دوريات المحترفين، شرط أساسي لاختيار قضاة المونديال.
ثقة الجمهور
• هل تعتقدين أن الفتاة الإماراتية قادرة على مواجهة أكبر عقبة وهي ثقة الجمهور في إدارتها لمباريات كرة القدم؟
- هذا الأمر سيحدث تدريجياً عن طريق تعود الجمهور على مشاهدة العنصر النسائي بشكل طبيعي في مباريات كرة القدم، وأتوقع أن تتغير تلك الثقافة للفتاة داخل ملاعبنا قريباً، والمطلوب فقط زيادة الدعم والترويج لكرة القدم النسائية بالدولة، لأن الجماهير عندما ترى الكثير من مباريات الكرة النسائية، ستتقبل ممارسة المرأة للعبة الأكثر شعبية في العالم، ولا بد من المثابرة والتمسك بالأمل والطموح للوصول للغاية المنشودة.
• ما طموحاتك في المستقبل؟
- لا شك في أن المشاركة في البطولات القارية والعالمية هي هدفي الأساسي، ولكن لن يتحقق ذلك سوى عن طريق إدارة المباريات في الدوري الإماراتي، حيث أتمنى أن أكون حكماً للساحة وليس فقط حكم فيديو، وأنا أعلم أن الأمر سيكون صعباً في البداية، ولكن سيأتي تدريجياً، بينما أتمنى أن تكون مشاركتي أيضاً في كأس العالم للسيدات كحَكم ساحة وليس فيديو، وهو ما أخطط له في الفترة المقبلة.