#أخبار الموضة
غانيا عزام 8 ابريل 2020
يعرف مصمم الأزياء الشهير جورجيو أرماني الأناقة بقوله: «الأناقة لا تعني أن تتم ملاحظتها، بل تذكّرها»، وهكذا يعبّر عنها من خلال تصاميمه، وآخرها مجموعة الأزياء الجاهزة لموسم الخريف والشتاء المقبل والتي عرضت في ميلانو. كما يعبّر عنها بشكل آخر عندما يخصص معرض بكامله لأعمال صديقه المصور المحترف الراحل بيتر ليندبيرغ Peter Lindbergh. تزامناً مع بداية أسبوع الموضة في ميلانو.
ثنائية رشيقة
عرض أزياء مخملي قدمه جورجيو أرماني، عارضاً فيه تشكيلة أزياء أنيقة تجمع بين الذكورة والأنوثة في توازن فريد وجديد يعبر عن أسلوبه المتماسك والمتطور باستمرار، وهذا ليس بغريب على مصمم مخضرم مثل أرماني. على وقع الموسيقى الكلاسيكية وصوت النغمات المتراقصة، نستمع لحوار ما بين خزانة الملابس الرجالية والنسائية بأجواء مليئة بالرومانسية الخجولة، حيث الدقة تقابل الرقة، ونقاء الخطوط التي تغلف الجسم وترافق إيماءاته تعزز شخصية من ترتديها بكل صدق وحميمية. فضلاً عن تأثير أبطال الروايات الأدبية الذي ظهر جلياً من خلال الكتافيات وشارات الرتب وتضليعات الأزياء الموحدة، إضافة إلى المعاطف المغلّفة، والسترات الصغيرة المزوّدة بالأزرار العالية، والسراويل التي تُربط داخل الجزمات، جميعها أعيدت ترجمتها ضمن أسلوب أنثوي شاعري ورقيق. وفي تصاميم أخرى، يتحول الـCamouflage أو التمويه إلى لوحة فنية تجريدية وتركيبة متألقة من الزهور والبتلات، أو يفقد الزي الرسمي صرامته القتالية ليشير إلى سلوك أكثر رشاقة.
المخمل الساطع
أراد أرماني أن تبقى هذه التشكيلة عالقة في الأذهان، من خلال المخمل الأسود الذي يسلط الضوء على الحركة، ويحدد الإيقاع في الصور الظلية المنسابة من كتفين قويتين. السترات الصغيرة، المعاطف الكبيرة، السراويل ذات الساق المستقيمة، والمعاطف كبيرة المقاس المحيكة بالصوف، يتم تنسيقها مع أحذية مسطحة أو جزمات، أو تنسّق مع حقائب هندسية الشكل. كما تفسح الإطلالات المجال أمام فساتين المساء، الطويلة واللامعة. يهيمن اللون الأسود على المشهد: بشكل ساطع وليس ليلياً، تتخلله لمحات من اللون الوردي وأخضر البط البري واللؤلؤ الرمادي.
شعور بالانتماء
يكرّم جورجيو أرماني صديقه مصور الأزياء والمخرج السينمائي بيتر ليندبيرغ، الذي رحل العام الماضي، في معرض Armani/Silos، ويأتي بعنوان (هيمات. إحساس بالانتماء Heimat. A sense of belonging. تعرض في أروقته نخبة من أعمال ليندبيرغ، تمتد عبر عدة عقود من الأعمال المنشورة وغير المنشورة. المعرض الذي فتح أبوابه في 22 فبراير الماضي، ويستمر حتى الثاني من أغسطس المقبل، يشرف جورجيو أرماني شخصياً ومؤسسة بيتر ليندبيرغ. ويشيد المعرض بالارتباطات القوية بين اثنين من أصحاب البصيرة، اللذين أرسى شعورهما الفريد بالهوية معايير شخصية للغاية، في الفن وفي الحياة أيضاً. تشارك جورجيو أرماني وبيتر ليندبيرغ القيم التي صاغت جماليات كل منهما. وقد جعلهما تقديرهما لروح الحقيقة والبحث عن الصدق بدلاً من الأعمال الفنية، على وجه الخصوص، متعاونين وثيقين منذ أوائل الثمانينات وطوال حياتهما المهنية.
أعمال جدلية
يعكس المعرض وجهة نظر المصور، وفكرته عن الفضاء والجمال، إلى جانب مصادر الإلهام، في رحلة تتجاوز فكرة التصوير الفوتوغرافي للأزياء، بدءاً من صور الحقيقة العارية Naked Truth، مروراً بالتوسع مع أجواء Heimat القوية، وصولاً إلى تسوية مع غرور البطلة الحديثة The Modern Heroine المذهل.
صدق متأصل
تفهم ليندبيرغ للأنوثة واهتمامه بالشخصية وميله إلى الحقيقة ميزته دائماً عن نظرائه. ثمة صدق متأصل في عمل ليندبيرغ الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـHeimat وهي كلمة باللغة الألمانية تعني أكثر من المنزل: إنها مكان القلب، إنه المكان الذي ينتمي إليه المرء، بالنسبة لليندبيرغ، كانت هيمات هي الخلفية الصناعية لمدينة Duisburg، بمصانعها والضباب والمعادن والخرسانة. كانت جماليات برلين عام 1920 بمثابة بصمة أخرى لا تمحى.
رفيق رائع
يدور جوهر المعرض، حول الصور التي تكون فيها البيئة الصناعية التعبيرية أكثر من مجرد خلفيات: بطل الرواية، عارية بشكل جميل في حقيقتها مثل صور ليندبيرغ، ودائماً ما تجرد من خداعها، وفكرته عن «البطلة الحديثة» امرأة قوية تظهر علامات العمر والوقت بكل فخر. ضمن هذه الحركات الثلاث، يصور المعرض تعقيد أعمال ليندبيرغ وإحساسها بالخلود.