لاما عزت 29 مارس 2012
تقول إحدى الحكايات الخرافية إن رجلاً كان مفتوناً بأختين توأمين كانت واحدة منهما أجمل من الأخرى والثانية أعذب من أختها، وكان يريد الزواج منهما. فتقدم إلى والدهما ولكنه رفض تزويجه إيا منهما مالم يحزر اسمي الفتاتين. وبالطبع لم يستطع الرجل أن يحزر الاسمين فالأمر يكاد يكون مستحيلاً.
وكان لهذا الرجل كلب يصطحبه معه في كل مرة يذهب ليطرح اسمين جديدن على الأب. أحب الكلب البنتين اللتين كانتا تداعبان شعره وتلعبان معه. وصار الكلب يذهب ليلعب مع الفتاتين حتى سمعهما يوماً تناديان على بعضهما فحفظ الاسمين وذهب راكضاً لسيده، ولكنه اشتم رائحة لحم في الطريق فوجد بقايا فريسة ممزقة في الغابة وظل يأكل منها حتى نسي الاسمين. ثم عاد للبنتين حتى سمع الاسم من جديد وفر راكضاً لسيده لكنه اشتم رائحة فطيرة برتقال في الطريق، فذهب ليجد بقايا فطيرة تحت شجرة فأكل منها حتى نسي الاسمين.
عاد الكلب للبنتين وسمع الاسمين مرة أخرى ورجع راكضاً لسيده، ولكن رجلاً غريباً وقف في طريقه وأطبق يديه علن عنق الكلب ليعرف الاسمين ويحظى بالفتاتين. تصارع الكلب والغريب صراعاً دامياً ولكن الكلب تمكن من الفرار مجروحاً دامياً وأخبر سيده بالاسمين وهنا تنتهي الحكاية.
التحليل النفسي للحكاية:
القصص الخرافية مثل الأحلام نستطيع من خلالها تفسير الكثير عنا، وهذه القصة تميط اللثام عن سر قديم وهو: من أجل الفوز بقلب المرأة على الرفيق أن يفهم طبيعتها الازدواجية. ومعنى ذلك هي تلك الشخصية المثقفة الواقعية العملية التي تظهر على السطح، وتلك الدفينة الغامضة البرية التي تخفيها النساء.
وفي الحقيقة إن الطبيعتين منسجمتين، فحين تكون واحدة واضحة وغالبة وحارة، تبرد الأخرى. فواحدة من الشخصيين لديها المرونة والأخرى لديها الشغف، واحدة متفائلة وأخرى كئيبة. والمرأة غير المتزنة هي التي تحاول قمع إحدى الشخصيتين، بينما من المفترض تطوير كليهما.
نلاحظ من الحكاية أن الرجل أيضاً لديه طبيعتين: فالكلب المخلص هو رمز الطبيعة البرية الأصيلة، الرجل الذي لم تفترسه التقاليد والعادات بعد، الحريص على معرفة المرأة بدليل عودة الكلب مرات ومرات لمعرفة الاسمين. وهي الطبيعة التي تحبها المرأة وتتجاوب معها والتي يستطيع من خلالها معرفة الاسمين. واشتراط الأب لمعرفة الاسمين ليتمكن الرجل من زواجهما ماهو إلا رمز لضرورة معرفة جوهر المرأة لكي يتمكن من فهمها ويستحقها. أما مامر به الكلب من معاناة قبل تبليغ الاسمين فهو إشارة إلى أن معرفة جوهر المرأة يلزمه تعب وحرص وتفكير وصدق في المهمة.
فهل أعجبتك حكاية اليوم؟